الكتابة على جدران الأبنية وأسوار المؤسسات العمومية والفضاءات المهمشة - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر التربية الصحيحة هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بقواعد التربية الصحيحة والقويمة للأبناء والبنات

أدوات الموضوع

الصورة الرمزية الشريف السلاوي
الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::
تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966
معدل تقييم المستوى: 1249
الشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميزالشريف السلاوي في سماء التميز
الشريف السلاوي غير متواجد حالياً
نشاط [ الشريف السلاوي ]
قوة السمعة:1249
قديم 11-03-2014, 22:39 المشاركة 1   
مقال الكتابة على جدران الأبنية وأسوار المؤسسات العمومية والفضاءات المهمشة

الكتابة على جدران الأبنية وأسوار المؤسسات العمومية والفضاءات المهمشة



استحوذت ظاهرة الكتابة الحائطية مختلفة الأشكال والأحجام على أماكن وفضاءات متعددة من الشارع المغربي، بل امتدت لتشمل أسوار المدارس والجامعات والمحطات ولم تسلم منها حتى المراحيض العمومية وجذوع الأشجار والفضاءات المهمشة التي لا تكاد تخلو من رسوم وكتابات متناثرة هنا وهناك، تعكس رغبة أصحابها في التعبير عن رسائل مختلفة ذات دلالات متعددة ظاهرة ومضمرة، وبالرغم من قدم هذه الظاهرة وارتباطها بأمم وحضارات قديمة باعتبارها مظهرا من مظاهر الحضارة ووسيلة لترسيخ حدث ما أو إشراك الآخر فيه.. إلا أن هذه الظاهرة انبعثت اليوم من رمادها وتغير مدلولها ومتعاطوها أيضا، حيث غدت وسيلة للتعبير عن واقع معين، وأحد أشكال التواصل مع العالم الخارجي فضلا عن كونها ملاذا لتفريغ المكبوتات التي ترفع شعار الجرأة والتحرر.
فهل الكتابة الحائطية عند المغاربة هي بمثابة التعبير عن كبت مجتمعي في ظل غياب آليات الحوار؟ أم تعد شكلا من أشكال الاحتجاج الاجتماعي خاصة عند المقموعين والمحرومين ؟ هل الكتابات الحائطية تعبير عن رفض لواقع معين؟ أم هي وسيلة سهلة للثأر؟ هل تعدو مجرد خربشات لخطاب هامشي، أم أنها محكومة بمنطق ينسجه الثائر من خلال أفعاله ووجهات نظره؟
جذور ضاربة في التاريخ
لا يمكنك أن تعبر شوارع المدن الكبرى أو الأزقة الضيقة أو حتى الفضاءات المهمشة دون أن تقع عينيك على كتابات حولت تلك الجمادات الصماء إلى ناطقة، بعدما خطت عليها الأنامل عبارات وجمل تتراوح بين تلك التي تكتسي طابعا سياسيا محضا أو اجتماعيا أو غراميا أو حتى رياضيا حسب الفريق المفضل، إذ أن ثقافة الكتابة الحائطية بدأت تأخذ أبعادا أخرى خاصة مع موجة الربيع العربي وغيرها من التحولات، التي لم تكن لتمر حسب عدد من المتتبعين دون أن تجد لها صدى بين هذه الفضاءات الصامتة التي أضحت تفيض بالحركة ... وبالرجوع إلى تأصيل هذه الظاهرة، فقد عرفت الكتابة الحائطية عبر عدة ثقافات، وظهرت على جدران الكهوف في العصر الحجري وكانت من الدلائل الأساسية التي يستدل بها علماء الآثار على تاريخ الفترة التي تعود إليها مكتشفاتهم ولقاهم الأثرية.
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
وتعد الكتابة على الجدران من الظواهر التي انتشرت في العهود الرومانية حيث نقلت الكتابة والرموز أو رسوم واقع وآمال ومعاناة الإنسان في تلك الأزمان ارتباطا بالتنظيمات الإنسانية التي كان يعيش فيها، وكذا بالمحيط البيئي الذي عاش فيه، و لكن هذه الطرق التعبيرية تحولت إلى أفكار ومواقف وأيديولوجيات خاصة مع تنامي مشاكل الشباب وغياب حاضن أساسي لهمومهم التي نشروها أمام الملأ، كما اتسع مضمون هذه الكتابات ليشمل مختلف القضايا السياسية والاجتماعية والثقافية...
ثقافة واحدة ودلالات متعددة
تقول هند (18 سنة) : "إن هذه الظاهرة منتشرة بقوة على أسوار فناء المدرسة الخارجية وأبواب المراحيض، حيث تُدون الفتيات عبارات خادشة للحياء أحيانا، ورسومات للوجوه والجهاز التناسلي أيضا، كما تكتب اسم الحبيب الذي يكون في الغالب خائنا وفق رؤيتها"، ولا تنكر المتحدثة أنها أقدمت على فعل هذا الأمر غير ما مرة " نعم كم مرة كتبت داخل " الفيستيير" بعض الخواطر التي تخصني، وأيضا "حشيت الهدرة" لمن تغيظني من بنات جيلي، كما أنني سبق أن كتبت اسم حبيبي إلى جانب اسمي على حائط المرحاض، وكنت كلما رأيته أشعر بالبهجة". إن الدافع وراء هذه الكتابات حسب هذه الشابة هو التنفيس عن النفس وتخليد بعض الذكريات والخواطر والأشعار تضيف "شخصيا لا أجد من يفهمني، وعندما أكتب أشعر بالراحة، خاصة أنني لست الوحيدة التي تقوم بهذا الأمر".
من جانبها تتحدث سعاد (29 سنة) عن الخربشة التي يعرفها حائط مستودع الملابس والمرحاض، إذ تتحول جدران هاذين الفضاءين إلى خريطة لتدوين مختلف النزعات والميولات الفردية سواء تعلق الأمر بعبارات ورسوم المسيئة وخادشة للحياء، أو بفضح تفاصيل علاقة غرامية أو رغبة طائشة في الانتقام بفضح بعض أسرار البنات.
بينما توضح نادية (35 سنة) أستاذة أن الكتابة على الجدران ظاهرة شباب هذا اليوم، ربما لإخراج مشاعر مكبوتة يحرم المجتمع خروجها أو لا يجد من يسمع له، لذلك يجد هؤلاء الشباب في الجدران المكان المناسب للبوح، مشيرة إلى أن الكتابة تجاوزت الجدران الإسمنتية لتمتد إلى جذوع الأشجار وطاولات المدارس وأعمدة الإنارة واللوحات الإعلانية وكراسي القطارات، وتضيف قائلة: "أعتقد أن هذا التصرف لا يسيء لفاعله لأنه سيكون مجهول الهوية، ولكن يقع الضرر على المظهر العام والمجتمع".
ويرى عادل وهو طالب جامعي في عقده الثاني، أن الرسم على الجدران أو تدوين بعض العبارات يحقق له نوعا من المتعة والإحساس بالقدرة على تفريغ موهبته في رسم الأشكال والوجوه، "أسخر من الواقع ومن تطوراته بهذه الطريقة، فحتى إن دونت ذلك في كتاب مذكراتي فلن يراه أحد، بينما تمنح الكتابة بهذه الطريقة فرصة مجانية لإشهار موهبتك ومواقفك أيضا، ولا أجد مانعا في الأمر، شريطة أن لا يتجاوز الأعراف والتقاليد ويمتد إلى السب والقذف والتشهير، فذلك طبعا أمر مرفوض يعكس قصور الرؤية عن صاحبه".
بينما لا تتفق سهام مع هذا الطرح، وتعتبر أنه من العبث القول إن الكتابة الحائطية تحقق التسلية والمرح والتحدي.. إنها أسباب غير مقنعة ومبررة.. بل هو تعد وعبث بممتلكات الغير وعدم احترام الذوق العام.
الكتابات الحائطية والخطابات السياسية
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

اقتصرت الكتابة الحائطية في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي على النازية التي اتخذتها وسيلة فعالة لتمرير خطاباتها السياسية، أما في البلدان العربية فإن الظاهرة تضرب بجذورها في عمق التاريخ، حيث كان الإنسان البدائي ينقش لغاته التواصلية على الصخور معبرا عن آماله وآلامه المختلفة، وقد أورد المؤرخون مقولة "مكتوب على الجدران"، التي جاء ذكرها في التوراة، والتي تعني "انقضى الأمر"، ليخلصوا إلى أن الكتابة على الجدران وجدت مع تواجد الإنسانية وكانت وسيلة أساسية للتواصل في ذلك الوقت.
والكتابة الحائطية أنواع منها البسيطة المكتوبة بلغة عادية غير مشفرة تعكس الرغبة في التعبير عن شعور إزاء حبيب أو فريق رياضي أو فنان، كما يمكن أن تتضمن كلاما نابيا أو سبا أو قذفا ينم عن حقد دفين أو رغبة في الانتقام، كما تلفت انتباهك أحيانا صور خليعة خادشة للذوق العام أو عبارات تنهى عن فعل شيء أو الأمر بفعله في مكان معين، كمن ينهون عن رمي الأزبال و التبول على الجدران، والتي غالبا ما تأتي بأسلوب ركيك وانفعالي ككتابة "ممنوع رمي الأزبال.. أو ممنوع التبول هنا..يا حمار"، مما يعني الرغبة في إيصال رسالة لطالما تم تبليغها، هذا النوع سهل وتمارسه شريحة من المراهقين وأصحاب الفكر السطحي، عكس النوع الثاني، تلك الكتابات المشفرة المختصرة التي تحمل ألف رسالة تختزل ثنائية التلميح تارة والتصريح تارة أخرى، هذه الأخيرة تحتاج إلى عمق فكري وسياسي يترجم على الجداريات التي تأتي محملة برموز ورسائل سياسية، كما أن هذا النوع من الكتابات هو الذي يستنفر في غالب الأحيان الجهات المختصة ويتم البحث عن أصحابه الذين لا يتوانوا عن التعبير عن مواقفهم بهذه الطريقة، أما النوع الثالث فهو ذلك المرتبط بالفضاءات المهمشة والخاصة كمستودعات الملابس والمراحيض العمومية، التي تتحول إلى أجندات ملأى بالأرقام الهاتفية التي تكون في الغالب مرفوقة بأسماء لعاهرات أو لشواذ جنسيا، كما قد تكون الأرقام الهاتفية وُضعت بغرض الانتقام من أشخاص وتشويه سمعتهم، بحسب شهادات تم استقاؤها.
تقول كوثر( 15 سنة) تلميذة : "إن الكتابة على الجدران هي وسيلة للتعبير خاصة عند المراهقين الذين يعمدون إلى كتابة عبارات مسيئة وترك أرقام هواتف مذيلة باسم من يريدون تشويه سمعتها، بل إنهم يعمدون في كثير من الأحيان إلى كتابة عبارة ونسبتها إلى فلان بغرض المس بسمعته ونموذج ذلك "أستاذي الغالي كنت أحترمك، لكن بعد تلك الليلة الوداع إلى الأبد...المغفلة زينب"، تضيف كوثر إن هذا النموذج سبق أن أثار ضجة في المؤسسة التي تتابع فيها دراستها، إذ أن الفتاة المعنية لم تكن هي من دونت العبارة، رغم أن اسمها جاء فيها، كما أن الشكوك حامت حول أستاذ مادة الفرنسية، وهو ما جعل الفتاة تعيش موقفا صعبا ومحرجا بسبب هذه الكتابة..
أما كريم الطالب الجامعي الذي عبر عن موقفه من تطورات قضية الصحراء وكتب عبارة : "الصحراء مغربية ونرفض قرار توسيع صلاحيات المينورسو"، فيعد الكتابة على الجدران وسيلة للتعبير ورسالة موجهة إلى الحكومة المغربية بشأن قضية الصحراء، ورغم أن الجهات المسؤولة تمحو هذه العبارة بسرعة البرق، فإن كريم يؤكد أنه "لن يتوانى عن التعبير بهذه الطريقة في ظل التعتيم على الحقيقة...".
ربيعة بدورها طالبة بمعهد التكنولوجيا التطبيقية بالدار البيضاء، كتب على حائط "باركا من الزبونية والمحسوبية"، كرد فعل على الموقف الذي تعرضت له مؤخرا في إحدى الإدارات ورفض تمتيعها بوثيقة إدارية في الآجال المحددة.
أما حسن (17 سنة)، فتعتبر أن هذه الكتابات "تعبر عن حزن دفين أو حلم لم يتحقق بعد أو شعور بالظلم أو "الحكرة" كما أنها قد تكون وسيلة لتشجيع إحدى فرق كرة قدم أو المنتخب الوطني، ولذلك نجد جدرانا عليها رسومات الإلترات أو النسر الذي يرمز لفريق الرجاء البيضاوي...
بينما لا يتفق سعيد وهو مؤطر تربوي مع مبدأ الكتابة الحائطية بمختلف تصنيفاتها، ويوضح أن غياب التربية السليمة وثقافة الحوار وراء إقدام الشباب على مثل هذه السلوكات، هذا بالإضافة إلى أن هناك عوامل أخرى تساهم إلى حد كبير في اعتبار الكتابة والرسم على الجدران عوالم غير مراقبة لتفريغ الكبت لدى شرائح واسعة من الشباب، خاصة في ظل غياب مؤسسات اجتماعية قادرة على استقطاب هؤلاء، خاصة منهم ذوي المستوى التعليمي المحدود أو المنعدم".
الكتابة الحائطية والطابوهات
ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

تترجم الكتابة الحائطية المواقف الكبرى التي يصعب التعبير عنها أو تناولها عبر وسائل الإعلام، بل ويصعب حتى التعبير عنها ونقاشها أثناء اللقاءات والتجمعات، ويلجأ أصحابها للتعبير عنها في كتابات على الحائط، حسب الباحث السوسيولوجي عبد الرحيم العنبي الذي يؤكد "أن هذا شكل من أشكال التعبير عن مواقف رافضة، فحينما تتخذ قرارات سياسية من قبل بعض الحكومات، وللتعبير عن رفضها، يلجأ بعض الأفراد أو الجماعات إلى بعض الكتابات الحائطية، وهو لجوء يتم بغية التعبير عن الطابوهات "المحرمات"، إذ تصعب أحيانا مناقشة قضايا كالجنس مثلا، فالكتابة الحائطية تترجم التعبير عن حقيقة الذات خاصة في ما يتعلق ببعض الحريات الفردية أو بعض الميولات الشخصية."
إن حضور هذه الكتابات مؤشر على غياب نقاش حقيقي حول مواضيع مختلفة بما فيها الحريات الفردية، فحينما يشعر الإنسان أن هناك قمعا وسلطة ما تحد من تعبيره والبوح بالحقيقة، يلجأ إلى مثل هذه الكتابات، وغالبا ما تشكل الأسرة والمجتمع والدولة والدين سلطات تعيق بعض التعبيرات الجريئة على الجهر بمكنوناتها وفيما تفكر فيه، بحسب عبد الرحيم عنبي.
وأوضح: "إنها تعبر أحيانا عن مواقف جريئة وصعبة لا تتماشى مع القوانين الجارية، أو أنها تتجاوز ما يسمى بالخطوط الحمراء للدولة ويتم التعامل مع أصحابها على هذا الأساس، ولكن لا ينبغي التعامل معها قانونيا بل على أساس كونها موقفا علينا الاستماع إليه واحتواء أصحابه من أجل تصحيح الاختلال الموجود، مؤكدا أن التعبير عن هذه المواقف يعتبر "مؤشرا عن وجود اختلالات سياسية واقتصادية واجتماعية موجودة في المجتمع، وما ينبغي فعله هو احتواء هؤلاء والاستماع إليهم من أجل أن نقوم بالإصلاحات لا أن نحاكمهم."









ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
آخر مواضيعي

0 وفاة والدة الصديق و الأخ عبد العزيز أومية مدير منتديات الأستاذ التعليمية
0 مديرية سلا : مدير مجموعة مدارس فدّان الزيت , عزيز ابعيزة في ذمة الله تعالى .
0 مديرية سلا : الأستاذ أحمد بلعسال في ذمة الله تعالى
0 صدور مرسوم التشغيل بموجب عقود بالادارات العمومية في الجريدة الرسمية
0 أحكام و فتاوى عيد الأضحى .
0 تعرّف على السرعة المحدّدة لكل نوع من الإطارات .
0 عبد الكريم غلاب في ذمة الله تعالى .
0 ما معنى "تعويم" الدرهم المغربي ؟
0 مديرية سلا : وفاة المفتشة خدوج خوزار .
0 طلب تعديل عنوان دفاتر الحركة الانتقالية


الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1249
افتراضي
قديم 11-03-2014, 22:40 المشاركة 2   

سوق حرة للأفكار

إن هذه التجليات اليومية عبر الكتابات الحائطية تشير كلها إلى أساليب مختلفة للتعبير عن الوجود، وتكشف بوجه من الوجوه عن اختلالات كبيرة نفسية واجتماعية وثقافية..

الكتابة الحائطية هي بمثابة السوق الحرة للأفكار تلك التي تحول الحائط من فضاء جامد إلى صحيفة ناطقة، إنها نوع من التمرد على الواقع الاجتماعي والتربوي وعدم الرضا به، حسب الأخصائي والطبيب النفساني الدكتور أبو بكر حركات، الذي يؤكد "أن هذا النوع من التعبير عن الرأي يخص الشباب، لاسيما الذين لا تتوفر لديهم إمكانيات للتعبير عن أرائهم في الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى، مما يدفعهم للجوء إلى الكتابة الحائطية". وأوضح المتحدث ذاته، أن هذه الأساليب تعرف بطريقة "رد الفعل سواء كان شعوريا أو لاشعوريا، فأضحينا نعرف كيف ينتقم التلميذ من معلّمه، والمريض من طريقة تعامله في المستشفى".

إن تبني الشباب لهذا الشكل التعبيري الذي يتمظهر عبر الكتابة والرسم على الجدران سببه هو الحاجة إلى تخليد شيء ما أو حدث ما أو إشراك الآخر في ذلك، سواء كان معلوما أو غير معلوم، الحاجة الملحة للتواصل قصد خلق حالة انفعالية أو عاطفية أو سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو نقل معلومة تتعلق بانتصار أو تمرير خطاب سياسي أو التعبير عن رفض.

لقد اختلفت النظرة إلى الكتابات الحائطية باختلاف الرؤى والتوجهات وتوحدت كلها في اعتباره نتاج مجموعة من العوامل المتداخلة والمتضافرة التي لا ترتبط بالضرورة بعلاقات سببية، بقدر ما ترتبط بالمتغيرات الكثيرة التي باتت تتدخل في شكل عيش الإنسان اليومي، ومنها تحديث الحياة والرغبة في التعبير عن مواقف معينة في ظل غياب ثقافة الحوار ومنابر تحتضن الشباب.

أحمد الزعواني

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1249
افتراضي
قديم 12-03-2014, 15:59 المشاركة 3   

يمكن القول بأن الظاهرة موجودة من قديم منذ الحضارة الفرعونية حيث كان الفراعنة يقومون بتسجيل الأحداث اليومية والحاسمة لديهم والنصوص الدينية على الألواح الحجرية وجدران المعابد والمقابر على شكل كتابات تصويرية ساعدت كبار الباحثين وعلماء الآثار المعاصرين لمعرفة تاريخ حقبة الفراعنة أي أن تلك الظاهرة لديهم كانت لها مسبباتها الايجابية وهى تعتبر توثيق لحقبه معينه.

في الجانب الآخر من الكتابة على الجدران في وقتنا الحاضر ظاهرة طغت في أكثر المجتمعات المعاصرة إن لم تكن بأجمعها، ونعتقد بأن السبب الأساس هو الكبت النفسي وعدم توفر الفرص لهذا الشاب ليفجر ما في نفسه من طاقات هي عبارة عن هموم وآهات عند البعض وحب وعشق وهيام وقهر وذل وحرمان عند البعض الآخر مرت عليها أيام وربما سنين ، كل هذه الكتابات تتنوع بتنوع ما في الأنفس من طاقات مكبوتة ممنوعة الانفجار، وكل طاقة تمنع بحسب الظروف التي تمر بها ومدى مشروعية الكلام من عدمها، فإن كان مشروعا ً فحكم القوي يمنعه من البوح بما في نفسه، أما إذا كان غير مشروع فالكلام نفسه يمنع نفسه عن الخروج حتى لا يخدش الحياء العام!. لذا فأبسط الطرق وأيسرها وأسهلها وأرخصها كذلك، هي الجدران كما أنها رسالة سهلة الوصول، فهي لا تحتاج لساعي بريد، إنما المارة هم من يأتونها فيقرؤونها، ولذا فهي وسيلة رخيصة، بل لا تستدعي دفع أموال من جيوب هذه الفئة، وإنما الأموال تخرج من جيوب أصحاب الجدران، لما يصرفوه في إعادة طلاء الجدران أو ترميمها إن كانت الكتابة بالحفر. طبعا ً الكتابة لم تقتصر على الجدران، بل طالت حتى وصلت للأشجار اليابسة والمثمرة كذلك، فيرى الناظر رسوما ً وأشكال تمثل أكثر الأحيان قلوبا ً وسهاما ً تخترقها ويستخدم الكاتب المسامير أو الأدوات الحادة لحفر جذع الشجرة أو ساقها!نعم أحيانا ً تكون الكتابة كتذكار لهذا الشخص بأنه كان متواجدا ً بهذا المكان في يوم كذا بتاريخ كذا في هذه المناسبة وطبعا تطورت تلك الظاهرة من التوثيق إلى التعبير حيث تحولت للتفريغ عن ما يكمن بداخل الأنفس حيث تحولت إلى رسومات أو أحرف تم وضعها على مكان عام ظاهر مثل الجدران و الجسور دون إذن مسبق وهو ما يسمى حاليا بالكرافيتي وهو يعرف بتغير لملامح سطح عن طريق استخدام بخاخ دهان أو قلم تعليم أو أي مواد أخرى.ورسوم الكرافيتي على سطح عام أو خاص دون الحصول على اذن من مالك السطح الا انه يمكن ان يستخدم لإيصال رسائل سياسية واجتماعية ، وكشكل من أشكال الدعاية. ويعتبر أيضا أحد أشكال الفن الحديث , وقد أرتبطت هذه الظاهرة بفرق الهيب هوب الذى كان منتسبيها من رواد كتابه الشعارات على الجدران أوائل الستينات ردا على ماتعرضوا أليه من ظلم وجور من قبل البيض.... ولكن فى عالمنا المحلى لماذا انتشرت هذه الظاهرة على جدران المؤسسات العمومية وجدران أفرع الجمعيات ومحولات الكهرباء بالأحياء الشعبية وداخل دورات المياه العمومية .....الخ

ظاهرة الكتابة والرسم على الجدران إبداع أم تخريب

الكتابة على الجدران من الظواهر التي انتشرت بين بعض الشباب، وأصبحت تمثل منحدرا سلوكيا تضاربت الآراء حول تقييمه بين الصحة والخطأ بين الإبداع والتخريب في بعض المواقف. وترتبط الرسومات والكتابات على الجدران بالحالة النفسية لمن يوصفون تارة بالمبدعين، ومرات أخرى بالمجانين والمخربين، إذ يمثل الفراغ، أو بمعنى أصح البطالة، عاملا مهما وراء انتشار الكتابات والرسومات على جدران منشآت عامة، وخاصة، ومنازل.

وبحسب مختصين نفسيين واجتماعيين فإن ظاهرة الكتابة على الجدران تعتبر من ضمن أسباب نفسية انفعالية، وبهدف لفت نظر الآخرين، وربما تشويه سمعة الغير أو تخليد ذكرى للمكان المزار، أو تعصب لنادٍ معين الأمر الذي يؤدي إلى الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة. مؤكدين أن علاج هذه الظاهرة يكمن في تكاتف كافة الجهات المسئولة عن التربية والنشء وخاصة الجهات التربوية وضرورة شروعها في دراسة الظاهرة، والتعرف على حجمها وتحديد الأحياء أو المدارس والمساجد والأماكن التي تنتشر الكتابة فيها، ووضع خطة عمل لمتابعة تلك الظاهرة.

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1249
افتراضي
قديم 12-03-2014, 16:00 المشاركة 4   

كتابة في الوسط المدرسي حقيقة لاغبار عليها

الظاهرة زحفت داخل الوسط المدرسي بمختلف الأسلاك التعليمية الأستاذ يدخل الصف.. فيجد على السبورة كتابات ساخرة أو رسوماً غير لائقة على الطاولات والكراســي .. جميع ألوان الطيـف حاضرة .. وإذا ما ضاقت جدران الأقسام والفصول الدراسية بما رحبت لجأ البعض إلى دورات المياه ومراحيض المدارس العمومية فضاء فسيح ليتخذها صحفاً جدارية.!!أرقـــام .. أشعار .. ألقاب .. شتم ولعن .. رسومــات .....الخ إلى ما لانهاية كتابات تعكس أحوال التلاميذ ونمط تفكيرهم وترصد مشاكلهم بشكل غير واعي أحيانا في المدرسة مع مدرسيهم وأصدقاؤهم والمجتمع بأكمله لاشك تعتير من الظواهر غير الحضارية الملاحظة وتفصح عن صعوبة بالغة في التعبير عن خبايا الذات ومعاناتها بصورة طبيعية ، وذلك إما لعدم القدرة على التعبير اللفظي أو للخوف من السلطة المدرسية ، لأن ما يريد التلميذ والطالب التعبير عنه لا يتوافق مع السياق العام للقيم المدرسية والاجتماعية ، كما أن الكتابة على طاولات المدرسة أو جدرانها يشير إلى تدني مستوى العلاقات بأبعادها المختلفة بين الطالب وبين عناصر المجتمع المدرسي الأخرى ، وتكمن صعوبة القضاء على الحالات الفردية لهذه الظاهرة في كونها تمارس بشكل سري وبعيداً عن أعين الرقابة المدرسية في معظم الأحيان ، ولذا أصبح لزاماً على المدارس استحداث برامج وقائية عامة وبرامج علاجية خاصة للحد من سلبية هذه الظاهرة على الفرد والمجتمع ، وعلى الأخصائي الاجتماعي في المدرسة القيام بهذه البرامج وذلك لأن الفعل التربوي يجب أن يسبق الضبط الإجرائي في مثل هذه الحالات ، لاسيما ونحن في مؤسسة تربوية مهمتها الأساسية تربية الأجيال وإعدادهم الإعداد السليم شخصياً واجتماعياً.

عموما تبقى ظاهرة الرسم والكتابة على الجدران بين الرفض والقبول بين الإبداع والتخريب ...وتحتاج وقفة تأمل من المختصين لتفسير كنه الظاهرة وتفسيرها بطريقة علمية للوقوف على تفاصيلها .

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

الشريف السلاوي
:: مراقب عام ::

الصورة الرمزية الشريف السلاوي

تاريخ التسجيل: 5 - 1 - 2014
السكن: المغرب الحبيب .
المشاركات: 10,966

الشريف السلاوي غير متواجد حالياً

نشاط [ الشريف السلاوي ]
معدل تقييم المستوى: 1249
افتراضي
قديم 12-03-2014, 16:07 المشاركة 5   

الكتابة على الجدران: واجهة متعددة الخلفيات

عبد الصمد أفقير

نود الاشارة في البداية الى أن المقصود في هذا العرض المقتضب، ليس تلك الكتابة الايجابية التي يكون هذفها نبيلا، اما جماليا فنيا، أو نشر قيم معينة مثل قيم المقاومة، فالكتابة على الجدران لعبت دورا مهما في نشر ثقافة مقاومة الاستعمار سواء داخل المغرب أو خارجه، ولازالت تلعب نفس الدور في مناطق أخرى مثل الأراضي الفلسطسنية المحتلة. غير أن ظاهرة الكتابة على الجدران المقصودة بالمناقشة هنا هي تلك الكتابة التي تسستفز الجانب القيمي الأخلاقي من المجتمع، اذ أصبحت هذه الظاهرة تتعاظم خصوصا في الوسط التربوي من طرف فئة تعليمية بلغت سن المراهقة، فهناك ارتباط وثيق بين هذا النمط من الكتابة، وهذه المرحلة من العمر التي يحاول من خلالها المراهق تحقيق الاستقلال الذاتي، والتعبير عن هذه الرغبة بأشكال مختلفة، بعضها ايجابي والآخر سلبي، وتدخل هذه الظاهرة ضمن ذلك الجانب السلبي، الذي يؤثر بشكل كبير على البنية القيمية للمجتمع.تبدو هذه الظاهرة للوهلة الاولى واجهة واحدة أو صورة واحدة، لكنها في الواقع ذات خلفيات متعددة يتداخل فيها ما هو قيمي أخلاقي بما هو نفسي بما هو اجتماعي، لتشكل هذه الظاهرة كيانا معقدا يصعب تفكيكه وتحديد حيثياته، لذلك فالطريق الآمن لتناول هذا الموضوع هو رصد جوانب هذه الخلفيات ومدى حضورها في وسطنا التعليمي. فكيف تفسر هذه الظاهرة؟ وما هي الخلفيات التي تحملها؟ وما هي المقترحات الناجعة للتخفيف من تأثير الظاهرة التي تؤر على العطاء التربوي داخل المؤسسة التعليمية؟
]b] الكتابة على الجدران كظاهرة اجتماعية[/b]يتميز المجتمع المغربي بتنوع واختلاف على المستوى الاجتماعي، اذ تتشكل بنيته الاجتماعية من وحدة من الأصول المختلفة، مما يجعل هذه البنية على شكل شبكة من التعقيدات التي العلاقة بين مكونات هذه البنية علاقة معقدة. وحينما تتسع رقعة التباينات بين مكونات هذه البنية الاجتماعية فان العصبية والطائفية هي التي تشكل محور العلاقة بين مكونات هذا المجتمع، وبالتالي فالمنطق الذي يحكم هذه العلاقة، هو منطق الصراع. وان لم يتمظهر على شكل عنف مادي فانه يتجلى على شكل عنف رمزي. والكتابة على الجدران شكل من أشكال هذا العنف الرمزي الموجه بالخصوص الى المؤسسات العمومية. فأغلب هذه الكتابات تعكس الرغبة في جعل الآخر موضع سخرية، والرغبة في اثبات تفوق الذات على الآخر(vive raja. vive wac. vive real.....الخ). وأحيانا تعكس بعض هذه الكتابات أشد أنواع العلاقات الطائفية حينما تتبدى الكتابات على شكل حرب قيمية لبعض الحركات على قيم المجتمع(مثل العبارات الدالة على حركات عبدة الشياطين...الخ).وفي أحيان أخرى تتبدى هذه الكتابات على شكل خطوط غير واضحة المعاني تعكس ذلك الغموض في البنية الاجتماعية المغربية التي أصبحت تتعدر على الفهم نتيجة اكراهات جعلت رقعة التباينات أكثر اتساعا. لكن يبقى المقصد من وراء ذلك هو التعبير عن رأي يهدف الى الحاق الاذى بالآخر، وهذه الرغبة تعكس شحنة نفسية يمكن قراءتها من عدة جوانب .
الكتابة على الجدران ظاهرة سيكولوجية(نفسية)ظاهرة الكتابة على الجدران يمكة تفسيرها وفق الجانب النفسي من عدة وجهات من النظر:
-وجهة نظر تحليلية: تتميز هذه الوجهة من النظر بكونها تنظر الى السلوكات المنحرفة باعتبارها رغبات لاشعورية، أي لا يمكن للانسان أن يعبر عنها بشكل صريح فيخزنها في ما يسمى باللاشعور ليعبر عنها حيث ينفلت من الرقابة.ويمكن قراءة مسألة الكتابة على الجدران من هذه الوجهة. أغلب الخربشات على الجدران تتضمن عواطف وأحاسيس يشعر بها المراهق تجاه شخص معين اما ايجابية أو سلبية،ولا يستطيع التعبير عنها نتيجة وجود الرقابة بشكليها المباشر والغير المباشر المتمثل في غياب فضاءات الابداع التلمذي، فلا يجد المراهق من حيز للتعبير عن هذه الرغبات التي خضعت لآلية الكبت الا بتوجيه انتباهه نحو المنشآت العمومية، تعبيرا منه على أحاسيسه وفي نفس الوقت الرغبة في الانفلات أو بالأحرى الانتقام من الرقابة معتقدا أن المؤسسة التربوية تمارس عليه رقابة، خصوصا وأن المراهق ينظر الى العالم انطلاقا من ذاته( صديقي هو الذي لا ينتقدني، والعكس صحيح).بالاضافة الى ذلك فمثل هذه السلوكات راجعة الى آلية التثبيت، فالانسان يكتسب عادات سيئة من طفولته، وحينما تخضع هذه السلوكات للتثبيت تبقى حاضرة لدى المراهق بأشكال متطورة.فالطفل حينما يجد نفسه في المنزل لوحده بصفة مستمرة، أي غياب الرافقة الوالدية، فانه يقوم بسلوكات شاذة مثل اتلاف حاجيات البيت، السرقة...الخ، واذا استمر هذا الغياب للمرافقة الوالدية فان هذه السلوكات تتطور في المراهقة الى أشكال مختلفة تشكل الكتابة على الجدران جزءا منها، ولذلك نجد هذه الكتابات حاضرة بكثرة في الأماكن المغلقة(قاعات الدرس، المراحيض،....) حيث يجد المراهق نفسه وحيدا دون مرافقة، خصوصا وأن المراهق يكون أكثر ميلا للوحدة منه الى المجتمع.هذه الكتابات تتشكل من رغبة المراهق في اشباع رغبته السادية الانتقامية(الذة في تعذيب الآخر)، والرغبة في الانسلاخ من قيم المجتمع.وهنا تبرز هذه الظاهرة كظاهرة قيمية أخلاقية.
-وجهة نظر معرفية: تنظر هذه الوجهة من النظر الى السلوكات المنحرفة باعتبارها أفكار وتصورات خاطئة يحملها الانسان عن محيطه. فالأفكار التي يحملها المراهق عن المؤسسة التربوية هي أفكار تتضمن اعتبار كل القائمين لى هذه المؤسسة مصدر تهديد للاستقلال الذاتي للمراهق ومصدر رقابة ترغب في تقييد حريته، لذلك فهو يوجه عدوانيته نحو هذا المحيط لدرء هذا التهديد.
]b]الكتابة على الجدران ظاهرة أخلاقية قيمية[/b]المجتمع العربي بصفة عامة والمغربي بصفة خاصة تعتريه رغبة في الانسلاخ من هويته العربية الاسلامية نحو الهوية الغربية، خصوصا وأن المغرب يتميز بعامل القرب الجغرافي من أوروبا وبالتالي فهو أكثر عرضة لهذا التهديد. معتقدين أن القيم الغربية بأكملها- مستغلين التقدم التكنولوجي- تعني التقدم والحرية، في حين أن القيم العربية الاسلامية تعني التقهقر والتخلف ، وأن القيم الاسلامية تقيد حريتنا، وقد لعبت بعض مظاهر التشدد التكفيرية دورا مهما في تكريس هذه الفكرة. والمراهق انطلاقا من طبيعته الرافضة لكل ما هو سائد فانه الضحية الاولى لللاستعمار الثقافي فيعبر عن هذا الرأي انطلاقا من تلك الكتابات على الجدران الي تفيد رغبته في اختاير الثقافة الأخرى(مثل كتابات hip hop. bob....الخ.) ولكن هذا المراهق خائف من المواجهة وواع في نفس الوقت برفض القيم الاجتماعية لتلك المظاهر لذلك فهو يكرس سلوك الرفض بتلك الكتابات. وبذلك تتجلى لنا ظاهرة الكتابة على الجدران أزمة حضارية تتداخل فيها عدة عوامل. ويصبح التفكير في الحل أمرا مستعجلا.
المواطنة كحل حضاري..ان التفكير في حل لهذه الظاهرة يقتضي تحسيس المراهق داخل المؤسسة التعليمية بكونه مواطنا داخل هذه المؤسسة ، ولن يتم ذلك الا بفتح فضاءات لللابداع تجعل المراهق يحس بأن الآخرين يفعلون شيئا لأجله، ولن يتحقق هذا الأمر الا اذا ابدى المراهق مبادرة تعكس الرغبة في الابداع وتفجير طاقته الابداعية.فحتى بعض الكتابات المنتشرة على الجدران تتضمن لمسة فنية تقتضي توجيهها نحو الموضوع الصحيح، ويتعلم المراهق كيف يعبر عن مشاعره في شكل ابداعات (شعر، قصة، رواية،...الخ).لكن سلوك المواطنة هذا ليس مجرد حديث عن حقوق بل يتضمن واجبات ينبغي أن يعيها المراهق التلميذ باعتبارها مسؤولية وليست اجبارا( فنظافة المؤسسة لا تعني غياب الحرية أو وجود القهر..الخ)، وينبغي أن يحس بأن الرقابة قد تغيب يوما فيجد نفسه مواجها بالمسؤولية التي من المفترض أن يكون قد اكتسبها في هذه المرحلة، فهي سلوك مكتسب وليست فطرية يولد بها الانسان. فليس كل انسان يحمل بطاقة تعريف يعني أنه مواطن فالمواطنة سلوك يكتسب بالوعي بالحقوق وتحمل المسؤولية، وأخد زمام المبادرة. ولن يتجه هذا السلوك وجهته الحقيقية الا اذا ارتبط بالقيم كسلوكات حضارية تكون بنية المجتمع الاسلامي، وتقوم على الحوار بين الأعداء فما بالك بين الاخوة.
وأتمنى من أعزائي التلاميذ أن يفهموا هذه الرسالة جيدا ويساهموا في نشرها بين زملائهم، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،ويقترحوا حلولا لهذه الظاهرة فيتم تطبيقها بشكل عملي في مؤسستنا.
والله من وراء القصد

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« تربية الأباء قبل تربية الأبناء | انطواء طفلك.. بيدك أنت! »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما بين مسار وأسوار من اتصال وأسرار! abo fatima دفاتر مقالات الرأي والتقارير الصحفية التربوية 0 14-02-2014 19:41
ملف إدماج اللغة الأمازيغية في المؤسسات العمومية... naima zahiri اللغة الأمازيغية 0 08-05-2013 19:05
حول نظام الفروض المعمول به في المؤسسات العمومية ابن خلدون دفاتر أخبار ومستجدات التربية الوطنية و التكوين المهني 4 26-06-2009 08:44
الكتابة على جدران الأقسام و محيط المؤسسة . tahamansour دفتر مشاكل وقضايا إصلاح التعليم بالمغرب 1 27-05-2009 19:21
الكتابة والرسم على جدران وطاولات المؤسسات التعليمية azoudemohamed@y مكتب المدير 1 13-01-2008 12:56


الساعة الآن 03:18


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة