ليلة من سنة-1- - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية نورالدين شكردة
نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702
معدل تقييم المستوى: 466
نورالدين شكردة يحمل عنوان الإبداعنورالدين شكردة يحمل عنوان الإبداعنورالدين شكردة يحمل عنوان الإبداعنورالدين شكردة يحمل عنوان الإبداعنورالدين شكردة يحمل عنوان الإبداع
نورالدين شكردة غير متواجد حالياً
نشاط [ نورالدين شكردة ]
قوة السمعة:466
قديم 01-09-2008, 12:34 المشاركة 1   
ميدالية ليلة من سنة-1-


لــيــلة مــن ســنــة-1-

تناثرت نجوم بيضاء مزينة كبد السماء ، و بدا وجه القمر شاحبا كئيبا من وراء طيف سحابة عابرة ، اخترقتها خيوطه الواهنة وتجاوزتها لتتسلل عبر شقوق شرفة مسكن وظيفي ، تواجد به ساعتها ، كما تواجد به البارحة ، و كما سيتواجد به غدا ، و بعد غد ، و بعد بعد غد خمسة من المعلمين ، التفوا حول طاولتين مدرسيتين متواجهتين ، تتوسطهما شمعة غيوانيةو تسامروا ساهرين متناوبين على ارتشاف " دكة " شاي بارد من نفس الكأس ،مستهلكين نفس الحـوار و عـين النقاش و ذات المشاعر ، بعدما أنهكهم لعب الورق و انتظار غليان " كاميلة " المرق .
إدريــس: يتأفف و يتذمر ، يلعن الحظ و الوقت و الدنيا و المهنة و التلاميذ ... يسترجع أنفاسه برهة ، ثم يعود ليختتم سلسلة سبابه و شتائمه غيرالموجهة لأحد معين قائلا : ( الدنيا غدارة و كتعطف غير لل****ة ، والعشرة مع الرجال صالحة غير للي ما عندو نفس )
عبد الفتاح : السبحة لا تـفارق يـمناه يقتـنص التعقيب ( " احمد الله يا أخي على وضعك ، و تذكر دائما أن ما بعد العسر يسرا و أن ما بعد الشدة الرخاء ، و أن البطالة تعدت المجاز إلى المهني و الحرفي و المياوم .فكفاك تشاؤما ..." ) ، أما يسراه فلم يعلم أحدنا يوما وجهتها داخلعباءته .
الجيـلالي : باسما حالما ينتشل نفسه من موضعه ، يعتدل واقفا و بصوت رومانسي مصطنع يهمس : ( " أنصتوا لهذه الخاطرة يا أصدقاء " ):

رموش عينيك تبدوان لي بين فجاج الجبال ..
تذكريني ، تذكريني حبيبتي حنان ..
بصاقك ، ركلاتك ، عضعضاتك تحاصرني في الأحلام ..
لن أنسى يوم صفعتني قرب " دكان الجزار " ..
لكن تأكدي ، انك أنت يا ست الحسن و الجمال ..
من تستحق أن يباع لحمها بألف ريال !..
سـالــم : يعض على شفته السفلى بشفته العليا و سن واحد من فكه الأعلى افتنانا أو ربما استهزاء ب " لامية " الجيلالي ، يعلق ( " راه غير الله يستر من هاذ الشي ديالك و خلاص "!) ينفث بحرقة اخر نفس من سيجارته ، يتأمل أيامه في دخان سيجارة ادريس ، يسال: " ما زال شي مريتل دكازا أ دريس ؟ "
ادريــس : يجذب بعمق و تلذذ نفسا طويلا من سيجارته ، يهيم لا مباليا و كانه لم يسمع "سالم " لا ينتظر ردا ، يعض على شفته السفلى امتعاضا هذه المرة ، يخفي شعورا بالكراهية في أعماقه و يتظاهر بالانشغال في إزالة وسخ اسود عالق بين شقوق الطاولة بسكين صدئ .يحرك رأسه يمنة و شمالا كمن يبحث عن أحد أو شيء ، أو كمن يتحسر، أو كمن يمتنع باستهزاء ، متأهب كعادته للعن الحياة و العورات و الأنساب و الأعراف و الملل ، يخيل للناظر أنه سيثور في وجهه . لكنه يكتفي بالتأفف و التذمر من نفسه ...
المغـناوي : علامات الحقد و الكيد و إمارات السوء و الخبث بادية على وجهه ، استنفذ كل طاقاته في إثارة الفتن و اختلاق الإشاعات و توزيع الوشايات ، فركن إلى العزلة و الصمت و الانطواء بعدما طاله التهميش و التأنيب و الازدراء . و لم يعد يعبأ بتواجده أحد ... هو الآخر لم يعد يعبا بنفسه ...
عبد الفتاح : حبات السبحة تمر الواحدة تلو الأخرى بين سبابة و إبهام يمناه و هو يعد على مسمع من الآخرين تواريخ و أسماء الأيام المتبقية للعطلة، و أصابع يسراه وحده يعلم متجهها .
الجيـلالي: عشوائي كعادته ، عبثي من فطرته ، ذو توحيمة فحمية شحمية لوراثته .يدعي دوما استلهام كتاباته و اختراعاته من الصمت و الفوضى ، و من مواء القطط و الشعور بالشطط ، تمتد يده بغتة لدفتره الملازم ، يهمهم ببضع كلمات ثم يردف بصوت سكسفوني مقنع " اسمعوا هاذ الزجل الرجال " :

أَلحبيبة ، العزيزة ، الغزالة ديالي ..
بين الجبال راني وراكي ديما فبالي ..
نظمت عليك الراي و الملحون و الزجل الموزون..
لا يغرك الحب اللي قتل روميو.. و قوى عنتر..
و جنن قيس.. وجمد جاك ..
انا الجيلالي بروحي و توحيمتي و رابيلي و لا نطريطي فداك..
نموت و نحيا ..نتجمد و ندوب نطير فسماك، نحماق و نتعقل بهواك ..
نولي كينكو د لعشاق..
أمان أمان أنا الفنان و دان داني دان دانا على الزين الفتاك ..
أرايي على الراي و ما دار في أنا ليك و انتي لي و ما لينا فراق..
و يا ليل يا عين على اللي رضا بالهم و هم تك بم بم طاق راق..
( للضرورة الشعرية ).
ســـالم : إعصار ضحكة انفلتت من بين فضاءات فراغات أسنانه بكل مخلفاته ، يتدارك موقفه المحرج فيكتم ضحكته الشنيعة و يعلق متلعثما ( أعطي الراحة لراسك أسي الجيلالي و نوض اخترعنا شي آلة كتخفف ضيم الغربة حسن ليك و لينا ) .
ادريــس : ... أف .....
المغـناوي : !!!؟ رائحة الكراهية و عدم الانسجام فائحة منه .
عبد الفتاح : يمناه لم تبرح عقيق السبحة ، يحرك شفتيه مسبحا و محوقلا و عادا ، تنقبض أساريره حتى تختفي زعانف شاربيه بين نتوءات لحيته ، و تلتقي جبهته عند تجعيدتين لا غير . يتجهم ، يتصفح الجميع بالتفاتة نصف دائرية و ينطلق متحدثا بقلق واضح ( العشا و العطلة دايما كيتعطلوالإخوان ... ) و الجميع يعي أي عشاء يقصد ؟ و الجميع يتساءل: اين هي يسراه؟
ســالـم : (رائحة الدخان هاته تذكرني بليلة حمراء ماجنة ، أمضيتها مع زملائي أيام التكوين ، استهلكنا فيها الفواحش و المحرمات حد الإغماء ،آه عليها من مرحلة . كل شيء وقتها كان متاحا و مباحا و حلالا .. ).
يصمت لبرهة ، يتحسر بصوت مسموع عن بعده و حنينه لخمارة
الحي و ابنة الجيران ، يعتصر سيجارة رخيصة بين شفتيه تفوح
منها رائحة المسك أغدق عليه بها "عبد الفتاح " ينفث دخانها عبر فجوتي انفه صوب وجه " إدريس " مباشرة ، يعقبها
بزفرة بطيئة و جملة سريعة : (شحال ما زال للعطلة الرجال؟ )
الـجـــيلالي : بصوت أجش يجاهد كي يجعله رخيما رحيما بإسماع زملائه ،يتغنى بإبداعاته ممهدا : (تمعنوا في تفعيلة القرن !):

تقوقعت آمالي في جب الملل و السام و الرتابة ..
تشرنقت أحلامي بين زوايا الحزن و الأسى و الكابة..
تعنكبت طموحاتي تحت طيف جمل و جبل و سحابة ..
غربة و " حكــرة " و حنين ..
هــم و غـم و أنين ..
عــزلـة و نـفـي و تأبين..
( دبا غير كولوا واش انا ماشي ضايع ؟ !)
ســـالــم:..: " نحن من ستضيعنا بترهاتك هاته ".....
ادريــــس : ." .الله يلعنها عشرة و الله يلعنها قصارة و الله يلعنها ابداعات "" اسكت اصاحبي لوجه الله " ..
عبد الـفـتاح : مزيان على الاقل فلك اجر المجتهد المجنون اقصد المخطئ " ...
الجيـــلالي : .تمده التعليق بطاقة متجددة .تنتابه حالة إسهال أدبي يخرج حزمة من المسودات يبعثرها يلتقط واحدة و ينساب مرددا و هو يفتعل متقمصا شتى أنواع المشاعر
و الانفعالات و لربما لا يفتعل ذلك ....

هواجس النوارس .... شن..
اقلقتني اللقالق... طـــــــن..
عذبتني العنادل ...رن ..
تحاملت علي أسراب الحمام..
انا عصفور جريح اصيب بلوثة عشق بومة شقية..
حنين ... انين ... طنين..
طنين ... طنين ... طنين ..
شن ... طن ... رن..
دمعة و تفاحة و حلزون..
قملة و رمانة و غيلون..
ابحث في اللابحث عن اللامبحوث ..
التهم الصمت كفار صيني يمضغ الماء ..
اصرخ بلا صوت ، بلا عيون ، بلا لسان ..
حنان ... حنان ... وا حنان.....
منبه و سيارة و تلفون ..
بيب بيب ....تيك تيك..عن عن...
شن... طن ... رن..
تنطفئ الشمعة ..
دموع ... شموع ... دموع ..
ســــــالم :.......................................
ادريــــس :......................................
عبد الفتاح:.....................................
الجيـلالي :.....................................
وتأبى الليلة أن تنقضي...

















آخر مواضيعي

0 آش جاب محجوبة لاستوكهولم؟
0 لماذا يستمر قياديو النقابات التعليمية بتاونات في الجلوس على عتبة بوابة نيابة التعليم...؟
0 شمل أسرة التعليم بتاونات "يتشتت" والنقابات تفقد بوصلة الاحتجاج وتقف صامتة، جامدة، مبتسمة كالبلهاء ليلة الدخلة...
0 نيابة جرسيف تحتفي باليوم الوطني للمجتمع المدني
0 موضوع مهم للباحثين في علوم التربية: البحث التربوي العلمي وضرورة توحيد التصور المنهجي بصدده (أرضية للنقاش) ـ د. محمد الأزمي
0 فاجعة ـ حادثة سير مروعة بعين قنصرة تودي بحياة أربع أساتذة تابعين لنيابة تاونات
0 "دور الوكالة القضائية للمملكة المغربية في تكريس مبدأ حق الدفاع" موضوع ندوة علمية من تنظيم ماستر قانون المنازعات العمومية بكلية العلوم القانونية والإقتصادية والإجتماعية بفاس
0 مآسي مجموعة مدارس ديدبة بتاونات لا تنتهي ـ بين "شفيق أزبة"و"محمد الزرهوني" الأستاذة لبنى حليم تعزل مرتين!!!
0 عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بفاس يعلن عن إلغاء الدورة الخريفية بشقيها العادي والاستدراكي برسم الموسم الجامعي 2013
0 صرخة أستاذ: مقام المباراة مقام الخديعة ـ على هامش تحويل مناصب أساتذة التعليم الثانوي التأهيلي إلى مناصب أستاذ التعليم العالي مساعد في الفلسفة بكلية آداب مكناس


التعديل الأخير تم بواسطة نورالدين شكردة ; 26-06-2009 الساعة 13:35

hanane81
:: دفاتري متميز ::

الصورة الرمزية hanane81

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 252

hanane81 غير متواجد حالياً

نشاط [ hanane81 ]
معدل تقييم المستوى: 217
افتراضي
قديم 02-09-2008, 21:55 المشاركة 2   

واااو روعة أخي
بارك الله فيك و في قلمك
تحياتي.


نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية نورالدين شكردة

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702

نورالدين شكردة غير متواجد حالياً

نشاط [ نورالدين شكردة ]
معدل تقييم المستوى: 466
افتراضي
قديم 03-09-2008, 09:06 المشاركة 3   

بارك الله فيك وفي تحملك لجيلالياتي
تحياتي


des problèmes
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
المشاركات: 29

des problèmes غير متواجد حالياً

نشاط [ des problèmes ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 05-09-2008, 20:53 المشاركة 4   

تبارك الله على الجيلالي المجلجل
2kتحيات المنفي2k


نورالدين شكردة
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية نورالدين شكردة

تاريخ التسجيل: 1 - 9 - 2008
السكن: فاس
المشاركات: 2,702

نورالدين شكردة غير متواجد حالياً

نشاط [ نورالدين شكردة ]
معدل تقييم المستوى: 466
افتراضي
قديم 05-09-2008, 23:46 المشاركة 5   

أهلا أخي عد بإسمك القديم أرجوك لنحيي سجالاتنا وتجلجلاتنا المجلجلة
تحياتي وشكرا على المرور الطيب

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلة, سنة1

« على حين غفلة.. | ليلة من سنة-2- »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ليلة من سنة-2- نورالدين شكردة القصص والروايات 22 29-06-2009 12:27
ليلة من سنة-3- .................... نورالدين شكردة القصص والروايات 44 04-06-2009 22:34
قصة نخلة nonossa دفــتــر المواعظ والرقائق 0 19-05-2009 20:35
ألف ليلة و ليلة أشرف كانسي القصص والروايات 1 22-01-2009 11:43
ثلاث ليالٍ من ليالي الف ليلة و ليلة nlumiere الأرشيف 4 14-01-2009 09:52


الساعة الآن 16:13


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة