نقابة العدالة والتنمية تختار نفس رمز الحزب "المصباح" لخوض انتخابات ممثلي المأجورين
أصبح من المؤكد أن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب اختار"المصباح" كرمز للوائحه الانتخابية الخاصة بممثلي المأجورين وهو الرمز نفسه الذي يتبناه حزب العدالة والتنمية ويميز به لوائحه الانتخابية ، الجماعية و البرلمانية على حد سواء، على غيره من لوائح باقي الأحزاب الأخرى.
ورغم التعديلات الطفيفة التي حاولت هذه النقابة إدخالها على مصباحها حتى لايتشابه مع مصباح حزبها، فإنها وجدت نفسها عاجزة عن إجراء أي تعديل في اسم هذه الرمز، لتعلن أن الأمر يتعلق بمصباح، وهو الاسم الذي يطلق على الحزب التابعة له. وهو ما تأكد بالملموس في بلاغ المكتب النقابي للعدل التابع لهذه النقابة ، الذي حث موظفي قطاع العدل على التصويت على "لائحة المصباح". (انظر البلاغ المرفق)
وبهذا تكون نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب قد أعلنت أنها نقابة ذيليه وأن المالك الحقيقي لهذا الذيل هو حزب العدالة والتنمية؛ ويكون هذا الأخير قد أعلن، بدوره، عن نيته في استغلال الانتخابات المهنية للترويج للرمز الذي سيطبع به لوائحه الانتخابات الجماعية المزمع إجراؤها يوم 12 يونيو 2009، ومن تم القيام بحملة انتخابية سابقة لأوانيها، دون أدنى احترام للمأجورين الذين يعتقدون خطئا أن نقابة المصباح تدافع عن أوضاعهم، ليس إلا.
والمنطق، في حالتنا هذه، يقتضي أن يختار حزب العدالة والتنمية غير "المصباح " رمزا له من أجل خوض الانتخابات الجماعية المقبلة، هذا طبعا إذا كان لديه ما يكفي من الجرأة والأرياحية للتكفير عن خطأه. أما إذا تمسك بهذا الشعار فسيكون قد قام بحملة انتخابية قبل الأوان اللهم إلا إذا كان لوزارة الداخلية والقضاء رأي آخر، وكان لكل حزب طريقته في القيام بحملتة الانتخابية، قبل الآوان. والمنطق نفسه يقتضي من باقي النقابات، وخاصة تلك التي تدعي الاستقلالية عن الأحزاب، أن تعلن عن رفضها لدخول نقابة حزبية ما غمار انتخابات ممثلي المأجورين بنفس رمز الحزب الذي تتبع له، لأن هذه النقابات ، إن هي قبلت بذلك، ستكون في هذه الحالة في تنافس انتخابي مع حزب سياسي وليس مع نقابة.
أنا أقول ذلك، رغم تأكدي من أن الإدارات، التي راسلها الكاتب العام لنقابة المصباح من أجل طبع رمز الحزب على لوائح مرشحيه، ستخبره بكل برودة أن طلبه مرفوض وأن مثل هذا الإجراء هو بمثابة بدعة لأنه غير معمول به في انتخابات ممثلي المأجورين، وخاصة الموظفين منهم، الذين يعرفون القراءة والكتابة ولا داعي لمعاملتهم كأميين.
وستكون هذه النقابة أيضا قد أعلنت حملة انتخابية ضد نفسها، ودون أن تطلب منها أي نقابة منها ذلك، لأن لا أحد من المأجورين سيقبل أن يتم استخدامه لأغراض حزبية فالشعار الذي يجب أن يرفع في هذه الانتخابات هو "من أجل ممثلين للمأجورين في خدمة المأجورين وليس لاستخدامهم".
سعيد صفصافي