*
حدث هذا فعلا في منتصف شهر يونيو 2008
حدثنا ندمان بن مسكين قال :جلست على طاولة المقهى لأرتشف فنجان قهوة ،فأبصرت زميلي كعيان بن غليان ماسكا بشبكة السدوكو وقد تحلق حوله جماعات من المدرسين ، فقلت مع نفسي لعل في الأمر "إن" و لأرضي فضولي اقتربت منه فسمعته يقول :
لم أكن أتخيل أن للجودة شبكة حتى اصطدتني صنارة التكوين، فتوجهت صحبة شلة من المدرسين من الجنسين ، مرة راكبين وأخرى راجلين، إلى ما سمته الشبكة الإقليمية "للتّكّ وين ؟ " -
عفوا اللجنة الإقليمية للتكوين- مركزا معدا للتكوين، ،فاكتشفت ما لم يكتشفه ماجلان أيام زمان .
اليوم الأول :
9:15 استقبلنا صاحب البنايات في قبو بإحدى الثانويات،وألقى فينا كلمته ، حيث ألقى باللوم على الامتحانات التي حرمت السيد النائب من افتتاح التكوين بكلمة تفتح شهية الحاضرين لما يعد من طواجن ،وقد تمنعهم من الاحتجاج على الطباخين ، فلقد أضحت سنة عند المدرسين أن يحتجوا على هزالة الطواجن دون أن يحركوا ساكنا في ما يخص محتويات وطرق التكوين .
المهم انه بعد أن أنهى كلمته نزع "فستته" ، ليفهم الجميع أن المعني بالأمر جاء ليبقى بعد أن ساد الاعتقاد أنه سيفتتح وكفى ،فقدم نفسه للحاضرين انه رئيس مصلحة تختص بالبنايات وان الواقف جنبه ،الماسك بفارة الحاسوب ، رئيس مكتب مختص في التوجيه ، أما الثالث وكان جالسا فقدم نفسه على أنه محسوب على مصلحة ومكتب بالنيابة ،بعدها قدم كل واحد من الحاضرين نفسه ليفتضح الأمر فالحضور كله مدرسون ، مما يعني غياب باقي المستهدفين من التكوين ،وهم أعضاء مجالس التدبير من غير المدرسين .
بدأ صاحب البنايات في شرح أسباب نزول هذا التكوين ، محددا محاوره معتبرا نفسه مسهلا للتكوين لا يملك علم اليقين ،مستعينا بالمختص في التوجيه ، الماسك بالفارة موجها مسلاط حاسوبه لحائط القاعة. بعد لحظات اعتذر صاحب البنايات لأن مهمة إدارية مستعجلة نادته ، وهي صاحبة الأولويات ، فغادر القاعة بعد أن طمأن الجميع على أنه اشد حرصا على موعد الإطعام وما إن أتم الكلام حتى طلب منه أحد المدرسين في ما يشبه التهكم وأين الماء ؟ فانتبه الجميع على شدة حرارة القبو، فأومأ صاحب البنايات برأسه وخرج ،وبعد لحظة حضر عون من الأعوان يحمل صينية عليها قنيناتا ماء صنبور و كأسين .
ودون مقدمات بدأ الماسك بالفارة يعرض ما يعتبره مبررا للجودة فمن خطب رئيس الدولة إلى جمل من الوزير فمقتطفات من الميثاق الكريم ، يعرض ويقرأ ثم يفسر حسب ما فهم ، فتدخلت إحدى المحتجبات لتذكره أنه نسي أن يذكر الدين ضمن المبررات ، وبعد ساعات كثرت التدخلات طالبة الكف عن استحضار الدعامات لأن الميثاق مات ، فمكان على صاحب الفارة إلا أن ينضبط للقاعة ،ويمر للشبكة مباشرة ،لكن إرادة المطبخ كانت أقوى إرادة، فلقد عاد صاحب البنايات ليزف البشرى على أن موعد الغداء قد قدم بساعة ،وبالتالي ختم صاحب الفأرة .
13:00في قاعة الإطعام ساد النظام ،في انتظار الطعام تحركت شهية المدرسين لمعرفة كلفة التكوين ، وهل الأمر فيه ممون أم أن الأمر يتعلق بقوت الداخليين ، فمنهم من ذكر بسابقة وقعت أسبوعا قبل التكوين حيث ضبط الممون ،وصنف ضمن المطففين ، أما البعض الأخر فقد اخبر أن هناك بفندق مصنف تكوين لمحاربة الأميين ،معتبرا ما نتلقاه من تكوين مسا بكرامة المدرسين من الجنسين، المهم قدمت الشوكات فكانت غير نظيفات ، بعدها جاءت السلاطة تم الطاجين ،وكنا ثمانية حوله مبحلقين ،وقدرنا ثمنه بالدرهم في اقل من ستين. وبعده جيء بالبطيخ من نوعين ،وقدرنا ثمنه بالريال في أقل من مائتين.
استدارك:
قد كان لنا حوالي الساعة 11:00 موعدا مع استراحة تخللتها كؤوس الشاي مع الخبز والزيت والكوفيتيروالفورماج والبيض فتضاربت الأراء حول الثمن فمنا من شكك في جودة زيت العود ، ومنا من اعتبر أن الكوفيتر هو ما تبقى من طعام الداخليين ، و منا دخله الشك في عيار البيض. أما الكثير من فقد كان منهمكا في دهن خبزه وتقشير بيضه .
اليوم الثاني :
بما أن الأمر يتعلق بالشبكة فإن صاحب البنايات ،باعتباره مسهلا للتكوين فقد بدا الحصة ،باستفسارنا عن البارحة ،فقدمت أخت منا الحاضرين ما يمكن اعتباره تقرير ، لتعقبه تدخلات ، جعلت صاحب البنايات يعتبر الأمر فيه" تشاؤومات" و أن علينا حمد الله لأن حالنا في المغرب أحسن من النيجر ،بعدها بدأ يسرد حكاية ذهبه للنيجر ، وأكل النيجر،ولولا تدخل أوقفه ،وبرتبة المغرب بعد جيبوتي ذكره، لكان استرسل.
الهم أننا دخلنا الشبكة لنقوم الجودة ، فاختلطت لدى صاحب البنايات المفاهيم ،بين الرياضيات الاحصائية والعلوم الاجتماعية ، فانتبه بعض المدرسين القابضين بزمام العلوم ،وهم فيها مجازون ، إلى انزياح عن المفهوم ، فانفلت أعصاب صاحب البنايات ، وأبان عن ضيق صدر ، فنبه مدرس إلى ضرورة الاعتذار عما تفوه به في حق متدخل ، كلامه كان معقول حول ضرورة استحضار حاجيات المدرسين أثناء تهيئ التكوين وتمكن المؤطرين من معرفة أكاديمية لمحتويات التكوين ،واحتد النقاش حول الإحصائيات و إعداد الاستمارات ،وكادت أن تعصف بما تبقى من التكوين لولا الطباخين
مرة أخرى فقد حضروا لتسريع بإطعام .
استدراك :
صادف اليوم الثاني يوم الجمعة، فكان صاحب البنايات في لباسه التقليدي يجسد فعليا رياء الإداريين الممخزنيين .
كان الجمع مشغول بوقت الصلاة ،فكثرت الفتاوى فمنهم من أفتى بضرورة ترك الغذاء لما بعد الصلاة ،ومنهم من كان صريحا واعتبر الغذاء فرض قبل الصلاة حتى يتفرغ العبد لربه وهو كله خشوع ،ضدا على شيطان الجوع .
أما أنا فكنت ارغب في الاستلقاء لأريح جسدي من عناء الجلوس غير المريح والتكوين غير المربح .
اليوم الثالث:
انتقلنا دون تعويض إلى مدرسة مديرها من هواة الزردة، لتطبيق ما تعلمناه حول شبكة الجودة ، وفقمنا بلعبة أنت تسأل و أنا أجيب، بعدها كانت المفاجأة فلقد أضافوا على الخبز أنواعا من الحلويات، ونسوا مناقشة التقارير ، بعد أن ذكروا بضرورة الرجوع للثانوية قصد الإتيان على ما تبقى من طعام الداخلية .
وفي ما يشبه الجد أضاف مجان بن علكان :
تتحدث الوزارة عن التكوين المستمر لتحسين جودة التربية والتعليم فهل ما تقوم به نيابة ورزازات من تكوينات ، ، يستجيب لحاجيات المدرسين والمدرسات ؟ أم أن الأمر يتعلق برهاناتها صرف الميزانيات ، وتمكين اللوبيات من بعض الصفقات؟