2009.04.06
مجدى شلبى
فى الوقت الذى لا نتدخل فيه في عمل الطبيب فلا نحدد له و سائل الفحص و التشخيص و العلاج .. نمنع المعلم من استخدام وسائله لتقويم ما اعوج من سلوك تلاميذه !
إن الذين يطالبونه بتطبيق الطرق (النموذجية) فى التدريس بعيداً عن الضرب، يفوتهم أن بعض هؤلاء التلاميذ ليسوا (نموذجيين) على الإطلاق.. فلا تفيد معهم أساليب النصح و التوجيه.. فهم فى حاجة لمن يكبح جماحهم.. لا أن يُترك الحبل على الغارب فيُفسدوا البقية الباقية من زملائهم .
لقد أضحى المعلم فى ظل انقلاب القيم والمفاهيم فى حاجة لمن يحميه من بلطجة بعض تلاميذه وبطشهم.. بعد أن وصل الحال إلى حدٍ لا ينبغى الصمت حياله و تجاهل عواقبه الوخيمة ..
فنتيجة لخروج (العصا) من معادلة العملية التعليمية .. دخلت بعض مدارسنا الأسلحة (البيضاء) و حملها التلاميذ و الطلاب فى حقائبهم المدرسية بديلاً عن الكراسة و القلم والكتاب
فماذا ننتظر من هؤلاء الذين تميعهم الوزارة بقرارات غير واقعية ، و المنزل بتخليه عن دوره و إلقاء المسئولية على المدرسة و حدها ، و وسائل الإعلام بعرض أفعالهم البغيضة من تحدٍ وقلة أدب وانعدام حياء فى المسلسلات و الأفلام والمسرحيات كنموذج محفز للاقتداء ؟!
لقد أضحى المعلم محاصراً بالعديد من تعليمات المنع والحث ... حث على أداء دوره التربوى و التعليمى على أكمل وجه فى ظل مناخ بعيد كل البعد عن وصف الكمال.. و منع لاستخدام عصاه حتى أضحى مجرداً من هيبته، محتمياً بحقيبته التى يفضل أن يستبدلها بحقيبة إسعافات، داعياً الله أن ينتهى يومه الدراسى على خير دون حدوث إصابات أو ـ لا قدر الله ـ عاهات !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجدى شلبى : أديب مصرى
عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
وعضو اتحاد المدونين العرب
وعضو نادى أدب المنصورة