المنظمة الديمقراطية للشغل
المنظمة الديمقراطية للتعليم
المكتب الوطني
البيان الختامي
للمجلس الوطني للمنظمة الديمقراطية للتعليم
في دورة "سبتة ومليلية"
انعقد بالمقر المركزي للمنظمة الديمقراطية للشغل بالرباط اجتماع المجلس الوطني للمنظمة الديمقراطية للتعليم (م د ش) في دورة "سبتة ومليلية" يوم الأحد 04 نونبر 2007 لتدارس ومناقشة جملة من القضايا والمستجدات التي تستأثر باهتمام نساء ورجال التعليم خاصة والشعب المغربي على العموم في ظل الظرفية الاقتصادية الدولية الراهنة المتميزة باستمرار هيمنة القطب الواحد وتوسع دائرة العولمة المتوحشة، وكذا في ظل الأوضاع السياسية الهشة التي أفرزتها محطة 7 شتنبر في غياب إصلاحات سياسية ودستورية حقيقية والواقع الاجتماعي الداخلي المتسم بالتراجع والتردي والخيارات الخاطئة الهادفة إلى تفكيك الخدمات الاجتماعية وفي مقدمتها قطاع التربية والتكوين.
وبعد كلمة المكتب التنفيذي للمنظمة الديمقراطية للشغل التي استعرض فيها الأخ "نور الدين الأزرق" الأوضاع العامة التي تعرفها الساحة الوطنية سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا متوقفا عند المهام المطروحة على الحركة النقابية عامة والتعليمية على الخصوص والمتمثلة أساسا في صياغة السؤال الصحيح من أجل إيجاد الإجابة الصحيحة عن مغرب الغد ومواطن المستقبل وربح الرهانات المستقبلية ومن بينها إعادة النظر في المنظومة التربوية وعلاقتها بسوق الشغل ودورها الأساسي في تأهيل وتكوين الفرد المغربي وتسليحه تربويا، معرفيا، إنسانيا، مواطناتيا وحقوقيا من أجل ربح رهان التنمية المستدامة والشاملة الحقيقية باعتبار التعليم القاطرة الأساسية لأي مشروع مجتمعي تنموي.
ألقت الأخت "فاطنة أفيد"، الكاتبة العامة، عرضا باسم المكتب الوطني للمنظمة تناولت خلاله التحولات الدولية المتسارعة والتوجهات الاقتصادية المبنية على اقتصاد السوق وتأثيراته السلبية التي تلقي بظلالها على حاضر ومستقبل البشرية وفي مقدمتها الطبقة العاملة، مما يستوجب استحضار وعينا التاريخي والإنساني والسياسي لفهم دلالات ومخاطر هذه المسارات الجديدة من أجل استشراف المستقبل وكذا تسطير المهام الجديدة المطروحة على الفعل النقابي الجاد والأصيل. كما تطرقت الأخت الكاتبة العامة بشكل دقيق إلى الواقع التعليمي ببلادنا وما يعرفه من اختلالات بنيوية وتراجعات جوهرية وما يتبناه من سياسة تعليمية فاشلة ومن توجهات وتدابير غير مسبوقة لخوصصة القطاع عمقت أزمة التعليم وأثرت سلبا على المدرسة العمومية والحق في التعلم وأجهزت على المجانية وضربت في العمق مبدأ تكافؤ الفرص ومست بالتالي حقوق الشغيلة التعليمية وزادت من صعوبة ظروف عملها. كما تضمن العرض تقديم مشروع برنامج العمل السنوي على المستوى التنظيمي، التكويني والإشعاعي للمنظمة.
وبعد تقديم مشروع موقف المنظمة الديمقراطية للتعليم من التصريح الحكومي للتربية والتكوين وفتح نقاش جدي ومسؤول حول مختلف القضايا المطروحة للتدارس، يعلن المجلس الوطني للمنظمة الديمقراطية للتعليم للرأي العام الوطني والتعليمي أنه:
1.يعبر عن أسفه الشديد على تفويت محطة السابع من شتنبر لولوج الزمن الديمقراطي وإعادة الاعتبار للفعل السياسي مستنكرا ما عرفته هذه الاستحقاقات من تجاوزات واختلالات أفرزت بالتالي حكومة غير متجانسة ومبعثرة بنيويا وسياسيا.
2.يندد بزيارة ملك إسبانيا للمدينتين المحتلتين "سبتة ومليلية" بالنظر لظرفيتها غير الملائمة وخلفياتها الاستعمارية معتبرا إياها استفزازا لمشاعر المغاربة ومحاولة يائسة لفرض الأمر الواقع وضربا في العمق لاتفاقية التعاون وحسن الجوارالمبرمة بين البلدين.
3.ينبهإلى تردي الوضع الاجتماعي والاقتصادي لعموم الشعب المغربي جراء ارتفاع الأسعار وانخفاض القدرة الشرائية وتفاقم معضلة البطالة في ظل اقتصاد هش ومأزوم وتصريح حكومي تغلب عليه توجهات الماكرو اقتصادية على حساب الجوانب الاجتماعية، الشيء الذي ينذر بكارثة خطيرة على المستوى الاجتماعي.
4.يعرب عن تضامنه المبدئي واللامشروط مع النضالات الشعبية والحركات الاحتجاجية السلمية المطالبة بالحق في الشغل واحترام حرية الرأي والتعبير والحق في العيش الكريم والمواطنة الكاملة.
5. يدق ناقوس الخطر لما آلت إليه المدرسة العمومية من انحدار وتردي غير مسبوقين نتيجة سياسة تعليمية لاشعبية الغاية منها الإجهاز على ما تبقى من التعليم العمومي وتفكيكه وضرب مجانيته من خلال الاستمرار في خوصصة التعليم وعرض مؤسساته في المزاد العلني مكرسة بذلك التعليم النخبوي والطبقي.
6.يطالب الوزارة الوصية بالإسراع بفتح باب الحوار مع المنظمة الديمقراطية للتعليم حول الملف المطلبي للشغيلة التعليمية وتدارس وضعية التعليم العمومي ببلادنا إعمالا للمقاربة التشاركية بين الإدارة ومختلف الفرقاء الاجتماعيين وتطبيقا لمبدأ التشاور الذي يروم حل كافة الملفات العالقة في أجواء بعيدة عن التوثر مع الاحتفاظ بالحق في اتخاذ خيار الاحتجاج في الوقت المناسب.
7.يحتجبشدة على التعامل التمايزي والإقصائي الذي لازال بعض النواب الإقليميين ينهجونه اتجاه بعض الفروع المحلية للمنظمة والمتمثل في سد باب الحوار الشيء الذي يتعارض جملة وتفصيلا مع مضامين المذكرة 21.
8.يستنكر ويشجب مختلف أشكال وأساليب التضييق على المسؤولين النقابيين للمنظمة من خلال محاولات الإجهاز على الحقوق والحريات النقابية وفي مقدمتها التسهيلات لحضور الاجتماعات والندوات عبر مراسلات وإجراءات ترهيبية ولاقانونية تتنافى مع الظهير الذي ينص على ضرورة منح التسهيلات الضرورية للمسؤولين النقابيين قصد القيام بمهامهم.
9.يطالب مجددا بالتعاطي الإيجابي مع الملف المطلبي للمنظمة وفي مقدمته:
- إحداث ترقية استثنائية لأفواج من 2003 إلى 2007 مع الرفع من نسبة الحصيص إلى 33% على الأقل.
- زيادة درجة إضافية في سلم الترقي بالنسبة للأسلاكالثلاثة وإعادة النظر في شبكة وقيمة الأرقام الاستدلالية.
- مراجعة كافة التعويضات (النظامية، العائلية، عن المنطقة، عن الأعباءالادارية ...).
- إحداث تعويض خاص عن العمل بالوسط القروي
- تصحيح الأخطاء الواردة في نتائج الترقية بالامتحان برسم 2006 وإنصاف المتضررين مع استكمال كافة المناصب المالية المرصودة لسنة 2006 بضرورة منحها لمستحقيها دون تأخير أو إرجاء غير مبررين.
-ضرورة استكمال الترقية بالاختيار لسنة 2005 لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي من الدرجة الأولى إلى الممتازة.
10. ينددبالممارسات اللاقانونية لرئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العموميةالمنافية للأعراف الديمقراطية والمتمثلة في التلاعب بالمسلسل الانتخابي، ويطالب بالوقف الفوري لهذه المهزلة وضرورة احترام الضوابط القانونية في هذهالاستحقاقات.
واقتناعا منه بالمهمة المنوطة بالمنظمة كنقابة وطنية مقاومة ومدافعة على التعليم كخدمة عمومية ومساندة للحقوق العادلة للشغيلة التعليمية، ووعيا منه بدقة المرحلة الراهنة سياسيا، اقتصاديا واجتماعيا، فإن المجلس الوطني للمنظمة الديمقراطية للتعليم يؤكد على ضرورة استنهاض وعينا الوطني والتحام وتوحد كافة القوى الديمقراطية الحية قصد صياغة الأجوبة الحقيقية من أجل تجاوز كافة التحديات والمعوقات الموضوعية والذاتية وربح مختلف الرهانات المستقبلية لتأهيل مواطن الغد المتشبع بروح المواطنة والتربية والمعرفة باعتباره العمود الفقري لتشييد مغرب المستقبل والدعامة الرئيسية للتنمية الشاملة والمستدامة المنشودة.
المجلس الوطني
للمنظمة الديمقراطية للتعليم
الرباط، في: 04 نونبر 2007.