السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لعل أهم ميدان يهم مجال التنمية البشرية هو ميدان عملنا , التعليم و التعلم.
كيف نكون إيجابيين؟ كيف نطور حضارتنا؟ كيف يتقدم مجتمعنا؟... كيف نحقق النهضة لبلادنا و للبشرية كافة؟
بتعلم كل ما يعزز تقتنا في ذواتنا . بتعلم كل المهارات التي تحسن من إنجازاتنا , و إصلاح عيوبنا والتخلص من أفكارنا السلبية . المهارات التي تعلمنا النظرة الإيجابية للحياة و تطوير قدراتنا بل و تحويل الفشل إلى نجاح ,بتعلم حسن الظن بالله و بالناس, و التشبت بالأمل,بتعلم أليات التخلق بالأخلاق الحسنة و تقويم سلوك حياتنا, بتعلم البحث عن كل ما يساعدنا على التغيير للأفضل .. بتعلم العلوم الخيرة التي تنفعنا و تنفع مجتمعنا.
و طبعا عندما أتحدث عن التعلم فأنا أتحدث أيضا عن التعليم, فلا أخذ بدون عطاء, و لا خير فيمن تعلم علما دون أن ينتفع به و ينفع به غيره.
ولقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام : "من علم علمًا فكتمه أُلجم يوم القيامة بلجام من نار"
فأين نحن-نحن المعلمين خاصة - من تبليغ هذا العلم؟
هل نؤدي رسالتنا كما يجب أم نفرط في تبليغها؟
هل نحافظ على الأمانة التي كلفنا بها أم نضيعها سواء عن وعي أو غير وعي منا؟
أنخلص في تأدية واجبنا و نتفانى في عملنا أم نتهاون و نتعمد الإهمال؟
"إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" , فلننظر أنفسنا, أنتحرى الإتقان و الإجادة؟
قال عليه الصلاة و السلام :"إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم" فما سيكون رأي متعلميك فيك؟
لنقف وقفة صادقة مع أنفسنا, نرى ما لنا و ما علينا, أوفينا أم قصرنا؟!
تقويم ذاتي من شأنه أن يخدمنا, نحدد على إثره طريقنا, أنكمل على دربنا أو نسلك دربا أخر يوصلنا لسفينة النجاة و ننول به رضى الله عنا و دعاء الملائكة لنا, لما جاء في قول الحبيب المصطفى عليه صلوات الله و سلامه:
"إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير"
فهل نسعى لتعليم الناس الخير؟
هل نحن ممن قال عنهم شوقي :
قم للمـعلـم وفـه التــبـجــيـلا ****كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيت أعظم أو أجلّ من الذي**** يبني وينشئ أنفسا وعقولا
أو ممن قال فيهم شاعر أخر:
أرى فضل أستاذي على فضل والدي وإن**** نالني من والدي العزّ والتحف
فهذا مربي العقل والعقل جوهر**** وهذا مربي الجسم والجسم من صدف
لنحاسب أنفسنا و نتدارك أعمالنا قبل أن يأتي يوم الحساب فلا ينفع معه لا ندم و لا عتاب!
شكرا أختي الفاضلة على هذا النداء ،أرجو الله أن يترك أثره العميق في نفوس حاملي رسالة الترية والتعليم الذين ــ ودون شك ــ يقدرون الرسالة الملقاة غلى عاتقهم ، و واعون كل الوعي بأنها أمانة في أعناقهم أمام الله عز وجل.