ًمعلمً حرفته، وأنا أيضا...في غالب الأحيان لم يكن اختيارا حرا، ربما كنا مجبرين...مدفوعين برغبة البقاء، ومدججين بأسلحة الصبر والكرامة...
ارتجاجات كثيرة أصابتنا في المراكز الحساسة؛ تشخيص الوضع يحتاج لكثير من الفهم...
تكريم
لحظة توصله بخبر التكريم، قفز من مكانه مثل طفل، رسم على وجهه ابتسامة عريضة، ذرف دموع الفرح، وبكى ...
اختلطت عليه المشاعر، بين مرارة الماضي ونشوة الحاضر يعيش...يتحسس وجهه في المرآة...يتعقب خرائط البؤس والشقاء فيه، سنوات طويلة من الصبر والتضحية والعطاء، في الأرياف البعيدة أفنى زهرة عمره...أملا في ترقية، فعشقه كان كبيرا...للسلاليم الادارية...
بالكاد وصل الى مؤسسته القديمة، صفق له الحاضرون بحرارة، أثنوا على ماضيه المجيد، ذكروا بخصاله الحميدة وتفانيه اللامحدود في العمل...
تعالت كلمات الاطراء والمديح في حقه، ارتفع ضغط الدم فيه، من هوة سحيقة أحس أنه يتنفس...عادت اليه الحياة...فشعر أنه ولد من جديد...
زينوا عنقه بميدالية قصديرية سريعة الصدأ، وشهادة استحقاق، ومائة درهم...مساهمة جميع العاملين بالمؤسسة...
أثناء الحفل، نفخوا بطنه بالشاي، علك تمرا مليئا بالدود، التهم حلوى عصية على الطحن، فقد أحد أضراسه، فنقلوه على متن حمار...الى أقرب طبيب للأسنان...
بقلم رشيد بوشارب
14/09/2007