الكتاب المدرسي المغربي يغبن أدباءه ويحجب مداخيله عنهم - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية مصطفى
مصطفى
:: المدير المؤسس ::
تاريخ التسجيل: 5 - 5 - 2007
السكن: أكادير
المشاركات: 1,035
معدل تقييم المستوى: 40
مصطفى تم تعطيل التقييم
مصطفى غير متواجد حالياً
نشاط [ مصطفى ]
قوة السمعة:40
قديم 12-11-2012, 00:44 المشاركة 1   
افتراضي الكتاب المدرسي المغربي يغبن أدباءه ويحجب مداخيله عنهم

الكتاب المدرسي المغربي يغبن أدباءه ويحجب مداخيله عنهم
حاضرون بالعربية وغائبون باللغة الفرنسية والسبب «الديداكتيك»

كيف تقدم الكتب المدرسية المغربية مؤلفات الأدب المغربي الحديث؟ سؤال يمكن الإجابة عنه بتتبع كتب مادتي اللغة الفرنسية والعربية منذ الإصلاحات الأخيرة. فالتأليف المدرسي في المغرب، تضبطه توجيهات رسمية تتمثل في، الميثاق الوطني والكتاب الأبيض ودفتر التحملات الخاص بكل مادة على حدة. وهي نصوص، في مجملها تلح على المبدأين التاليين: ترسيخ قيم الهوية الحضارية ومبادئها الأخلاقية والثقافية، كما ترسيخ الهوية المغربية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها. وهي توجيهات لا تقيد مؤلفي الكتب المدرسية تقييدا معرفيا، نظرا لطبيعتها العامة؛ مما يفتح الباب على مصراعيه أمام المؤلفين التربويين كل حسب قناعاته الثقافية والأيديولوجية.

نلاحظ بداية، فيما يخص الكتاب المدرسي المغربي، للغة الفرنسية للتعليم الإعدادي والتأهيلي ضآلة عدد الأدباء المغاربة نسبة إلى غيرهم. فإذا أخذنا السنة الثالثة إعدادي مثلا، نجد فيها كاتبين مغربيين من أصل 28 يدرسهم الطالب، هما محمد خير الدين وعبد الحق سرحان في كتاب «مسارات»، وكاتبين من أصل 28 في كتاب «ساعة الفرنسية» وهما عبد الكبير الخطيبي وغيثة الخياط، وأخيرا نجد كاتبين من أصل 16 في كتاب «المعبر» وهما عبد الكبير الخطيبي وجاك حسون. يفسر أحد مفتشي اللغة الفرنسية هذه النسبة الضعيفة للمؤلفين المغاربة الذين يدرسهم الطالب، بقوله:»إن القيود الديداكتيكية، هي التي تقلص من حضور النصوص الأدبية المغربية، لأن ثمة وحدات شكلية وأجناسا ينبغي تعليمها للتلاميذ. كما أن الهدف ليس التعريف بالأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، بل تدريس اللغة الفرنسية». وهذه وجهة نظر تحترم، لكنها لا تلغي إمكانية التعريف بهذا الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية، في تنوعه، مع احترام الضوابط الديداكتيكية. ويضيف نفس المفتش قائلاً: «في الثانوي، تطرح المسألة بشكل مغاير، لأن دراسة المؤلفات تعوض عن الكتاب المدرسي. فهناك كاتب مغربي من بين كل أربعة مؤلفين فرنسيين وهما أحمد الصفريوي في الأولى باكالوريا وإدريس الشرايبي في السنة الثانية. غير أن اختيار هذه المؤلفات يخضع لصيرورة معقدة بعض الشيء، مما يثير بعض المشاكل. إذ يقترح المفتشون، المنسقون المركزيون والجهويون، بعض الأعمال حسب المستويات المعنية دون استشارة باقي عناصر الشبكة التربوية، في الغالب». ويبتغي هذا السلوك ربما الحفاظ على سرية العملية. غير أن هذا التحكم في المعلومة قد يضعف، خلال الزمن الفاصل بين الاقتراح ومصادقة اللجنة الدائمة للمناهج، أي يمكن أن تأخذ المقترحات وجهات أخرى. وهناك سابقة في هذا الباب، إذ علم أحد الموزعين بـ«طرقه الخاصة» باقتراح كتاب «قاع الخابية» لعبد اللطيف اللعبي، فاتصل به ليسهل له شراء الحقوق من «دار غاليمار» الفرنسية. فأخبره اللعبي بضرورة الاتصال بدار النشر مباشرة كي تضع ثمنا مناسبا للمغرب. خلال هذه المفاوضات التي تمت «خارج التغطية» لم تصادق اللجنة على تقرير كتاب «قاع الخابية»، لاعتبارات ديداكتية، فأسقط في يد الرجل!
* سميح القاسم والمعطي القرقوري!
هذا بالنسبة للفرنسية، أما العربية فتعيش تجربة مغايرة قليلا. فمنذ الإصلاح الذي شمل الكتب المدرسية منذ خمس سنوات، بدأت الصورة تتحسن بعض الشيء. إذ صرنا نقرأ في الكتب المدرسية أسماء مغربية تنتمي إلى مختلف تيارات الأدب والفكر والنقد في المغرب. نقف مثلا، عند الكتب المدرسية الثلاثة للثانية إعدادي مثل «مرشدي في اللغة العربية»، «المرجع في اللغة العربية» و«في رحاب اللغة العربية»، فنجد أعلاما من أمثال عبد الكريم بن ثابت، محمد بن إبراهيم؛ عبدالله كنون، عبد العزيز بن عبدالله، مبارك ربيع، المهدي المنجرة، حسن المنيعي؛ محمد الوديع الآسفي، عبد الرحمن حجي، محمد الخضر الريسوني، مليكة العاصمي، عبد الكريم الطبال. أما الفرع المشترك-آداب، فنجد فيه ثلاثة كتب مدرسية هي «في رحاب اللغة العربية»، «النجاح في اللغة العربية» و«المنير في اللغة العربية» التي تضيف إلى الأسماء التقليدية أسماء أخرى مثل عبد القادر الشاوي، عبدالكريم برشيد، سعيد يقطين، محمد مفتاح، عبدالله راجع، أحمد التوفيق، علي أومليل، أحمد المجاطي، ليلى أبو زيد، عبدالله العروي، أحمد بوزفور.
ورغم طغيان الأيديولوجيا التقليدية على الكتاب المغاربة الذين يهيمنون على الكتاب المدرسي من أمثال عبد الله كنون وعلال الفاسي، فإن خريطة هؤلاء الكتاب بدأت تتسع لإدماج مكونات الساحة الثقافية المغربية. وبلا شك، أن هذا يعود من جهة إلى الإصلاح رغم الثغرات التي تشوبه وإلى وعي مؤلفي الكتاب المدرسي بأهمية الأدب المغربي المعاصر، من جهة ثانية. غير أن هذه النقطة المضيئة، لا ينبغي أن تحجب عنا بعض الأخطاء القاتلة والمضحكة في آن. كأن تجد في «المنير في اللغة العربية»، في الجزء الرابع المعنون بـ»شعر التفعيلة» شعراء مشارقة من أمثال عبد الوهاب البياتي، عبد المعطي حجازي، صلاح عبد الصبور، جنبا إلى جنب مع شعراء مغاربة كعبد السلام مصباح، وأحمد مفدي! دون أن ننسى المقارنة البديهية حين نرى الشاعر المغربي المعطي القرقوري إلى جانب سميح القاسم! ثم نتساءل كيف لا يحتقر التلميذ المغربي شعراء المغرب ويفضل شعراء المشرق!




* تربية طنجرة الضغط
أما المؤلفات المقررة، فهي مربط الفرس. إذ اشتغلت اللجنة المركزية المكلفة بالاقتراح، واجتمعت في نفس الوقت لجنة أخرى بإسهام اتحاد كتاب المغرب بمشاركة عبد الحميد عقار وأحمد اليابوري وقررت المؤلفات المختارة، لتفاجئ المفتشين والأساتذة بالمذكرة الوزارية التي تخبرهم بالأعمال المقررة. يقول عبد اللطيف عارف، مفتش منسق مركزي: «دافعنا عن إشراك اتحاد الكتاب في لجنة المؤلفات، ويسعدنا العمل معه. لكننا فوجئنا بإهمال مقترحاتنا وتقرير مؤلفات غيرها. الاختيار موفق، لكن ما نحبذه هو التنسيق». لنأخذ فكرة عن هذه المؤلفات، نجد في الفروع المشتركة للتعليم الأصيل والآداب والعلوم الإنسانية، في جنس الرواية «المباءة» لعز الدين التازي و«عين الفرس» للميلودي شغموم، «الحي اللاتيني» لسهيل إدريس؛ في الدورة الأولى؛ وفي المسرح، «أبو حيان التوحيدي» للطيب الصديقي»، و«امرىء القيس في مدينة الصفيح» لعبد الكريم برشيد، ثم «سهرة مع أبي خليل القباني» لسعد الله ونوس. أما في السنة الثالثة من التعليم الثانوي الإعدادي، فهناك «عودة إلى الطفولة» ليلى أبو زيد، «الساحة الشرفية» لعبد القادر الشاوي، «محاولة عيش» لمحمد زفزاف؛ في الدورة الاولى. و«أهل الكهف» لتوفيق الحكيم، «طوق الحمامة» لعبد الله شقرون، و«أساطير معاصرة» لمحمد الكغاط؛ في الدورة الثانية. طبعا، نوضح هنا أن المفتش يتفق مع الأساتذة حسب المنطقة التربوية على اختيار مؤلف واحد من بين المؤلفات الثلاث. إلى حد الآن، ورغم انعدام التنسيق، يمكن أن نعتبر الاختيار صائبا. لكن كيف تدرّس هذه المؤلفات؟ هنا سيقف حمار الشيخ في العقبة!
المؤلفات سقطت من السماء في آخر لحظة. لذلك لم يفكر واضعوها في حصة لتدريسها! فساعات اللغة العربية قلصت في إطار الهندسة التربوية الجديدة من 6 إلى 4 في حين أضيفت المؤلفات! يحل لنا هذا اللغز أحد مفتشي اللغة العربية: «بما أن القرار ترقيعي، فقد رقعنا بدورنا لنحل معضلة مادة أضيفت دون التفكير في حصة خاصة بها. استغنينا عن القراءة المسترسلة وطلبنا من الأساتذة أن يختاروا مؤلفا واحدا ويدرسوه في دورة واحدة في مدة زمنية لا تتجاوز أربع ساعات. والتقنية جهنمية: ساعة مدخل تعريفي بالجنس الأدبي والمؤلف، ساعة للأحداث والشخصيات، ساعة للزمان والمكان وساعة لبناء النص. هذا ما أسميه «ديداكتيك طنجرة الضغط» ولكم واسع النظر!».




* حقوق التأليف
تعتبر حقوق التأليف الحجر الأساس في العملية الإبداعية. لكن الكتاب المغاربة الذين تختار نصوصهم في الكتب المدرسية لا يذوقون طعم هذه الحقوق على هزالها بغض النظر عن لغة الكتابة. فالقاص أحمد بوزفور مثلا، رغم وجود قصصه في عدة كتب مدرسية للغة العربية، لم يتلق أي تعويض عن ذلك. يقول بوزفور: «لم يكلف أحد نفسه الاتصال بي لا الناشر ولا المسؤول عن الكتاب المدرسي. ربما لو اتصلوا بي، وبما أنني أستاذ أيضا، يمكنني أن أساعدهم في اختيار النصوص الملائمة للخلفية التربوية. إذا أسأل كيف ينشرون جزءاً من قصة لي، وما يرغبونه هو تعليم قواعد القصة الصغيرة للتلاميذ؟!». حالة بوزفور ليست معزولة، إذ يمكن تطبيق نفس القاعدة على إدريس الخوري، محمد عابد الجابري، عبدالله العروي، عبد الكبير الخطيبي، عبد الحق سرحان، علي أومليل... أما دراسة المؤلفات فقضية أخرى، فرغم وجود عقد بين المؤلف والناشر، فالعلاقة غير شفافة. إذ يفضل المؤلف التنازل النهائي عن حقوقه مقابل مبلغ إجمالي أو الحصول على نسبة مئوية سنوية من الناشر الذي لن يخبره أبدا بحقيقة المبيعات ابتداء من السنة الثانية. وفي هذا السياق، قال لنا المسرحي عبد الكريم برشيد: «فضلت التنازل النهائي عن حقوقي مقابل 50.000 درهم لاعتبارات يعرفها المؤلفون جيدا». وإذا علمنا أن سحب هذه المؤلفات يصل إلى 400.000 نسخة، نقف على هزال التعويض الذي يحصل عليه الكتاب المغاربة سواء تعلق الأمر بالمؤلفات أو الكتب المدرسية!




* حسن الختام
نخلص إلى أن حضور الكتاب المغاربة يتفاوت في الكتب المدرسية والمؤلفات وفقا لدرجة وعي مؤلفي هذه الكتب ومقدار تشربهم بفلسفة ما يسمى بالإصلاح التي شملت عالم التربية والتكوين منذ بضع سنوات. كما أن مسؤولية التأليف تتطلب إشراك جميع الأطراف، من جمعيات وأساتذة ومفتشين وآباء، من أجل بناء تصور متكامل لدعم الثقافة المغربية بجميع فروعها في مقرراتنا الدراسية. دون أن ننسى ضرورة تفعيل آليات مؤسساتية لمراقبة مختلف مراحل التأليف المدرسي حتى لا يغتني بعض الناشرين والمفتشين على حساب المؤلفين والتلامذة.






تحقيق: جلال الحكماوي
الشرق الاوسط











اعط بلا حدود ... ولا تنتظر الأخذ ... يكفيك رضى الله !!
=================
وما من كاتب الا سيفنى ******** ويبقى الدهر ماكتبت يداه
فلا تكتب بكفك غير شئ ******** يسرك في القيامه ان تراه
آخر مواضيعي

0 الأدوية قابلة للتعويض
0 توزيع الكتب المدرسية في كراتين المعسل
0 9 أسباب تدفع المعلمين للتقاعد المبكر في السعودية
0 صنافة كراثول للجانب الوجداني عند المتعلم
0 الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب تطالب بالإحتكام إلى التنقيط كمعيار وحيد في الحركة الانتقالية
0 المحطة الاولى للمنتدى الافتراضي الوطني للتوجيه
0 ترحيب بالأخ العزيز aboussama khalid
0 كيف نحيا ألف حياة وحياة؟
0 حكاية تيدي ستودارد.. ملهمة المعلمين والتربويين والآباء
0 الرؤية المدرسية والرسالة المدرسية - دراسة حالة


خادم المنتدى
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية خادم المنتدى

تاريخ التسجيل: 20 - 10 - 2013
السكن: أرض الله الواسعة
المشاركات: 17,180

خادم المنتدى غير متواجد حالياً

نشاط [ خادم المنتدى ]
معدل تقييم المستوى: 1868
افتراضي
قديم 02-05-2016, 16:15 المشاركة 2   

-***************************-
شكرا جزيلا لك..بارك الله فيك..شكرا جزيلا لك
-*****************************-

الأحد01شـوال1441هـ/*/24مــاي2020م
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مداخيله, أدباءه, المدرسي, المغربي, الكتاب, يغبن, عنهم, وحيدة

« في ضيافة شاعر | أقول لكم »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الكتاب المدرسي ابو ندى دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 2 12-11-2011 21:35
الكتاب المدرسي أبو مرية دفتر المواضيع التربوية العامة 3 16-04-2009 15:06
الكتاب المدرسي hamad5 دفتر المشاريع والأفكار التربوية 4 04-03-2009 14:32
الكتاب المدرسي . maestro دفتر المشاريع والأفكار التربوية 1 14-02-2009 23:07
الكتاب المدرسي doctorja دفـتـر التشريع الإداري و التسيير التربوي 9 12-12-2008 17:42


الساعة الآن 12:11


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة