عاشوراء عبادة وفضيلة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين وأفضل الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إخواني أخواتي أعضاء هذا المنتدى الراقي بكم: أحببت أن أذكر نفسي وأذكركم بيوم عظيم يوم نجّى الله به موسى عليه السلام ومعه بني إسرائيل من الطاغية فرعون.
فما قصة هذا اليوم ؟
وما حكم صيامه؟
وما فضل صيامه؟
هذا ما أحب أن نطلع عليه من خلال هذه الإطلال الموجزة
تعالوا معي ننتقل بكم سريعا إلى المدينة عندما وصل إليها نبينا محمد r بعد هجرته صلى الله عليه وسلم.
فقد أخرج البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا_ قَال:َ "قَدِمَ النَّبِيُّ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَال:َ مَا هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى - زاد مسلم في روايته: "شكراً لله _تعالى_ فنحن نصومه"، وللبخاري في رواية أبي بشر "ونحن نصومه تعظيماً له"-. قَال:َ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم.ْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ" في رواية مسلم: "هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه ، وغرَّق فرعون وقومه".
هذه هي قصة هذا اليوم العظيم أما الحديث عن حكم صيامه ومتى بدأت قصة هذا اليوم؟
ولنبدأ بأصل هذا اليوم في الإسلام وحكمه:
أخرج البخاري عن عَائِشَةَ _رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا_ قَالَت:ْ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ_ أَمَرَ بِصِيَامِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَ وَمَنْ شَاءَ أَفْطَرَ".
ذهب جماهير العلماء من السلف والخلف إلى أن عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم ، وممن قال ذلك مالك وأحمد ، وهذا ظاهر الأحاديث ومقتضى اللفظ.
قال النووي: "كان النبي _صلى اللّه عليه وسلم_ يصومه بمكة، فلما هاجروا وجد اليهود يصومونه فصامه بوحي أو اجتهاد لا بإخبارهم، وقال ابن رجب: ويتحصل من الأخبار أنه كان للنبي _صلى اللّه عليه وسلم_ أربع حالات: كان يصومه بمكة ولا يأمر بصومه، فلما قدم المدينة وجد أهل الكتاب يصومونه ويعظمونه وكان يحب موافقتهم فيما لم يؤمر فيه فصامه وأمر به وأكد، فلما فرض رمضان ترك التأكيد، ثم عزم في آخر عمره أن يضم إليه يوماً آخر مخالفة لأهل الكتاب، ولم يكن فرضاً قط على الأرجح".
قال في (فتح الباري): "نقل ابن عبد البر الإجماع على أنه الآن ليس بفرض، والإجماع على أنه مستحب".
فصيام يوم عاشوراء مستحب
أما فضل صيامه اكتفي بذكر هذا حديث الذي ورد في صحيح مسلم فقد سئل رَسُول اللَّهِ _صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم عن صيام يوم عاشوراء فقال: "يكفر السنة الماضية، والمراد أنه يكفر الصغائر.
فمن أحب أن تكفر ذنوبه لسنة ماضية فليبادر لصيام هذا اليوم العظيم.
ويسن إضافة يوم قبله أو يومين يوم قبله ويوم بعده وكل ذلك مخالفة لأهل الكتاب.
وفي ختام كلمتي أحب أن أقول:
يوم عاشوراء دليل على أن اتخاذ المناسبات أعياداً عادة لليهود خاصة منذ القديم، ولذلك اتخذوا يوم عاشوراء عيداً كما في حديث أبي موسى _رضي الله عنه_ قال: "كان أهل خيبر يصومون عاشوراء ويتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم" رواه مسلم.
إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ
(37) سورة ق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته