الاثنين, 4. يوليو 2016 -
"مشكلة الأفكار في العالم الاسلامي" للمفكر العربي مالك بن نبي، وهي عبارة عن مقولات وتحليلات وأفكار ومقترحات، صارت نبراسا يضيء مسار الباحثين عن حل لإشكالات المجتمع والساعين لنهضته وانبعاثه، الكتاب من منشورات دار الفكر بدمشق، سورية، طبعة 2002، الطبعة الأولى 1988، (عدد الصفحات 182).
المؤلف يقع في سبعة عشرة فصلا، الأول بعنوان "الإجابتان عن الفراغ الكوني"، وفيه يميز بين النظر إلى الأرض أو الأشياء مع ما يستتبعها من سيطرة للتنقية، وبين النظر إلى السماء أو الأفكار مع ما يستتبعها من جذور أخلاقية وغيبية، ليصل إلى أن الثقافة الإسلامية، مستدلا برمزية ودلالات قصة حي بن يقضان.
ويصل إلى أن الثقافة الإسلامية تقوم على أساسين، الأول هو حب الخير والثاني هو كره الشر، ويستدل على ذلك بآية توزيع الإرث، حيث يوضح أن الآية لا تقف عند التوزيع العددي أو الكمي، فهذا من الممكن للقوانين الوضعية أن تقوم به، بل يقول "فارزقوهم منه" أي للفقراء والمساكين الذين يحضرون القسمة، وفي هذا فعل للخير، ثم يتبع هذا الأمر بالقول "وقولوا لهم قولا معروفا" وهنا يرتقي السلوك إلى قول الخير فكرة أو شعورا أو عاطفة، وهذا ما يميز الصبغة الإسلامية، ويجعل ما يسمى بالتناقضات الاجتماعية أمرا غير قابل للتفسير.
أما الفصل الثاني وعنونه بالطفل والأفكار، وبه حديث مطول عن طرق تفكير الطفل ومراحل تطور هذا التفكير. ثم يليه الفصل الثالث: المجتمع والأفكار، وفيه يقول إن المجتمع له ثلاثة أعمار، مرحلة الشيء، ومرحلة الشخص، ومرحلة الفكر، وكل مجتمع مهما كان مستواه من التطور له عالمه الثقافي المعقد، وتتشابك هذه العوالم الثلاثة داخله. أما الفصل الرابع "الحضارة والأفكار"، فينطلق من أن الحضارة نتاج فكرة جوهرية تطبع على مجتمع في مرحلة ما قبل التحضر الدفعة التي تدخل به التاريخ، كما يمكن تعريف الحضارة في الواقع بأنها جملة العوامل المعنوية والمادية التي تتيح لمجتمع ما أن يوفر لكل عضو فيه جميع الضمانات الاجتماعية اللازمة لتطوره، ويصل إلى أن الحضارة لها ثلاثة أطوار: مرحلة الروح، ومرحلة العقل، ومرحلة الغريزة.
أما الفصل الخامس فجاء تحت عنوان "الطاقة الحيوية والأفكار"، وفيه يقول إنه عندما نلغي الطاقة الحيوية فإننا نهدم المجتمع، وعندما نحررها تحريرا كاملا فإنها تهدم المجتمع، لذلك يجب على الطاقة الحيوية أن تعمل بالضرورة ضمن هذين الحدين.
في حين إن الفصل السادس: عالم الأفكار، ثم باقي الفصول اختار لها المؤلف من العناوين ما يلي: الأفكار المطبوعة والأفكار الموضوعة، جدلية العالم الثقافي، وجدلية الفكرة والشيء، وصراع الفكرة/الوثن، وأصالة الأفكار وفعاليتها، والأفكار والاطراد الثوري، والأفكار والسياسة، والأفكار وازدواجية اللغة، والأفكار الميتة والأفكار المميتة، وانتقام الأفكار المخذولة.