الإبداع في كمال الشرع وخطر الإبتداع - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية aboukhaoula
aboukhaoula
:: دفاتري بارز ::
تاريخ التسجيل: 15 - 11 - 2007
المشاركات: 86
معدل تقييم المستوى: 209
aboukhaoula على طريق الإبداع
aboukhaoula غير متواجد حالياً
نشاط [ aboukhaoula ]
قوة السمعة:209
قديم 19-03-2009, 09:46 المشاركة 1   
منقول الإبداع في كمال الشرع وخطر الإبتداع

الشيخ
محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى


بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق ، فبلغ الرسالة ، وأدى الأمانة ، ونصح الأمة ، وجاهد في الله حق ****ه حتى أتاه اليقين ، وترك أمته على محجة بيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ، بين فيها ما تحتاجه الأمة في جميع شئونها حتى قال أبو ذر رضي الله عنه : ( ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم ، طائرا يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما ) .
وقال رجل من المشركين لسلمان الفارسي رضي الله عنه علمكم نبيكم حتى الخراءة ـ آداب قضاء الحاجة ـ قال : ( نعم ، لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول ، أو نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار ، أو نستنجي باليمين ، أو نستنجي برجيع أو عظم).
وإنك لترى هذا القرآن قد بين الله تعالى فيه أصول الدين وفروع الدين ، فبين التوحيد بجميع أنواعه ، وبين حتى آداب المجالس والاستئذان ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم )
(المجادلة ، الآية : 11) ، وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلك خير لكم لعلكم تذكرون * فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم ) (النور ، الآية27، 28) .
حتى آداب اللباس قال الله تعالى ( والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة )
(النور ، 60) ، (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ، ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين ، وكان الله غفورا رحيما ) (الأحزاب ، الآية59 ) ، ( ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن) (النور ، الآية31) ، ( وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها ) (البقرة ، الآية189) ، إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي يتبين بها أن هذا الدين شامل كامل لا يحتاج إلى زيادة كما أنه لا يجوز فيه النقص ولهذا قال الله تعالى في وصف القرآن : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) (النحل ، الآية89) ، فما من شيء يحتاج الناس إليه في معادهم ومعاشهم إلا بينه الله تعالى في كتابه إما نصا أو وإيماء وإما منطوقا وإما مفهوما .
أيها الإخوة : إن بعض الناس يفسر قول الله تعالى : ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ، ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )
(الأنعام، الآية :38) ، يفسر قوله : ( ما فرطنا في الكتاب ) على أن الكتاب القرآن ، والصواب بالكتاب هنا اللوح المحفوظ ، وأما القرآن فإن الله تعالى وصفه بأبلغ من النفي وهو قوله : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) فهذا أبلغ وأبين من قوله : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) ، ولعل قائلا يقول: أين نجد في القرآن أعداد الصلوات الخمس في القرآن ؟ وعدد كل صلاة في القرآن ؟ وكيف يستقيم أننا لا نجد في القرآن بيان أعداد ركعات كل صلاة والله يقول : ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ) .
والجواب على ذلك أن الله تعالى بين لنا في كتابه أنه من الواجب علينا أن نأخذ بما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ، وبما دلنا عليه : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله )
(النساء ، الآية :80) ، ( وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (الحشر ،الآية :7) ، فما بينته السنة فإن القرآن قد دل عليه لأن السنة أحد قسمي الوحي الذي أنزله الله على رسوله وعلمه إياه كما قال الله تعالى وأنزل عليك الكتاب والحكمة ) (النساء ، الآية : 113).وعلى هذا فما جاء في السنة فقد جاء في كتاب الله عز وجل .
أيها الإخوة : إذ تقرر ذلك عندكم فهل النبي صلى الله عليه وسلم ، توفي وقد بقي شيء من الدين المقرب إلى الله تعالى لم يبينه ؟.
أبدا فالنبي عليه الصلاة والسلام بين كل الدين إما بقوله وإما بفعله وإما ابتداءً أو جوابا عن سؤال ، وأحيانا يبعث الله أعرابيا من أقصى البادية ليأتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يسأل عن شيء من أمور الدين لا يسأله عنه الصحابة الملازمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا كانوا يفرحون أن يأتي أعرابي يسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عن بعض المسائل ، ويدلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئا مما يحتاجه الناس في عبادتهم ومعاملتهم وعيشهم إلا بينه ، يدلك على ذلك قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
(المائدة ، الآية : 3) .
إذا تقرر ذلك عندك أيها المسلم فاعلم أن كل من ابتدع شريعة في دين الله ولو بقصد حسن فإن بدعته هذه مع كونها ضلالة تعتبر طعنا في دين الله عز وجل ، وتعتبر تكذيبا لله تعالى في قوله : ( اليوم أكملت لكم دينكم ) لأن هذا المبتدع الذي ابتدع شريعة في دين الله تعالى وليست في دين الله تعالى كأنه يقول بلسان الحال إن الدين لم يكمل لأنه قد بقي عليه هذه الشريعة التي ابتدعها يتقرب بها إلى الله عز وجل . ومن عجب أن يبتدع الإنسان بدعة تتعلق بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ثم يقول إنه في ذلك معظم لربه ، إنه في ذلك منزه لربه ، إنه في ذلك ممتثل لقوله تعالى : ( فلا تجعلوا لله أندادا )
(البقرة ، الآية : 22) ، إنك لتعجب من هذا أن يبتدع هذه البدعة في دين الله المتعلقة بذات الله التي ليس عليها سلف الأمة ولا أئمتها ، ثم يقول إنه هو المنزه لله ، وإنه هو المعظم لله ، وإنه هو الممتثل لقول الله تعالى : ( فلا تجعلوا لله أندادا) ، وأن من خالف ذلك فهو ممثل مشبه أو نحو ذلك من ألقاب السوء .
كما أنك لتعجب من قوم يبتدعون في دين الله ما ليس منه فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويدَّعون بذلك أنهم هم المحبون لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، وأنهم المعظمون لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن من لم يوافقهم في بدعتهم هذه فإنه مبغض لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، إلى غير ذلك من ألقاب السوء التي يلقبون بها من لم يوافقهم على بدعتهم فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومن العجب أن مثل هؤلاء يقولون نحن المعظمون لله ولرسوله، وهم إذا ابتدعوا في دين الله وفي شريعته التي جاء بها رسول الله ما ليس منها فإنهم بلا شك متقدمون بين يدي الله ورسوله ، وقد قال الله عز وجل : ( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم )
(الحجرات ، الآية : 1).
أيها الإخوة : إني سائلكم ومناشدكم بالله عز وجل وأريد منكم أن يكون الجواب من ضمائركم لا من عواطفكم ، من مقتضى دينكم لا من مقتضى تقليدكم . ما تقولون فيمن يبتدعون في دين الله ما ليس منه سواء فيما يتعلق بذات الله وصفات الله وأسماء الله أو فيما يتعلق برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يقولون نحن المعظمون لله ولرسول الله ؟ أهؤلاء أحق بأن يكونوا معظمين لله ولرسول الله ؟ أم أولئك القوم الذين لا يحيدون قيد أنملة عن شريعة الله ؟ يقولون فيما جاء من الشريعة آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا ، فيما أمرنا به أو نهينا عنه ، ويقولون فيما لم تأت به الشريعة أحجمنا وانتهينا وليس لنا أن نتقدم بين يدي الله ورسوله ، وليس لنا أن نقول في دين الله ما ليس منه. أيهما أحق أن يكون محبا لله ورسوله ومعظما لله ورسوله ؟ لا شك أن الذين قالوا آمنا وصدقنا فيما أخبرنا به وسمعنا وأطعنا فيما أمرنا به وقالوا كففنا وانتهينا عما لم نؤمر به ، وقالوا نحن أقل قدرا في نفوسنا من أن نجعل في شريعة الله ما ليس منها أو أن نبتدع في دين الله ما ليس منه ، لا شك أن هؤلاء هم الذين عرفوا قدر أنفسهم وعرفوا قدر خالقهم ، هم الذين عظموا الله ورسوله وهم الذين أظهروا صدق محبتهم لله ورسوله .
لا أولئك الذين يبتدعون في دين الله ما ليس منه في العقيدة أو القول أو العمل ، وإنك لتعجب من قوم يعرفون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )، ويعلمون أن قوله ( كل بدعة) كلية عامة شاملة مسورة بأقوى أدوات الشمول والعموم ( كل ) والذي نطق بهذه الكلية صلوات الله وسلامه عليه يعلم مدلول هذا اللفظ وهو أفصح الخلق ، وأنصح الخلق
للخلق لا يتلفظ إلا بشيء يقصد معناه . إذا فالنبي صلى الله عليه وسلم ، حينما قال ( كل بدعة ضلالة ) كان يدري ما يقول ، وكان يدري معنى ما يقول ، وقد صدر هذا القول منه عن كمال نصح للأمة .
وإذا تم في الكلام هذه الأمور الثلاثة ـ كمال النصح ، والإرادة ، وكمال البيان والفصاحة وكمال العلم والمعرفة ـ دل ذلك على أن الكلام يراد به ما يدل عليه من المعنى ، أفبعد هذه الكلية يصح أن نقسم البدعة إلى أقسام ثلاثة ، أو إلى أقسام خمسة ؟ أبدا هذا لا يصح ، وما ادعاه بعض العلماء من أن هناك بدعة حسنة . فلا تخلو من حالين :
1) أن لا تكون بدعة لكن يظنها بدعة .
2) أن تكون بدعة فهي سيئة لكن لا يعلم عن سوئها.
فكل ما ادعي أنه بدعة حسنة فالجواب عنه بهذا . وعلى هذا فلا مدخل لأهل البدع في أن يجعلوا من بدعهم بدعة حسنة ، وفي يدنا هذا السيف الصارم من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كل بدعة ضلالة ).
إن هذا السيف الصارم إنما صنع في مصانع النبوة والرسالة ، إنه لم يصنع في مصانع مضطربة ، لكنه صنع في مصانع النبوة وصاغه النبي صلى الله عليه وسلم ، هذه الصياغة البليغة فلا يمكن لمن بيده مثل هذا السيف الصارم أن يقابله أحد ببدعة يقول إنها حسنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل بدعة ضلالة ).

وكأني أحس أن في نفوسكم دبيبا يقول : ما تقول في قول أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الموفق للصواب حينما أمر أبي بن كعب وتميما الداري أن يقوما بالناس في رمضان فخرج والناس على إمامهم مجتمعون ، فقال: ( نعمت البدعة هذه والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون )؟ .
فالجواب عن ذلك من وجهين :
الوجه الأول : أنه لا يجوز لأحد من الناس أن يعارض كلام الرسول صلى الله عليه وسلم بأي كلام ، لا بكلام أبي بكر الذي هو أفضل الأمة بعد نبيها ، ولا بكلام عمر الذي هو ثاني هذه الأمة بعد نبيها ، ولا بكلام عثمان الذي هو ثالث هذه الأمة بعد نبيها ، ولا بكلام علي الذي هو رابع هذه الأمة بعد نبيها ، ولا بكلام أحد غيرهم ، لأن الله تعالى يقول : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )
(النور ، الآية :63) ، قال الإمام أحمد رحمه الله (أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ، لعله إذا رد بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما : ( يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتقولون قال أبو بكر وعمر ).
الوجه الثاني : إننا نعلم علم اليقين أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أشد الناس تعظيما لكلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وكان مشهورا بالوقوف على حدود الله تعالى حتى كان يوصف بأنه كان وقَّافاً عند كلام الله تعالى . وما قصة المرأة التي عارضته ـ إن صحت القصة ـ في تحديد المهور بمجهولة عند الكثير ، حيث عارضته بقوله تعالى : ( وآتيتم إحداهن قنطارا )
(النساء ، الآية :20) ، فانتهى عمر عما أراد من تحديد المهور . لكن هذه القصة في صحتها نظر . لكن المراد بيان أن عمر كان وقَّافاً عند حدود الله تعالى لا يتعداها ، فلا يليق بعمر رضي الله عنه وهو من هو أن يخالف كلام سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن يقول عن بدعة ( نعمت البدعة ) . وتكون هذه البدعة هي التي أرادها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقوله : ( كل بدعة ضلالة ) بل لا بد أن تنزل البدعة التي قال عنها عمر إنها ( نعمت البدعة ) على بدعة لا تكون داخلة تحت مراد النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ( كل بدعة ضلالة ) ، فعمر رضي الله عنه يشير بقوله : ( نعمت البدعة هذه ) إلى جمع الناس على إمام واحد بعد أن كانوا متفرقين ، وكان أصل قيام رمضان من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في الناس ثلاث ليال وتأخر عنهم في الليلة الرابعة ، وقال : ( إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها ) رواه الشيخان ، فقيام الليل في رمضان جماعة من سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وسماها عمر رضي الله عنه بدعة باعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ترك القيام صار الناس متفرقين يقوم الرجل لنفسه ، ويقوم الرجل ومعه الرجل ، والرجل ومعه الرجلان ، والرهط والنفر في المسجد ، فرأى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه برأيه السديد الصائب أن يجمع الناس على إمام واحد ، فكان هذا الفعل بالنسبة لتفرق الناس من قبل بدعة ، فهي بدعة اعتبارية إضافية ، وليست بدعة مطلقة إنشائية أنشأها عمر رضي الله عنه لأن هذه السنة كانت موجودة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهي سنة لكنها تركت منذ عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حتى أعادها عمر رضي الله عنه ، وبهذا التقعيد لا يمكن أبدا أن يجد أهل البدع من قول عمر هذا منفذا لما استحسنوه من بدعهم .
وقد يقول قائل : هناك أشياء مبتدعة قبلها المسلمون وعملوا بها وهي لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، كالمدارس وتصنيف الكتب وما أشبه ذلك ، وهذه البدعة استحسنها المسلمون ، وعملوا بها ، ورأوا أنها من خيار العمل فكيف تجمع بين هذا الذي يكاد أن يكون مجمعا عليه بين المسلمين ونبي المسلمين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ( كل بدعة ضلالة ) .
فالجواب : أن نقول هذا في الواقع ليس ببدعة ، بل هذا وسيلة إلى مشروع ، والوسائل تختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة ، ومن القواعد المقررة أن الوسائل لها أحكام المقاصد ، فوسائل المشروع مشروعة ، ووسائل غير المشروع غير مشروعة ؛ بل وسائل المحرم حرام . والخير إذا كان وسيلة للشر كان شرا ممنوعا ، واستمع إلى الله عز وجل يقول : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم )
(الأنعام ، الآية :108) . وسب آلهة المشركين ليس عدوا بل حق وفي محله ، لكن سب رب العالمين عدو وفي غير محله وعدوان وظلم ، ولهذا لما كان سب آلهة المشركين المحمود سببا مفضيا إلى سب الله كان محرما ممنوعا ، سُقْتُ هذا دليلا على أن الوسائل لها أحكام المقاصد ، فالمدارس وتصنيف العلم وتأليف الكتب وإن كان بدعة لم يوجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، على هذا الوجه إلا أنه ليس مقصدا بل هو وسيلة والوسائل لها أحكام المقاصد . ولهذا لو بنى شخص مدرسة لتعليم محرم كان البناء حراما ، ولو بنى مدرسة لتعليم علم شرعي كان البناء مشروعا .
فإن قال قائل : كيف تجيب عن قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ) ، وسن بمعنى ( شرع ) .
فالجواب : أن من قال ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) هو القائل : ( كل بدعة ضلالة ) ، ولا يمكن أن يصدر عن الصادق المصدوق قول يكذب له قولا آخر ، ولا يمكن أن يتناقض كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا ، ولا يمكن أن يرد على معنى واحد مع التناقض أبدا ، ومن ظن أن كلام الله تعالى أو كلام رسوله صلى الله عليه وسلم متناقض فلْيُعِدِ النظر ، فإن هذا الظن صادر إما عن قصور منه ، وإما عن تقصير . ولا يمكن أن يوجد في كلام الله تعالى أو كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم تناقض أبدا.
وإذا كان كذلك فبيان عدم مناقضة حديث : ( كل بدعة ضلالة) لحديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) ، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من سن في الإسلام ) ، والبدع ليست من الإسلام ، ويقول : ( حسنة ) ، والبدعة ليست بحسنة ، وفرق بين السَّنِّ والتبديع .











إن كان تابع أحمد متوهبا ****** فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي ***** رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ****** قبر له سبب من الأسباب
كلا ولاحجر ولا شجر ولا ****** عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة ****** أو حلقة، أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية****** الله ينفعني ويدفع ما بي
والأبتداع وكل أمر محدث ****** في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا ****** أرضاه دينا وهو غير صواب
آخر مواضيعي

0 تسوية الصفوف من تمام الصلاة _ الشيخ سلطان العيد
0 مشاهداتي في المساجد_إغفال تحية المسجد
0 مشاهداتي في المساجد _عدم اتخاد السترة
0 وجوب أداء الأمانة عند اختبار الطلاب _ ابن عثيمين
0 حكم قراءة القرآن على الأموات
0 وجوب وقاية النفس والأهل من النار
0 طاعة الزوج
0 هل إبليس من الجن أو من الملائكة
0 حكم الصلاة في مسجد فيه قبر
0 اختلاط النساء بالرجال في أماكن العمل والدراسة!!


ملاك أم يحيى
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية ملاك أم يحيى

تاريخ التسجيل: 5 - 12 - 2007
السكن: دنيا الله
المشاركات: 1,055

ملاك أم يحيى غير متواجد حالياً

نشاط [ ملاك أم يحيى ]
معدل تقييم المستوى: 307
افتراضي
قديم 19-03-2009, 11:13 المشاركة 2   

جزاكم الله خيرا

دمتم في خدمة المنتدى

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

malek1
:: دفاتري بارز ::

الصورة الرمزية malek1

تاريخ التسجيل: 4 - 9 - 2008
المشاركات: 119

malek1 غير متواجد حالياً

نشاط [ malek1 ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 22-03-2009, 18:16 المشاركة 3   

السلام عليكم
أتدري أخي الكريم ما المقصود من كلام الشيخ العثيمين?
1 أن العقيدة التي درسناها في المدارس المغربية عن الله وصفاته عقيدة ضالة
2 العقيدة التي تدرس في جامعات المغرب والجزائر وتونس ومصر وماليزيا ووووووووجامعات العالم الإسلامي خارج المملكة السعودية عقيدة منحرفة ضالة لم يكن عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم
وأننا من الفرق الضالة التي ستدخل النار لأننا لسنا الفرقة الناجية

أسوق لك كلام مباشر لكي يظهر الخفي في فتوى الشيخ العثيمين جليا
فضيلة الدكتور الشيخ العلامة:
محمد أمان بن علي الجامي -رحمه الله تعالى-

1349 هـ ـ 1416هـ
عميد كلية الحديث الشريف ورئيس شعبة العقيدة بالدراسات العليا
بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سابقا يقول
http://www.almorni.info/upload/downl...29acha3ira.mp3

الأشاعرة فرقة من أهل الكلام، الأشاعرة نسبة إلى أبي الحسن الأشعري - أبو الحسن الأشعري - يَنتسِب إلى أبي موسى الأشعري الصحابي، أبو الحسن الأشعري نشأ نشأته الأولى على طريقة تُسمى طريقة المُعتزلة، لأن شيخه كان زوج أُمِه، أخذ أُمه وهو طفل صغير تَرَبَّى عند أبي علي الجُبَّائي زوج أُمِه فتتلمذ عليه وأبو علي الجُبائي من كبار المُعتزلة، والكلام يَجُرُّ بعضُه بعضاً، مِن سائل أن يقول ماهي المُعتزلة نفسُها ؟
المُعتزلة فرقة من أهل الكلام يَنفُون صفات الله تعالى لا يُثبتون لله أيَ صفة، في زعمه تنزيه الله تعالى معناه نَفيُ الصفات، لا قُدرة له ولا إرادة و لا سمع ولا بصر ولا كلام إلى آخره،........

.
.
.
.


الأشعريةُ إذن عقيدةٌ كان عليها أبو الحسن الأشعري قبل رجوعه إلى منهج السلف ثُم رجع عنها، وهي المدروسة الأن في كثير من الجامعات التي تُسمى الجامعات الإسلامية خارج هذا البلد كالأزهر وفروع الأزهر كل ما يُدرس في كلية الدعوة وأصول الدين في الأزهر الشريف وأتباع الأزهر الشريف كُلها عقيدة كُلابيةٌ أشعريةٌ تاب عنها أبو الحسن الأشعري
إنتهى
http://www.sahab.net/home/ar_print.php?threads_id=180
إذن نحن فرقة ضالة معتزلة كلابية حسب ظنهم

ولمن يريد الدليل على تضليلنا (الأشعريين) من طرف الشيخ
العثيمن فلينصت لشرح العقيدة الواسطية التي أتوفر عليها






3 هل تعلم من يخاطب الشيخ عندما يتكلم عن تقسيم البدعة ? إياك أن تظن المعاصرين كالقرضاوي وغيره بل علماء الأمة وحفاظ الأحاديث رحمهم الله كالإمام الشافعي والنووي وووووووسلطان العلماء العز بن عبد السلام الذي كما قال في حقه أحد العلماء لاينعقد إجماع إلا به أي في زمانه
إذن أخي الكريم إياك أن تظن أن الشيخ يتكلم فقط عن زوار الأضرحة الذين يستغيثون بالموتى فهو يقصد علمائنا من المذاهب الأربعة وعقيدتنا
الأشعرية عقيدة المغاربة وجل العالم الإسلامي الإمام الأشعري الذي أثنى عليه كبار العلماء كالنووي
سأقول لك وبصراحة حقيقة يجهلها الكثير عقيدتنا تخالف عقيدة شيوخ السعودية في الإستواء على العرش فهم يجسمون الله ويجعلون له يدا ورجلا ونواجذ ووجها وهذا حال الفرقة التي ضلت في عقيدتها التي تسمى المجسمة
شيوخ السعودية لا يقبلون تأويل النصوص بل يأخذون الحكم من المعنى السطحي اللغوي للقرآن والحديث مع أن الصحابة أخذوا بالتأويل في مسألة الإستواء ونزول ربنا ووووووإذن فنحن الذين نأخذ عن سلف هذه الأمة لاهم فهم أخذوا فقط لفظ السلف دون الأخذ بمعناه
وهم أقرب من فرقة ضالة سميت الظاهرية التي تأخذ بظاهر النص
أنصحك أخي نصيحة غالية أدرس الشرع من أصله وجذوره ومنبعه القرآن السنة وفعل الصحابة لكن ليس بطريقة شيوخ السعودية الذين يأخذون بظاهر النص بل أدرس العلم اشرعي
على ضوء فهم السلف الصالح للنصوص كالإمام مالك والشافعي وووووفهم الذين نقلو لنا علم التوحيد أما شيوخ السودية فيعتمدون على كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (1703 - 1791)
رجل دين نجدي

الاسم : محمد بن عبد الوهاب
مكان الميلاد : العيينة بنجد ( في السعودية حاليا )
تاريخ الميلاد : 1115 هـ
تاريخ الوفاة : 1206 هـ
تأثر بـ : ابن تيمية
أثر بـ : ابن عثيمين
ابن باز
عبد العزيز آل الشيخ
الألباني


السلام عليكم

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

قل للذي يدعى علمـــــا ومعــرفة
علمت شيئـا وغـابت عنك أشـيـاء
فالعلم ذو كثــرة في الصحف منتشر
وأنت يا خل لم تستكمـــل الصحفـــا
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الشرع, الإبتداع, الإبداع, وخطر, كمال

« تأملات في قصة أصحاب الكهف | طريقة لتعبئة رصيدك ..... اسرع للدخول ولا تفوت هذه الفرصة.... »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وثائقي : عن طقوس الصرع Exorcisme دفاتر نيت عروض وأفلام تربوية 4 24-12-2015 08:39
حقائق جديدة تثبت صدق كلام الله وكذب كلام الملحد brid دفاتر المواضيع الإسلامية 2 17-02-2014 05:40
الصرع والتشنج الحمى فريدي دفاتر الصحة والتغذية 12 01-07-2009 01:05
غابة المزار بين حرب الاستنزاف وخطر زحف الرمال أشرف كانسي دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 0 25-01-2009 22:40
كيف نتعامل مع مرضى الصرع..........؟ nasrostar دفاتر الصحة والتغذية 8 05-01-2009 21:01


الساعة الآن 19:15


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة