لماذا لا يقرأالعرب؟ وإذا قرأ العربي فكم يحتل حيز القراءة من حياته؟ وهل انشغالالمواطن العربي بالسعي وراء لقمة العيش له دور في تدني مستوى القراءة؟ وماتأثير الانترنت على عزوف القارئ العربي عن شراء الكتب؟ وكيف حال القراءةفي وطننا العربي مقارنة بالدول الأجنبية؟ هذه الأسئلة تفرض نفسها وقدرصدتها جميع التقارير والدراسات حيث أشار التقرير الصادر عن الأمم المتحدة عن التنمية البشرية للعام 2008 تدني معدلات الاهتمام بالقراءة بين الدول العربية بشكل عام وبين شرائح الشباب بشكل خاص. فالإحصائيات تؤكد أن كل اثني عشر ألف مواطن في الوطن العربي يقرأ كتاباً واحداً فقط في المقابل كل 500 مواطن بريطاني يقرأ كتاباً واحداً مما يعني أن معدل القراءة في الوطن العربي إجمالاً لا يتجاوز 4% مقارنة بنظيره البريطاني. وحسب الإحصائيات أيضاً يقرأ الأوروبي 35 كتاباً في العام ويقرأ الإسرائيلي 40 كتاباً، أما في عالمنا العربي فيقرأ 80 شخصاً كتاباً واحداً مما يعني أن ثقافة الأوروبي الواحد تعادل ثقافة 2800 عربي. 80 عربياً يقرؤون كتاباً واحداً وأوروبي واحد يقرأ 35 كتاباً في العام. اللبناني يقرأ عشر دقائق يومياً والسعودي 6 دقائق والمصري 9 دقائق. في عالمنا العربي الفقراء أكثر الناس قراءة أما الأغنياء فلا يقرؤون . في سنغافورة 3.4 مليون عضو في المكتبات العامة من أصل 9.1 مليون نسمة. واستمراراً لحديث الأرقام أجرت شركة سينوفات المتعددة الجنسيات لأبحاث السوق دراسة حول وضع القراءة في الوطن العربي قالت فيها إن المصريين والمغاربة يقضون أربعين دقيقة يومياً في قراءة الصحف والمجلات مقابل 35 دقيقة في تونس و34 دقيقة في السعودية و31 دقيقة في لبنان وعلى مستوى الكتب يقرأ اللبنانيون 588 دقيقة في الشهر وفي مصر 540 دقيقة وفي المغرب 506 دقائق وفي السعودية 378 دقيقة في الشهر مما يعني أن اللبنانيين يقرؤون يومياً 10 دقائق والمصريين 9 دقائق والسعوديين 6 دقائق. منذ فترة التسعينياتهناك تراجع كبير في معدلات القراءة لدى المواطن العربي وهذا سببه وجودهزيمة على مستوى الفرد خاصة المثقفين وأصبح هناك تراجع كبير وللأسفالفقراء وحدهم هم الذين يقرؤون أما الأغنياء فلا يقرؤون.
والنفس راغبة إذا رغّبتها ... فإذا ترد إلى قليل تقنع
لو رضي الإنسان لغيره ما يرضى لنفسه لكانت الدنيا بخير وسلام وأمن وأمان، ولما وجد الحقد والكره والحسد وكل ما يغضب الله سبحانه وتعالى ولكانت الدنيا بخير ...