الحركة - 23/04/2009
إحاطة "الأنصاري" بمجلس المستشارين
محمد مشهوري
أثار الخطاب الواضح والصريح للأخ محند العنصر أمين عام الحركة الشعبية خلال استضافته في برنامج "تيارات" على القناة الثانية، عقيرة وهستيريا فريق حزب الوزير الأول بمجلس المستشارين إبان الجلسة المخصصة للأسئلة الشفوية، أول أمس الثلاثاء.
فبقدرة قادر، ودون أن يعلم المغاربة وقبلهم السادة المستشارين بحدوث "تعديل حكومي"، نصب المستشار الاستقلالي محمد الأنصاري نفسه في مكان زعيم حزبه، محاولا اصطناع وفبركة حصيلة لم تنجز، لأن الكل يدرك أن ما تعيشه الحكومة الحالية هو وضع "حصلة" بلغتنا الدارجة.
لقد حاول المستشار المغلوب على أمره الدفاع عن مسلسل فاشل باعتماد أسلوب المصطلحات الفضفاضة كقوله "إن العمل الحكومي بقيادة الوزير الأول الأستاذ عباس الفاسي، اتسم على الدوام والاستمرار بممارسة كاملة لمسؤولياته الدستورية في إطار عمل منسجم يتسم بالديناميكية والموضوعية والحكامة التي تؤكدها الوقائع على الأرض.."
بالله عليكم، أفيدوني إن فهمتم شيئا من هذا الإسهال الكلامي، واستعمال مفاهيم في غير مكانها.
نبدأ ب "مسنجم"، ونتساءل: أمن الانسجام تضارب مواقف مكونات الأغلبية الحكومية بشأن الاقتطاعات من رواتب المضربين وفي التعامل مع تداعيات مشروع مدونة السير، ناهيك عن الحرب الكلامية الساخنة بسبب تصريحات قيادي الاستقلال والرأس الأول لنقابته المتهجمة على "الحليف التاريخي الأول في إطار الكتلة"؟
وبالنسبة ل"الموضوعية"، تكفي الإحالة على منهج الوزير الأول في إسناد المناصب والمسؤوليات السامية إلى المقربين الأقربين، وكأن المغرب لم ينجب غير العائلة التي ينتمي إليها؟ ونحيل على نموذج المديرة المركزية (قريبة الوزير الأول) التي فرضت على وزارة التجارة الخارجية (ورغم ذلك ما راضياش بالمنصب) !
هذه مجرد أمثلة على سبيل الاستئناس، لأن سجل هذه الحكومة "المحقق" في سنة ونصف فقط، مؤهل لدخول كتاب "غينس" في مجال العبث والخروقات ومحاولة استبلاد شعب بأكمله.
ما علينا، يكفينا فخرا في الحركة الشعبية جهرنا في "تيارات" بالحقيقة وتعبيرنا عن نبض الشارع الذي تجاوب معنا في خطاب الصراحة والمكاشفة.
أما بالنسبة للأستاذ الأنصاري، صاحب الإحالة، فإننا بقدر ما أشفقنا لحاله، كنا نتمنى أن يبادر الوزير الأول إلى التواصل مع مجلسي البرلمان عوض التخفي وراء أعضاء فريقي حزبه ووراء "التعليمات الملكية"، لأن هذه لعبة مكشوفة للتهرب من المسؤولية. مع ذلك نتفهم موقف السيد عباس الفاسي،لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
بقيت إشارة واحدة للتعقيب على المثل الذي ختم به الأستاذ الأنصاري إحالته، حيث قال "إن الشجرة المثمرة هي التي ترمى لقطف ثمارها". نقول: الشعب المغربي لا يحب الثمار الفاسدة.
هستيريا لن تحجب حقيقة الفشل الحكومي عن الشعب المغربي الرافض لـ"الثمار الفاسدة"
المواضيع المتشابهه
