النورس الجريح - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

الصورة الرمزية أم أيمن
أم أيمن
:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 23 - 6 - 2007
المشاركات: 1,052
معدل تقييم المستوى: 314
أم أيمن في تميز متزايدأم أيمن في تميز متزايدأم أيمن في تميز متزايدأم أيمن في تميز متزايد
أم أيمن غير متواجد حالياً
نشاط [ أم أيمن ]
قوة السمعة:314
قديم 18-05-2009, 20:05 المشاركة 1   
قلوب النورس الجريح

قصة ، من : إدريس اليزامي

النورس الجريح

وعلى مقربة منه؛ في مطعم الحي الجامعي، كانت تتناول وجبة عشائها وحيدة، منعزلة عن فتيان وفتيات الحرم. عيناها منغرستان في الصحن ذي الأطباق المقعرة المتشاكلة الأحجام والأطعمة. لا تهتم بمن حولها، بسمرة سحنتها الميالة للحمرة كتربة بلدتها ولون شعرها يذكر بعسل نحلها وهو يتراقص على أثمار وأزهار تلك الحقول الممتدة على الواد كما أهداب تحف ببركتي عينيها، بصفاء مائها... قلت لم تكن مغرية ولا جذابة للآخر. ذاك الذي يلهث وراء مواطن الجمال الحسية.

كانت بسيطة في كل شيء. حتى كلامها تغلفه نبرات بدوية رعناء.إماءة طرفها وديعة تحمل ألف دلالة.

لقد جاءت من الهناك المهمش السابح في بركة الضياع والإهمال. جاءت لتدرس كغيرها لتنتشل أسرتها من بين أنياب العوز الزرقاء. لذلك أدمنت على محاضراتها تعب من معينها. فتحولت فراشة تتنقل بين رياض مكتبة الكلية. وذان الدأب والكد أهلانها لنيل مراتب مشرفة...

إلا أنها لم تهتم بما حولها؛ أو من يتعقبها حتى.

فكانت عينان ترمقانها ولا تنبس ببنت شفة. ظلتا تتعقبان حركاتها وسكناتها. وكأنها كلفتا بحراستها وجندتا لذلك، إدراكا منها لانطوائها على نفسها وتغربها. واستمرت الدورية في ملازمتها. وكم مرة ساءل نفسه:

- يا نفس ما الذي تبغينه من الهَذه؟ يا نفس ما الذي حفزك على هذا الترامي؟ هل ذَاك الجمال المتواضع؟ أم الطباع البدوية الساذجة؟..

نعم ليس ذا أو ذاك. إنه القلب البشري. هذه المضغة الحبيسة بين أضلاع القفص الصدري مثل طائر تماما. حقا ثمة قوة داخلية تدفع به نحوها. هي الأنفس تتعانق وتتحد فما انسجم منها ائتلف؛ وما تنافر منها اختلف.

لم يقْوَ (س) على مقاومة الصبابة والجوى حتى لكأن قلبه أصبح ضاويا لا تنضب دماؤه إلا بقدر ما يكفل له الحياة. أحبها حتى النخاع وما درت به... فظل يكرر زيارتها للحرم الجامعي. فقد كان مستقرا مع والدته بالمدينة. فأحبته هذه الأرملة. هو ماضيها ومستقبلها بل ثمرة زواجها بأبيه. وما كانت تعصي له أمرا أو ترد له طلبا.

وهذه الرعاية الفائقة لم تضع هدرا بل أثمرت أشجارها حسا ورقة في قلب الفتى الغض؛ فولّدت فيه من الحب وديانا لا تجف ينابيعها فأدمن على الرسم ونبغ فيه وأبدع. ومارس ألم الكتابة فأبدع فيها أيضا. لقد ولد ليكون فنانا. هو قدره ليس إلا. هذه المشاعر المتدفقة لا مناص من أن تدفعه بكل ما أوتيت من قوة إلى خوض غمار هذه التجربة العاطفية مع (ج) البدوية. هذه التي عاشت زهرة متضوعة الأردان بين غابات وحقول بلدتها الأطلسية. فأكسبتها مياه جداولها المنسابة حياء وتواضعا، فكرما وصفاء؛ وأهدتها شلالاتها الهادرات قوة وصلابة، وأججت فيها الخضرة اليانعة مشاعر الحب وانبجست منها وديانا وعيونا. إلا أن قلبها الهش ما تفتح على حب أحد سوى أسرتها.

فتانا تصيد الفطرة. عشق الوداعة والبساطة. ولم لا وهو فنان يرى بمنظار الفن الحساس. فهو قبل أن يقبل عليها فقد رسم لها صورة ورصع هامتها بإكليل وربعها على عرش قلبه.

2

في المدرج، وبينما كان الأستاذ مسهبا في محاضرته، انهمك الفنان في رسم صورة ليلاه. فركب صهوة الخيال وطار بها محلقا في الأجواء. حطا في قصور هلامية. تبادلا تباريح الجوى، وتساقيا من حياض الهوى كؤوسا. فكانت سهام نظراته لا تبرحان جسدها. وحين استدارت فجأة رشقتها بعضها فأردتها. وما كانت لتفلتها من شراك الصياد. التفتت للمرة الثانية والثالثة و... أرادت لتتأكد. لقد انبهرت أمام هذا المشهد وأدركت أن ثمة شخصا ما يهتم بها. هذه النظرات المصوبة الدقيقة، أثارت اهتمام الآخرين، بل المحاضر نفسه. فكاد يومئ إلى س بالخروج لولا... وحين الانصراف... اخترق الموجات الطلابية المتدفقة من المدرج ليوقفها ملتمسا منها كراسات المادة، لأنه لم يدون شيئا يذكر من المحاضرة. قال هذه الكلمات بلهفة منكسرة ولسان معقود. وكان منها أن دست الكتاب بين دفتي كتاب يتأبطه س. فانسلت مودعة في حشمة وتأدب.

وفي غرفته كان يقف عند كل شادة وفاذة في رسم كلماتها... عله يكتشف أسرارا ثاوية وراء هذه الرموز. فبحاسته المرهفة أدرك ما لا تدركه حواس الآخر. وحين إفراغه من النقل، كان قد أفرغ من وضع اللمسات الأخيرة لصورتها أيضا داخل إطار تحيط به مناظر طبيعية. وخلال اللقاء سلمها الصورة اللوحة وبداخلها صورة عنه وله. هي رسالة الفنان بشفرتها. وقد ارتأى من خلالها سبر دهاليز ذكائها ومدى تجاوبها معه. وحصل على ما كان ينتظره. لقد أدركت تلك المعاني التي كان يرمي تحقيقها. وذلك اتضح له جليا خلال حوار قصير له معها.

- لو سمحت آنستي؛ هذه هدية متواضعة مني إليك، فهلا تقبلينها.

(أجابت بتواضعها المعتاد حين تأملتها)

- أنت إنسان رائع، لقد أهديتني أسمى ما تحبه نفسي. طيفي تحتضنه الرؤوم. وإلى جانبه هذا الفتى الفنان، هذا النورس يبحث عن الدفء في عرض السواحل. وها اقد عثر عليه... فالبحر جواد، سعيد باحتضانه... فهلا يطمئن قلبه؟

فرد عليها بابتسامة معسولة جوابا منه على رسالتها الواضحة الوديعة. فمد يدا تصافحها بحرارة وأخرى بالكراسات، وكله حبور، فافترقا...

3

انصرمت الأيام كعادتها غير مودعة، وعلاقتهما تزداد قوة وتماسكا. فلم يجدا غير الزواج حلا لعيشهما تحت سقف واحد. وهكذا وحد الرباط المقدس مشاربهما. وندرا على نفسيهما التضحية من أجل بعضهما. وكان الوفاء، وكانت التضحية، فساد الوئام.

لقد ظلا مثلا يهتدى في صفوف الطلبة عن الصدق والطهارة في الارتباط. وبعد أشهر، ازدان فراشهما بضيف جديد. فهلت الأنوار، فامتلأت جنبات البيت تغاريد وأذكارا. فازدادت عرى الرباط تماسكا وتراصا. فقدوم هذا الطائر الميمون... أحدث تغييرا ليس بالهين. فالمكان دونه قفر قواء، لا دفء فيه.. فمعه أمرعت السعادة وفرخت أعشاشها.

وكللت نهاية دورسيهما بتتويج باهر. لقد أصبحا مدرسين وتعينا بنفس المدينة. فاكتملت الفرحة فرحتين ..واستمرا يبحران على ظهر الأيام. إلا أن النعمة لم تسترسل، فقد طوقتها النقمة من كل مكان وبالغت في العصف بالشجرة لتتأكد من صلابة عشهما. ومن غريب الصدف أن تدخل العنصر الثالث في شؤونهما الخاصة والعامة وسع من دائرة الخلاف بينهما. وكان جوهر الخلاف ماديا. إذ أن عائلة ج تريد أن تستأثر بحوالة ابنتها، فهي اعت رأسمالها الوحيد حين تعليمها؛ فكيف يعقل أن تتفرغ لزوجها دون أن ترد جميلها؟ ولم تكن أسرة س محايدة، بل دخلت اللعبة فأوغرت صدر ابنها حقدا على زوجته وعائلتها. إلا أن الفنان برقته المعهودة كان يطفئ الخلاف حين اشتداد أواره. لكن ج بالغت في إذلاله، فصارت تهدده بالطلاق كلما دعت الضرورة لذلك. فاتخذت من أبغض الحلال ورقة ضغط في كل ما يعن لهما في حياتهما.... مرت عشر سنوات بمرها وحلوها وكلمة الطلاق لا تبارح مسمعه. فحز ذلك في قلبه كثيرا. وتساءل في قرارة نفسه:

- لا يمكن أن يصدر هذا القرار من الليلى أليست هي القائلة...؟

ثم ذهب إلى مكتبه وفتح مظروفا ثم صار يقرأ جهرا إحدى رسائلها إليه حين سفرها في عطلة جامعية:

- "فناني الأثير ونورسي الوديع، لقد تعبت منك السواحل والأوكار وأنت في البحث عن دفء، عن موطن كما يحلو لك أن تعبر عنه. فهاك الضفة اليمنى من قلبي فاتخذها وكرا لك. فحط رحالك واسترح. يا نورسا أتعبه الرحيل..."

حقا لقد شق ذلك على الولهان. وطفق يغوص في أغوار الذكريات يقتنص أحلاها. فعثر على تلك التي تعد عهدا مبرما بينهما. فالتهمت عيناه ما خطاه على الورقة:

- "أبا خالد... ليكن حبنا خالدا، ولنجعل من خالد ابننا شاهدا عليه مهما كان الخلاف وساد البعاد... ليلاك ج."

ولا يملك إلا أن يرد عليها بكليمات مكلومة:

- "أيها الحب الأول والأخير، أقسمت بل اقسم أن أجعل منك الأم والأخت والصاحبة والزيجة والطيف. يا معين خيالاتي. ويا رونق فضائي وأيامي... فكوني أم خالد حارسا للهوى الطفل وناغيه بمعسول النشيد حتى يشدو ... فإليك جنوني وابتساماتي وحناني. قيسك س."

وإذاك رمى بالمظروف فرفرفت ورقاته في فضاء الغرفة وتبعثرت في كل زواياه. فشكلت لوحة يعجز عن رسمها هو ذاته...

تأملها بنظر ثاقب وكرر قراءتها وتعجب:

- كيف لهذه اللوحة أن تعبر عن ولمي النفسي المبعثر، وعن تنافر ميولاتنا الآنية؟

وفي تلك اللحظة المشحونة بالأسى. اقتحمت عليه الغرفة وهي تصرخ:

- أنت قرف... لا شخصية لك... أين الشجاعة، أين الرجولة منك؟

يحاول س أن يهدئ روعها لاحتواء التنابذ. لكنها ظلت تستفزه لتسحب منه وثيقة الطلاق أو على الأقل أن تقوِّله إياها... لكنه كان دمثا بارد الأعصاب.

لم يستجب لتلك الإثارات والتحرشات.

ومقابل ذلك انبرى في زاوية يرسم أنسجة العوالم التي عاشها يوم كان الوفاق سيد العلاقة دون إعطاء أي اعتبار للجانب المادي.

لكنه أدرك كنه الخلاف: بالأمس كانا طالبين لا يبرحان سياج الجامعة. بطقوسها وحمولتها الفكرية... فكانا هائمين بلا ظلال أو حدود حتى. فصاع الأرز وكأس الشاي غذاء كاف بالنسبة لهما. كانا عاشقين مدمنين على كؤوس الهوى العذري. وحين استفراغهما لدنانه وانسلاخهما من شرنقته بولوجهما عوالم الواقع/الاجتماعي المر... حدث ذلك الشرخ. فلو تداركاه قبل أن يستفحل داؤه وتتسع هوته بوضع حد له لكان ذلك أحسن. لكن الفنان تعامل بإحساسه المرهف مثل زوجته تماما مما عمق الجرح. ولا بد للأفكار المثالية أن تتحطم مراياها على صخرة الواقع العاتية ويكون بالتالي "سيزيفها" الأثير.

4

وذات مساء. وبينما كان الفنان في سمر وصحبته... حزمت الليلى حقائبها وتركت وراءها المسافات صرعى، وجنبات البيت فرغى؛ وعين الطفل عبرى...

وبعيد سويعات عاد "س" إلى البيت ونادى خالدا. وإذا به يراه مكسوف الحال، مهيض القلب. وجهه الصغير تغسله الدموع.

صعق الفنان وتسمر في مكانه... تلعثم لسانه وارتعدت فرائصه. لقد كان عقاب الأم قاسيا في حق هذه البراءة. هذا ما تبادر إلى ذهنه. فهرول نحو الغرفة ليصب عليها جام غضبه. فناب الفراغ والصمت القاتل عن حضورها. ثم انتقل إلى المطبخ صارخا فرد عليه الصدى.

فولى وجهة خالد يسأله:

- أين أمك يا ولد؟

لم يجب، بل انهمرت دموعه كمزنة ممطرة فعَلاَ نشيجه. وآنئذ أم ناحية مقصورتها ليكتشف أنها صدت بعد أن لمّت حاجاتها والبعض من لوازمه الخاصة أيضا، كشيكات بنكية و... مؤثرة إياها على فلذة كبدها وثمرة حبها وزواجها.

ووقتئذ هزمه الارتباك فوقف كالمشلول... مشتتا بين ضبط النفس والتفكير في الحل الصائب، وبين الإقبال على خالد لتخفيف مصابه وإعطائه حقنة من حنان ليطمئن. فانتصر على انهزامه ثم احتضن خليفته وهو يقول:

- ولداه! لا تبتئس، فأمك اختارت طريقها ورمت بك على قارعته، ليرافقك الإهمال ويحتويك الضياع. ولكن يا بني؛ اعلم أن أباك لن يسلمك لمصير كهذا.

وعلى بعد تسع ساعات، حيث موعد وصول القطار إلى مدينتها. اتصل س بأهلها هاتفيا. فما كان من صهرته إلا أن تجيب بغنج ودلال وهي تلوك عبارات في شدقيها:

- اسمع؛ لا تحاول أن تتصل بعد الآن، لا كلام لنا معك. ابنك في بيتك وابنتنا بين ظهرانينا، فالجامع بيننا عقد من ورق، فمن الأجدى بعثها بنقيضه.

ورد عليها أبو خالد:

- بيننا الدم والود والميثاق الغليظ.

فقاطعته زوجته:

- لست زوجتك كما تعتقد. أما خالد فهو لك وحدك دوني. فابعث لي سراحي إن كنت رجلا.

ووضعت السماعة. ثارت ثائرته، فأرغى وأزبد واتجه نحو خالد يشكوه أمه:

- هل سمعت. لقد تنكرت لكل شيء يمتها إلينا برباط. هي الجاحدة أمك. ولكن لا بأس، ستصحو وتبدي لها الأيام أن الحب شبيه بجميرات تحت الرماد، لابد أن تتأجج نيرانها وتكتوي بلظاها.

5

مضى شهران على الصدود والهجران. ولم يبق لنهاية العطلة المدرسية غير أيام معدودات. فكان الاتصال متبادلا بين الاثنين معا رغم تعنت ج. فنزلت أخيرا تحت رغبة العودة إلى الطفل والبيت. إلا أن هذه العودة لم تكن مرتضاة وميمونة... كانت مصحوبة بالخطيئة. لقد ضحت الليلى بكل شيء ... هذا ما فكر به الفنان. حتى طريقة تصفيف الشعر لديها تبدلت. أما الحديث فما عادت الحلاوة تنغمه...

فرمق خالدا بنظرة ولسان حاله يقول:

- أمك باعتك يا ولدي في باحات وصالونات العاصمة. أين منها الشهامة البدوية، أين منها الطباع وكرم المحتد والأخلاق؟ ضاع كل شيء يا خالد... أمك دنست شرف العائلة برمتها... بـ..ـر..ـمـ..ـتـ..ـهـ..ـهـ..ـهـ..ـهـ..ـهـ..ـهـ..ـا ... واه!!

وبعد انصرام أيام. عرضها على الطبيب المختص. فكانت تخميناته صادقة صدق شمس زوال ذاك اليوم الحزين.

ورغم الخطيئة المقترفة... كان يعاشرها كأخت له، احتراما منه للهعد المبرم بينهما. وإخلاصا منه لذلك الحب أيضا. حاول جهد المستطاع ألا يجرح عواطفها. ومقابل ذلك قدم لها العهد المكتوب وتركها لضميرها. إما أن يحاسبها وإما أن يزكي فعلتها ويشمت فيه... ثم خرج من البيت.

عاد أدراجه إلى الخمرة يعاقرها... ترك الصلاة وتلاوة القرآن والأذكار... ليقطع صلته بالمسجد بعد حين... فما عاد أبو خالد كما اعتاده أهالي الحي. فقد ابتلعته الحانات والمقاهي وشربته الهواجس. لا يلتزم بأوقات الدخول والخروج التي يخضع لها قانون البيت ..لا يكلم جارته ج إلا لماما وبطلب رسمي ملح منها.

تأججت فيها نيران الشعور بالذنب. حاولت إغراءه بالمال الذي تراكم لديها وأقسمت أن تصير له أمة. لأن الحب في مسيس إلى تخطيط حفاظا على المحبوب ولو على حساب الشغل والمال نفسه. فتحسيس الرجل بأنه رجل فعلا، حماية وإنفاقا و... ثم قالت:

- ولكن شريطة أن يتراجع عن تجافيه لي.

وزحفت نحوه تريد مداهنته. لكنه صاح في وجهها.

- اسمعي يا جارة، لقد دنست محراب رباطنا. فأنى لتائب أن يعود بعد أن ارتد. ثم أشاح بوجهه عنها.

6

زهاء أسبوع مر. ولا زالت العلاقة جد مكهربة بينهما. فبالغت ج في المطالبة بالطلاق. غير أن س استصغر طلبها. وازدادت تقزما أمام مقلتيه حتى ابتلعتها البطحاء... وأضحى الكدر لا يفارقها. وإشفاقا منه بحالها واحتراما للعهد، ارتأى النزول عند رغبتها وهو يردد والحشرجة تغلف كلماته:

- ها أنت كما تريدين. ولي ولك الله يا خالد من قبل ومن بعد.

فصرخت صرخة مدوية أرعبت الجيران. وحينما هبوا، وجدوها ملقية على الأرض وهي تقول:

خدعتك، خدعتك يا نورسي الجريح يا ذا الرقة والبهاء...

ولا زال فنانا يبحث عن عنيزة أخرى علها تقضم ما تبقى من وريقات ليمونته بعد أن مر عليها قطيع في وقت وجيز.









[IMG]http://upload.7bna.com/uploads/***1fad1ba.gif[/IMG]
آخر مواضيعي

0 مياه المسابح .. أضرار بالغة على رئة الأطفال
0 قدر..وردة..و...
0 أخطار المضادات الحيوية على أطفالنا
0 كيف تعاملين ابنتك المراهقة ؟؟؟
0 العطلة الصيفية:راحة أم مسؤولية؟؟؟
0 أمراض نسائية عند الفتيات الصغيرات !
0 ديدان الأمعاء عند الأطفال
0 انتبه !!!هذه الاخطاء قد تدمر أبناءك!!
0 أمراض الاطفال في الصيف
0 تبليغ عن مشاركة بواسطة أم أيمن


driss972
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية driss972

تاريخ التسجيل: 12 - 10 - 2007
السكن: khénifra
المشاركات: 1,202

driss972 غير متواجد حالياً

نشاط [ driss972 ]
معدل تقييم المستوى: 326
افتراضي
قديم 23-05-2009, 15:09 المشاركة 2   

قصة ممتازة تحمل في طياتها الكثير من المعاني و الدلالات ...
شكرا لك أختي الكريمة على المجهود ..

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

أم أيمن
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أم أيمن

تاريخ التسجيل: 23 - 6 - 2007
المشاركات: 1,052

أم أيمن غير متواجد حالياً

نشاط [ أم أيمن ]
معدل تقييم المستوى: 314
افتراضي
قديم 23-05-2009, 15:13 المشاركة 3   

قصة ممتازة تحمل في طياتها الكثير من المعاني و الدلالات ...


شكرا لك أختي الكريمة على المجهود ..
جزاك الله خيرا أخي ادريس على المرور العبق

[IMG]http://upload.7bna.com/uploads/***1fad1ba.gif[/IMG]

الرواية
:: دفاتري متميز ::

الصورة الرمزية الرواية

تاريخ التسجيل: 9 - 3 - 2009
المشاركات: 246

الرواية غير متواجد حالياً

نشاط [ الرواية ]
معدل تقييم المستوى: 209
افتراضي
قديم 19-06-2009, 16:37 المشاركة 4   

قصة جميلة و رائعة

مشكورة

ط§ط¶ط؛ط· ط¹ظ„ظ‰ ط§ظ„طµظˆط±ط© ظ„ط±ط¤ظٹطھظ‡ط§ ط¨ط§ظ„ط­ط¬ظ… ط§ظ„ط·ط¨ظٹط¹ظٹ

أم أيمن
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية أم أيمن

تاريخ التسجيل: 23 - 6 - 2007
المشاركات: 1,052

أم أيمن غير متواجد حالياً

نشاط [ أم أيمن ]
معدل تقييم المستوى: 314
افتراضي
قديم 25-06-2009, 19:57 المشاركة 5   


الشكر لمرورك الكريم بنيتي

[IMG]http://upload.7bna.com/uploads/***1fad1ba.gif[/IMG]
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدريج, النورس

« وهج الأمل............ | كلما زاد كرهكِ لي.. زاد حبي لكِ »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النورس ميمون بوجنان الشعر والزجل 18 16-06-2009 10:51
النورس الحزين mahdar الشعر والزجل 11 02-03-2009 08:12
النورس الحزين.............. mahdar الشعر والزجل 13 25-11-2008 08:01


الساعة الآن 04:43


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة