مرحبا ... جميل ان نهتم بالطفولة و جميل ان نهتم بنشاط الطفل و خاصة الفني و الفكري ... </span></span>
</span></span></span></span></span></span> الإبداعُ </span>عند الطفل</span> </span></span>
</span>
</span>عُرِّفَ الإبداعُ بأنه: ترتيبُ الحقائقِ والموادِّ</span> </span></span></span>والأشكالِ السابقةِ وفقَ نظامٍ وترتيبٍ جديدَيْنِ عبر النشاطِ التصويريِّ العاطفيِّ</span> </span></span></span>للعقل</span> </span></span>.
</span>
</span>وجوهرُ الإبداعِ هو إيجادُ شيءٍ جديدٍ واستخدامُه بطريقةٍ جديدةٍ،</span> </span></span></span>إذ أنّ الفنَّ يعرضُ فرصةً استثنائيَّةً؛ فرصةً ممتعةً وقيِّمةً للتعبيرِ عن الخيال</span> </span></span></span>والوهمِ والعواطفِ والإبداع</span> </span></span>.
</span>إن القلقَ والرغبةَ في الإبداعِ</span> </span></span></span>مسألةٌ عامةٌ</span> </span></span></span>ورغبةٌ عامّةٌ؛ فخلال السنواتِ التي تسبقُ سن المدرسةِ تبدو هذه الرغبةُ ملحَّةً،</span> </span></span></span>وروحُ الخلقِ والإبداعِ الملازمةُ لكلِّ طفلٍ تحتاجُ للتشجيعِ كي تبقى مستمرةً على</span> </span></span></span>قيدِ الحياة</span> </span></span>.
</span> </span></span> تعكس رسوماتُ الأطفالِ في سنِّ السابعة والثامنةِ واقعيّةً</span> </span></span></span>تجعلُ فكرتَهُ تنتشرُ وتجعلُهُ مِثْلَنا جميعاً، تنقصُه التلقائيَّةُ والخيالُ</span> </span></span></span>والإبداعُ، إلا إذا أدرك الخطرَ وأنجزَ شيئاً ليتحقق من عمله</span> </span></span>.
</span>وعلى الرغم</span> </span></span></span>من أن رؤى الأطفالِ مباشرةٌ وفطريّةٌ وشخصيّةٌ؛ غير أن أعمالَهم أثناءَ سنواتِ ما</span> </span></span></span>قبلَ الدراسةِ تكونُ خلاّقةً ومبدعةً، لأنّ الرؤيةَ البصريةَ لهذه الرسوماتِ ناتجةٌ</span> </span></span></span>عن المصادفةِ، وليس عن مقدرةٍ تقنيَّةٍ</span> </span></span>.
</span>ولسوءِ الحظِّ ؛ مع نهاية السنةِ</span> </span></span></span>السابعة أو الثامنةِ ، والتي تعتبرُ سنواتٍ ساحرةً من عمرِ فنِّ الطفلِ ،يفقِدُ</span> </span></span></span>معظمُ الأطفالِ تلقائيَّتَهم وإبداعَهم الفنيَّ</span> </span></span>.
</span>وغالباً ما يحدثُ هذا بسبب</span> </span></span></span>التغييراتِ الجوهريَّةَ التي تطرأُ على أهدافِ الطفلِ وتَوَجُهِهِ</span> </span></span>.
</span></span></span> </span></span> </span></span> </span></span> تُسْتَخدَمُ الكلماتُ كوسيلةٍ للتعبيرِ عن الذاتِ، ولإنتاجِ ما يرونه تماماً وما</span> </span></span></span>يلاحظونه</span> </span></span>.
.. </span>يمكن ضبطُ إبداعِ الأطفالِ بواسطةِ نظامٍ تربويٍّ يشجِّعُ</span> </span></span></span>التقليدَ والتعليمَ بدلاً من التلقائيةِ والتعبير الخياليِّ، إذ ليس كافياً أن تعرض</span> </span></span></span>لهم الفنَّ الجيِّدَ؛ بل عليهم أن يبدعوا الفنَّ إذا ما أرادوا أن يستفيدوا</span> </span></span>.
</span>وفقاً لهذا البحثِ؛ يُعتَقَدُ أنّ مرحلة ما بين الثامنةَ والثانية عشرةَ</span> </span></span></span>تُعتبَرُ سنّاً حرجةً من مرحلة النموِّ، ويقول بعضُ الخبراءِ في هذا المجالِ إنَّ</span> </span></span></span>كثيراً من حالاتِ الإبداعِ تبدأ بالانحدارِ والانخفاضِ مع العمر، ويزدادُ الطفل</span> </span></span></span>واقعيّةً من عمرِ الثامنة حتى الثانية عشرةَ، ويغدو عمليّاً، ويزدادُ تركيزه على</span> </span></span></span>كيفيةِ تقويمِ العمل مِن قِبَلِ مَن هم في سِنِّهِ ومن قبل البالغين</span> </span></span>.
</span>ومن</span> </span></span></span>الأهميّةِ بمكانٍ أن يحتفظ الطفلُ بشيءٍ من تلقائيتِه وتعبيرِه الخياليِّ لسنواتِ</span> </span></span></span>طفولته الباكرة</span> </span></span>.
</span></span></span> </span>أهميّةُ فنِّ الطفلِ</span> </span></span>
</span>يمكن للفنِّ أن يلعب دوراً</span> </span></span></span>فعّالاً من خلال المساهمة بحياة الطفل العاطفية والاجتماعية والفكرية،</span> </span></span>
</span>ويمكن للفنِّ أن يستكملَ ما يقوله الكلامُ، إن لم يتفوق عليه كوسيلةٍ</span> </span></span></span>للتواصل</span> </span></span>.
</span>يتفق أخصائيو فنِّ الطفلِ على أن الفنَّ البصريَّ يكتسب أهميته</span> </span></span></span>بسبب قدرته الفريدة على تقديمِ المضمون بشكلٍمباشر ومفاجئٍ، فعلى سبيل المثالِ: في</span> </span></span></span>اللوحة يُقدَّم الموضوعُ واللون والعلاقاتُ والتكوين للمشاهد في أنٍ واحدٍ، وعبر</span> </span></span></span>العمل الفني يكشف لنا الأطفال عن معضلاتهم ومواقفهم التي تعكس بدورها قيمَهم وقيمَ</span> </span></span></span>مجتمعاتِهمْ</span> </span></span>.
</span>ميزة هذا الفنِّ أنه حيويٌّ بالنسبة للمؤسسة الدولية لفن</span> </span></span></span>الأطفال، لأن الهدف الأساسيّ لهذه المؤسسة هو الارتقاءُ بوسائل التواصل بين الأطفال</span> </span></span></span>من كلِّ الثقافاتِ، عبر لغة الفن العالمية</span> </span></span>.
</span></span>إذ يمكن للفن أن يكون وعالمياً،</span> </span></span></span>ويمكن أن يكون مبدأً موحَّداً؛ فكل طفل بإمكانه أن يلاحظ أي مادةٍ أو موضوعٍ</span> </span></span></span>بطريقته الغريبة، وربما يعبِّرُ عنها بشكلٍ فنيٍّ، ولكن عندما تُعرَضُ الأعمال</span> </span></span></span>الفنيةُ فإنها تتجاوز اللغةَ التي يعرفها الفنان ويتكلمُها؛ بل تتجاوزَ وعيَه</span> </span></span></span>وعمرَه وجنسيته وعقيدتَه.. فيمكن لعالميةِ الفنِّ أن تجمعَ بين الأطفال البالغين</span> </span></span></span>ضمن احتفالية الإبداع.. وخيالية الإنسان وروحه البشرية</span> </span></span>.
</span>إن الحياة الفنية</span> </span></span></span>الغنية تزداد اليوم أهمية، لأن الأطفال يتأثرون بالتقنية العالمية للصورة والمؤثرات</span> </span></span></span>الخاصة التي تُعرض في التلفزيون وعلى مواقع الإنترنت، ومع الأفلام السينمائية</span> </span></span></span>وألعاب الكمبيوتر. ففي هذا العرض المتسارع والمتطور؛ غالباً ما يكون الأطفالُ قلقين</span> </span></span></span>وغير دقيقين بتقييمهم وقبولهم لإبداعهم وخيالهم الشخصي</span> </span></span>.
</span>لقد لاحظ أحد</span> </span></span></span>الخبراءِ أن تعلُّمَ الطفلِ الرسمَ هو تعلُّمه كيف يرى</span> </span></span>.
</span>هذه الملاحظة التي</span> </span></span></span>أشار إليها عدة خبراء في هذا المجالِ تكشف مدى أهميّةِ فنِّ الطفلِ</span> </span></span>.
1 </span>ـ</span> </span></span></span>لفنِّ الطفل القدرةُ على تحسينِ الأداء الأكاديمي، وذلك بإغراء الطفلِ كي يتعلم،</span> </span></span></span>لأنَّ الثقة والمعرفة اللتَيْنِ تحققتا في الفن؛ تنعكسان في موادَّ ومواضعَ أخرى</span> </span></span>.
2 </span>ـ يقود فن الطفل إلى عادات عملٍ جيد؛ لأنّ الرسم والتلوين يستلزمان</span> </span></span></span>التركيز والالتزام، ويعوِّدان النفس على الانضباط الذاتي</span> </span></span>.
</span>3 </span>ـ</span> </span> </span>يستلزم فن</span> </span></span></span>الطفل اكتشافاً إبداعياً وتجربةً ذاتيةً،</span> </span></span></span>لأن الطلابَ يتعلمون كيف يقدمون مشاكلهم</span> </span></span></span>ويتعاملون معها بطرقٍ عديدةٍ</span> </span></span>.
</span>4 </span>ـ</span> </span>يتيح فن الطفل للبالغين معرفةَ كيفيةِ</span> </span></span></span>نمو الأطفالِ فكرياً وعاطفياً</span> </span></span>.
</span>5 </span>ـ </span> </span>يساعد الفنُ الأطفالَ على فهم ثقافتهم</span> </span></span></span>الخاصة والثقافات الأخرى</span> </span></span>.
</span>6 </span>ـ</span> </span> </span>يجعل الفنُّ أوقاتَ الفراغِ ممتعةً ومفيدةً</span> </span></span></span>للأطفالِ</span> </span></span>.
</span>فن الطفل وفن البالغ</span> </span></span>:
</span>لا يغري فن الطفل البارزين من</span> </span></span></span>الفنانين فقط؛ ولكنه كان ملهماً لكثيرٍ من أساتذة الفن العظام</span> </span></span>.
.. </span>يعود</span> </span></span></span>الاهتمام بفن الطفل إلى الحركة الرومانسية حين اعتبرت سذاجة الطفل إبداعاً وخلقاً</span> </span></span></span>عبقرياً؛ كون الطفلِ قادراً على رؤية الحقيقة والتعبير عنها</span> </span></span>.
</span>وقد حاول</span> </span></span></span>الكثيرون من أساتذة الفن مقاربة ومماثلة موضوعية الطفل، وذلك من خلال الوعي الفطري</span> </span></span></span>عند الطفل، ومن خلال معرفته غير الواعية وإبداعه الغريب، وبساطة الشكل لديه</span> </span></span>.
</span>منذ بداية القرن العشرين؛ وحتى بداية الحرب العالمية الأولى؛ كانت فنون</span> </span></span></span>الأطفال تُعرَضُ في مراكز الفن المهمةِ في كلِّ أنحاء أوربة سنوياً، ولقد أقرَّ</span> </span></span></span>كثيرٌ من الرسامين المشهورين بتأثرهم بفن الأطفال، وتأثيره على أعمالهم علانيةً،</span> </span></span></span>وكذلك يقرُّ أساتذة الفن المعاصرون بإعجابهم بهذا الفن وانجذابهم إليه</span> </span></span>.
</span>لقد</span> </span></span></span>لاحظ البروفيسور جوناثان فينبيرج أن كثيرين من الفنانين الكبار والبارزين قد اهتموا</span> </span></span></span>بفن الأطفال، وذلك من خلال جمعه وعرضه.. والأكثر أهميةً من ذلك تبني أشكالٍ معينة</span> </span></span></span>منه كنماذجَ رسميةٍ</span> </span></span>.
</span>ومن هؤلاء الفنانين بيكاسو، بول كيلي، جوان ميرو</span> </span></span>.. </span>ومنذ الستينيات أخذ عدد هؤلاء الفنانين يزداد بدءاً من جاسبر جونز إلى جوناثان يور</span> </span></span></span>فسكاي ومن جوزيف بييس إلى جان ميشيل باسكوان.. هؤلاء تحولوا إلى نماذجَ وأشكالٍ</span> </span></span></span>طفوليةٍ؛ كطريقة للتعبيرِ عن العالم بفاعلية أكثر، ومن الواضح أن كثيراً من</span> </span></span></span>الفنانين المعاصرين يبحثون عن تجربةٍ معاصرةٍ تكون أكثر غنىً وأصالةً، وذلك عبر</span> </span></span></span>الالتقاء مع عين الطفل البريئةِ</span> </span></span>.
</span>تأثير فن الطفل في أعمال وكتابات الأساتذة</span> </span></span></span>الكبار</span> </span></span>:
" </span>أودّ دراسة وفحص رسومات الصغار حيث توجد الحقيقة دون أدنى شكٍّ</span> </span></span>" </span>أندريه ديرين</span> </span></span>.
" </span>أدعو اللهَ دائماً كي يعيد لي طفولتي لأرى الطبيعة وأقدمها</span> </span></span></span>كما يفعل الطفل دون انحياز"</span> </span>
</span></span> </span></span> (</span> كميل </span>كوروت)</span> </span>
</span>
" </span>على الفنان أن ينظر إلى الحياة</span> </span>
</span></span>كما كان يفعل في طفولته، وإذا ما فقد تلك القدرة فإنه لا يستطيع التعبير عن نفسه</span> </span>
</span></span>بطريقةٍ شخصية أصيلة" هنري ماتيس</span> </span>
</span>.
" </span>كلما كبرتُ ازددتُ مقدرةً على السيطرة</span> </span>
</span></span>على أدواتي؛ وعدتُ إلى تجاربي الأولى المبكرة.. أظنُّ أني في آخر حياتي سأكشف عن كل</span> </span>
</span></span>قوة طفولتي" جوان ميرو</span> </span>
</span>.
" </span>أفنيت عمري كلَّه وأنا أتعلمُ كيف أرسم مثلَ</span> </span>
</span></span>الأطفال" بيكاسو</span> </span>
</span>.
</span>من الواضح أن الأنشطة التي تدعم تطور فن الأطفال؛ تساهم</span> </span>
</span></span>وتساعد في فن الكبار، ومن خلال الاهتمام بفن الصغار؛ يمكن للكبار أن يركزوا على</span> </span>
</span></span>أصول عقلهم المبدع.. فحداثة اللقطة البصرية الطفلية يمكن أن تنعش وتنشط نظرة البالغ</span> </span>
</span></span>الإبداعية وتدعم أسلوبه</span> </span>
</span>.</span> </span>
</span>
ارجو ان تعم الاستفادة ....و شكرا</span>
</span>