تعتبر مطالعة الكتب بشتى مجالاتها مورد للمعرفة، وتنمية للقدرة على التمحيص واكتساب لغة النقد الرزين، وأفق لتفاعل وجداني مع وضعيات انسانية( عقائدية، اجتماعية، سياية ،اقتصادية، فنية.....) ومدخل لورشة التدرب على الإبداع. وقد قيل عن الكتاب الشيء الكثير:
- فهو الصديق في الوحدة.
- وهو الصديق الذي لا يكذب.
- وهو الصديق الذي يعطى دون منة.
-.................................................. .........
إخواني؛ مقترحي، ينبني على أن يقدم كل دفتاري، ملخصا للآخر كتاب قرأه، ليشارك به الإخوة في محتوى الكتاب، إما للتشجيع على قراءته ،أو لترسيخ الأبعاد الدلالية لمضمونه، ولما لا مناقشة بعض الاشكالات التي حملها.
و هنا لا أقصد فقط الكتب الإكترونية، بل حتى هذا الكتب في شكلها الطبيعي.
أملى أن تروقكم الفكرة وتساهموا بغزارة، ولي اعتقاد، ما سيكون للمقترح من صدى طيب ومشاركة مكثفة، ومتميزة.
وسأبدأ بنفسي معرفا بإيجاز آخر كتاب قرأته. والذي يحمل عنوان:
" تحت ظلال للا شافية "
لكاتبه ادريس بويسف الركاب.
الذي قال في حقه مترجمه الكاتب عبد القادر الشاوي، ما يلي:
تشهد هذه السيرة الذاتية على مخاض بكر غير مطروق في الأدب العربي إلا على نحو جزئي،لأنها سرديا بين مجرى ذات تنامت في ربوع مغرب متحول منذ بداية الخمسينات، وبين واقع محجوز ما كان له إلا أن يعتقل هذه الذات المتنامية ويذري، بتحدياته وقمعه، طموحاتها المعلنة. ولهذا انتقلتالكتابة من الذاتي إلى الوقعي كما انتقلت الحياة الشخصية ( ومصير جماعة أيضا) من الوجود إلى " العدم" لأن الوجود الفردي والجماعي كان في إطار حياة اجتماعية ونضالية، وصار " العدم" المفروض من حاصل القمع والمصادرة.
ولعل التناقض بين الطموح الفردي/ الجماعي وبين إخفاقات الواقع الموضوعي( وهو التناقض الدائم بين الفرد والسلطة، بين الحرية والعبودية، بين النضال والقمع...) هو الذي جعل من قراءة هذه السيرة سيرا لتحولات، لم تنفجر بعد على امتداد ثلاثة عقود من الزمن.
إنها تجربة تعلن ميثاقها السيروري، باسم العلم( ادريس) ما تماثل فيه الكاتب (كمؤلف) والشخصية ( كأفعال) والسارد( كرؤية) من مواقف ومعاناة.
فالكاتب يحكي عن طفولته ومرحلة شبابه في القرية التي نشأ وترعرع فيها ومدينة تطوان التي تابع بها دراسته بعد انتقال الأسرة إليها، مبرزا كل أنواع العلاقات الاجتماعية التي ربطها. وكان هذا مابين منتصف الخمسينات ومنتصف الستينات، وانتقاله لمتابعة دراسته بالبيضاء، ثم فرنسا، ليعود إلى المغرب، ليكون من الذين نالتهم أيدي الجلادين بالمعتقلات السرية خلال الحملات السبعينية، فهو يضعنا أمام شاشة مخيلتنا لتصور بجلاء التجربة السجنية لمعتقلي الرأي. كل هذا بأسلوب إبداعي يرتكز على الاستطراد، واللغة المباشرة في السرد، مع اعتماد الصور البلاغية في المقاربة بين فكر الكاتب والآخر.
تحياتي