مستعدون للمواجهة السياسية (حوا مع الجريدة الأولى 21-03-2009)
الدكتور سعد الدين العثماني في زيارة لدولة السنغال (27-02-2009)
مستقبل فكر "الوسطية" في منظومة الأفكار العالمية (21-02-2009)
د.العثماني لجريدة الصباحية : حزب الاستقلال يجب أن يجيب عن نقض تحالف مكناس (21-02-2009)
تمييز الديني والسياسي عند الأستاذ محمد عبده (19-02-2009)
تعزية د سعد الدين العثماني في وفاة الشيخ الفاضل والفقيه العالم حي الله أحمد حبيب الله (16-02-2009)
الشأن الديني : دعامات الإصلاح وشروط الإنجاح (07-02-2009)
الدكتور العثماني رئيسا للجنة الصداقة المغربية الاسبانية في الصحافة الاسبانية
الإسلاميون بين الدين والسياسة.. من التمييز إلى التقسيم (03-02-2009)
مستعدون للمواجهة السياسية (حوا مع الجريدة الأولى 21-03-2009)مستعدون للمواجهة السياسية (حوا مع الجريدة الأولى 21-03-2009)
تقديم الجريدة :
"عن التطورات والأحداث الأخيرة التي عرفها الحزب تنظيميا وسياسيا، واستعدادات حزب العدالة والتنمية للانتخابات الجماعية المقبلة، وموقف الحزب الإسلامي من حزب الأصالة والمعاصرة ثم مستقبل التحالفات السياسية والخريطة السياسية المقبلة، يتحدث رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية في استجوابه مع الجريدة الأولى" وإليكم الحوار التالي :
الجريدة الأولى : مند انتخاب عبد الإله ابن كيران أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية وحزبكم يعيش على إيقاع أحداث تنظيمية عاصفة، بدءا بالرد القوي للوزير الأول على ابن كيران بخصوص حساب دعم فلسطين،ثم إقالة عمدة مكناس بلكورة، وصولا باستقالات حزبية هنا وهناك، فمادا يجري داخل العدالة والتنمية؟
د العثماني : لا يمكن أن نفسر مجمل الإحداث التي وقعت داخل حزب العدالة والتنمية مؤخرا تفسيرا واحدا و إلا سيكون هدا ضربا من اللامعقول. لاشك أن هناك أحداثا تندرج في سياق التهويل الإعلامي ونوعا من الحملة على حزب العدالة والتنمية ألفناها قبل كل استحقاق انتخابي. قبل انتخابات 2002 كانت هناك حملة على حزبنا من قبل بعض الصحف تتهمه بشتى الاتهامات وتحاول أن تضخم بعض الأحداث التي وقعت آنذاك. وقبل انتخابات 2003 التي أتت بعد الأحداث الإرهابية الأليمة بالدار البيضاء كانت هناك أيضا حملة على حزب العدالة والتنمية حاولت أن تشوه صورته وتنتقص منه وان تتهمه بالعديد من الاتهامات الباطلة. وقبل انتخابات 2007 كانت هناك أيضا حملة فأخرجت ملفات نائمة وضخمت أحداث صغيرة بل صنعت أحداث صنعا في بعض الأحيان. ونحن الآن على أبواب الانتخابات الجماعية فكنا ننتظر ان تقوم نفس الجهات وجهات أخرى بحملة مماثلة من اجل ثني الناخبين عن التصويت لصالح حزب العدالة والتنمية. إذن جزء كبير من الحملة الحالية مرتبط فعلا بالانتخابات القادمة وبمجرد ما ستمر هذه الاستحقاقات ستهدأ هذه الحملة، لتستأنف ربما عشية انتخابات أخرى قادمة. لكن من حسن الحظ أن المواطن المغربي يعرف حقيقة هده الحملات الإعلامية ولا تأثر فيه كما يريد خصومنا، مع العلم أن الكثيرين ممن يقفون وراء هذه الحملة لا يتمتعون بالمصداقية المطلوبة حتى يصدقهم المواطنون. ثم إن المواطنين المغاربة يعرفون أعضاء الحزب على الأرض ويتفاعلون معهم ويدافعون عن قضاياهم، وعليه فالمواطن عموما يدرك حقيقة هذه الهجمة على الحزب.
الجريدة الأولى : هل حتى الاستقالات التي يعرفها حزبكم تندرج في إطار الحملة على الحزب ؟
د العثماني : الاستقالة من حزب سياسي شيء عادي وطبيعي، خصوصا مع قرب الانتخابات، وغير العادي هو تضخيم هذه الاستقالات. فكلما استقال عضو أو عضوان تحولوا إلى عشرة أو عشرين. حزبنا صفحة مفتوحة وأخبار الحزب لا نجعل منها أسرارا محتكرة على مناضلي الحزب، بل هي ملك جميع المواطنين. وأكثر من هذا نحن نحترم الأعضاء الذين يقدمون استقالاتهم من الحزب للترشح في لوائح أخرى مستقلة أو الترشح مع أحزاب أخرى، فهذا يدخل في حريتهم الشخصية وحرية الانتماء لأي هيئة يجدون أنفسهم فيها. وأشير إلى أن حزبنا يضم في صفوفه أكثر من 12 ألف عضوا ولا يضره أن يستقيل منه قبيل الانتخابات 60 او 100 عضو اذا صدقنا الأرقام التي تروجها بعض البيانات التي تنشرها بعض الصحف.
الجريدة الأولى : تقليلك من شأن عدد الاستقالات المعبر عنها والمستقيلين من حزب العدالة والتنمية لا يعني أن عددهم هيّن لهذه الدرجة ؟
د العثماني : الاستقالات المقدمة كلها لا تتجاوز 30 استقالة في مختلف مناطق وجهات المملكة، وحزبنا يستقبل العشرات من المنخرطين الجدد كلما غادره بعض الآحاد. وهنا لا بد أن أشير إلى مفارقة غريبة وعجيبة في مواكبة هده الاستقالات حيث تخصص القناة الأولى والثانية حيزا كبيرا في تعاطيها مع هذه الاستقالات وتجعل منها خبرا وطنيا وتتكلف عناء التنقل وتستجوب المستقيلين في وقت لا تلتفت فيه الى باقي الأحزاب التي يغادرها أعضاءها بالعشرات دون حتى تقديم استقالاتهم. مما يفيد ان هناك جهات معينة تسعى جاهدة للإساءة من وراء ذلك الترويج إلى حزب العدالة والتنمية. وأنتم تعرفون أن الوافد الجديد على المشهد السياسي استقبل عددا كبيرا من أعضاء أحزاب أخرى، ولم تغط تلفزتنا لا الانسحابات ولا الالتحاقات.
الجريدة الأولى : تباينت مؤخرا تصريحات قيادات حزبكم بشأن العديد من القضايا، مما فسر بوجود صراع بين بعض قيادات الحزب وانتقاد بعض الخرجات الإعلامية للأمين العام للحزب عبد الإله ابن كيران، ما ردك ؟
د العثماني : حزب العدالة و التنمية يعتز دائما بغنى وتنوع واجتهادات أعضاءه وقياداته.نحن لم نقصد قط أن نبني حزبا نمطيا بل نسعى إلى بناء حزب فيه حرية المبادرة وحرية التفكير والرأي وحرية التعبير عن الرأي، وبالتالي يقع في كثير من الأحيان أن تتباين وجهات النظر وردود الفعل من قبل قيادات الحزب، وهذا كان دائما منذ القومة الجديدة للحزب سنة 1996، دون أن يشكل مشكلا بالنسبة لنا. وأظن أن كثيرا من تصريحات الأستاذ عبد الإله ابن كيران فهمت بشكل مغلوط .
الجريدة الأولى : أنت تنفي وجود خلافات داخلية، مع العلم أن موقفكم من قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران لم يكن منسجما، كما اتهم صراحة بعض المستقيلين من الحزب أعضاء حركة التوحيد والإصلاح بمحاولة إحكام الطوق والهيمنة التامة على تنظيمات وإطارات الحزب ؟
د العثماني : أنا لا أنفي أن هناك أصواتا داخل الحزب تنتقد هنا وهناك، لكن نحن الآن متفرغون لمعركة الانتخابات الجماعية المقبلة وستأتي محطة تقييم الأداء الحزبي برمته بشكل هادئ ومسؤول. أما فيما يتعلق بالعلاقة مع حركة التوحيد والإصلاح فمبدؤنا هو أن الهيئتين مستقلتان استقلالا تاما، ويمنع على مؤسسات الحركة التدخل في قرارات الحزب ولا التشاور المسبق لفرض توجه معين داخل الحزب. لكن في التطبيق تقع بين الفينة والأخرى تجاوزات غير أن الأمانة العامة للحزب تتدخل في الغالب لإعادة الأمور إلى نصابها.
الجريدة الأولى : ومادا عن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران ؟
د العثماني : لا أظن أن بلدا مثل المغرب يتخذ قرارا في مستوى قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران دون أن تكون عنده مبرراته. لكن الذي أشرت إليه في بعض تصريحاتي أنه جاء في سياق مجموعة من القرارات، تعطي الانطباع بأن السياسة الخارجية للمغرب تتفاعل بانفعالية مع الأحداث وليس بما يكفي من الحكمة والرزانة. اتضح هذا في قضية استدعاء السفير المغربي بالسنغال، مرورا لما وقع مؤخرا مع فنزويلا. بطبيعة الحال هذا يحتاج إلى نقاش وطني لرفع مستوى القرار الدبلوماسي حتى يكون أكثر نضجا ورزانة بغض النظر عن المبررات. أما العلاقات بين إيران والمغرب فهي علاقات تاريخية طويلة وأعتبر ما وقع مجرد سحابة صيف وستعود المياه إلى مجاريها، كما وقع في فترة سابقة، لأنه ليست المرة الأولى التي تقطع فيها العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
الجريدة الأولى : أين ترى هده الانفعالية ؟
د العثماني : أحسن مثال لتأكيد انفعالية الدبلوماسية المغربية هي حالة السنغال حيث تم استدعاء السفير المغربي من داكار لأن ممثل حزب سنغالي معارض حضر في احتفالات جماعة بوليساريو. الدبلوماسية المغربية في حاجة إلى نقاش وطني وإلى تضافر الجهود للرفع مستواها. وهذا بطبيعة الحال لا يقلل من إنجازاتها التي استطاعت أن تجعل المبادرة المغربية للحكم الذاتي مقبولة لدى أطراف دولية وازنة وجعلت قرارا لمجلس الأمن يصفها بالمصداقية والجدية. وأيضا فإن جهود الدبلوماسية الوطنية هي التي تضافرت مع جهود وطنية أخرى حتى حاز المغرب على وضعية الوضع المتقدم في الاتحاد الأوربي. لكن هذه الإيجابيات وغيرها لا تلقي وجود نقص في التعامل مع أطراف دولية أخرى في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
الجريدة الأولى : كيف تفسر تصريح الأمين العام ابن كيران بكون حزب العدالة والتنمية سيكتفي فقط بترشيح 40 في المائة فقط من مجموع المرشحين للانتخابات الجماعية المقبلة مع العلم أن هذا التصريح جاء مباشرة بعد عزل عمدة مكناس بلكورة ؟
د العثماني : قرار ترشيح 40 في المائة فقط للانتخابات الجماعية لا علاقة له إطلاقا بقرار عزل الأخ أبو بكر بلكورة، بل اتخذنا هذا القرار قبل ذلك بعدما درسنا إمكانياتنا التنظيمية وقررنا في الأخير الاكتفاء بترشيح 40 في المائة من المرشحين، مع العلم أن أقصى ما تقدمه الأحزاب السياسية عادة هو 50 إلى 55 في المائة من المرشحين. والسبب في ذلك أن عدد المرشحين الجماعيين يبلغ حوالي خمسة وعشرين ألفا، فهو كبير جدا. ولا يستطيع إلا قليل جدا من الأحزاب تغطية نصف الدوائر. بالتالي لم نمارس أي تقليص لترشيحاتنا كما فعلنا في الانتخابات التشريعية السابقة. وللتوضيح أكثر أقول أننا تقدمنا في الانتخابات الجماعية السابقة ب18 في المائة من المرشحين وهذه السنة قررنا رفع النسبة لتصل إلى 40 في المائة بمعنى أننا سنضاعف عدد ترشيحاتنا .
الجريدة الأولى : كيف سيتم توزيع هذه الترشيحات بين المجال الحضري والقروي ؟
عدد المقاعد المخصصة للعالم الحضري أقل من 5000 مقعدا بين الرجال و النساء من أصل 45 ألف مستشار تقريبا. وهذا دليل على عدم التوازن في التمثيلية الجماعية ببلادنا. فالعالم الحضري الذي يضم 55 في المائة من السكان لا يمثله إلا 12 في المائة من المنتخبين والعالم القروي الذي يقطنه 45 في المائة من السكان يخصص له 82 في المائة من المستشارين الجماعيين . ويترتب عن هذا التقسيم غير المتوازن أن مرشحا ما في جماعة قروية يكفيه أن يحصل على بضع عشرات من الأصوات ليصبح مستشارا جماعيا، فيما يتطلب الأمر في المدينة الحصول على مئات الأصوات وأحيانا آلاف الأصوات. أما بالنسبة للحزب فسنسعى إلى ترشيح حوالي أربعة آلاف مرشح في المدن الكبرى، و حوالي 7 آلاف أو 8 آلاف سنرشحها في العالم القروي مع التذكير أن هذه مجرد معطيات أولية تقديرية.
الجريدة الأولى : ما هي الدوائر التي تراهنون عليها في الانتخابات الجماعية المقبلة ؟
د العثماني : انطلاقا من نتائج انتخابات 2003 فجميع الدوائر التي كان فيها نمط الاقتراع باللائحة كنا فيها مرتبين إما في المرتبة الأولى أو الثانية، وقليلا ما نكون في المرتبة الثالثة، ونادرا ما نحتل المرتبة الرابعة أو الخامسة. وهذا معناه انه من المنتظر أن نكون ضمن الثلاثة الأوائل في أغلب الدوائر التي تعتمد الاقتراع باللائحة. وبالتالي فإن موقع حزب العدالة والتنمية في المدن سيكون قويا، وسيرسخ وجوده السياسي في العديد منها.
الجريدة الأولى : وماذا عن الدوائر التي تعتمد الاقتراع الفردي ؟
د العثماني : الدوائر التي تعتمد الاقتراع الفردي هي في الغالب دوائر تنتمي إلى مجال العالم القروي ولنا في بعضها وجود مقدر والكثير منها ليس لنا فيها وجود. هذه الدوائر تتحكم فيها معايير أخرى في الترشيح والفوز، منها القبلية ودور الأعيان وتحكم الإدارة إضافة إلى معايير أخرى.
الجريدة الأولى : يرى بعض المراقبين أن حزب العدالة والتنمية انخرط بدوره في سياسية استقطاب الأعيان وهو ما أزعج وزارة الداخلية وأصبحتم بدلك تنافسون أحزاب أخرى فمادا يميزكم حقيقة عن باقي ألأحزاب ؟
د العثماني : هذا الموضوع ضخم كثيرا، فمن الطبيعي أن يتصل أي حزب سياسي ببعض الأعيان ليحاول ترشيحهم في الانتخابات، وهدا ما تفعله كل الأحزاب، ونحن واحد منها. و كثير من أعضاء حزب العدالة والتنمية في البوادي هم من الأعيان. وعلى كل حال فأمر تدبير الترشيحات على مستوى المدن والبوادي التي تعتمد الترشيح الفردي موكول إلى التنظيمات الحزبية المحلية والجهوية ولا تتدخل الأمانة العامة في ذلك إلا عند الضرورة القصوى . وحتى تدخل الأمانة العامة في ترشيحات المدن التي تعتمد نمط الاقتراع باللائحة يكون محدودا وانطلاقا من مسطرة صادق عليها المجلس الوطني الأخير.
الجريدة الأولى : هل ستخوضون غمار الاستحقاقات الانتخابية الجماعية المقبلة بشكل انفرادي أم إن حزبكم سيتحالف مع أحزاب أخرى ؟
د العثماني : أظن أن التحالفات في الانتخابات الجماعية هي تحالفات محلية ولا يمكن أن تكون تحالفات وطنية وهذه التحالفات السياسية تبنى انطلاقا من المعطيات المحلية حسب تواجد الأحزاب بها. ثم إن تدبير الشأن العام المحلي يفرض تحالفات محلية لخدمة برنامج محلي. حزبنا مفتوح على جميع الأحزاب شريطة اقتراح رئيس له من المصداقية والكفاءة ما يكفي لتدبير الشأن العام. شخصيا أستبعد أن يتحالف حزب العدالة والتنمية مع أي حزب آخر قبل الإعلان عن نتائج الانتخابات، وحتى الأحزاب التي تتحدث عن تحالفات سياسية قبل الانتخابات لن تستطيع تحقيق ذلك.
الجريدة الأولى : قلت إن حزب العدالة والتنمية مفتوح على جميع الأحزاب المغربية ويمكنه أن يتحالف معها لتدبير الشأن المحلي. هل يمكن أن نرى حزب العدالة والتنمية إلى جانب حزب الأصالة والمعاصرة في تسيير إحدى الجماعات ؟
د العثماني : يصعب علي الإجابة على هدا السؤال، لأني لا أتوفر على معطيات كافية لأقول أن حزبنا قد يتحالف في هذه الجماعة أو تلك مع حزب الأصالة والمعاصرة. وفي الحقيقة فنحن لم ندرس بعد هذا الموضوع ليتخذ بشأنه قرار سياسي نهائي. وإن شئت قلت أن الأمر يرتبط بالسلوك السياسي لهذا الحزب الجديد.
الجريدة الأولى : ولمادا هذه الحساسية المفرطة مع هذا الحزب ؟
د العثماني : لأن بعض مسؤوليه صرحوا جهارا أنهم جاؤوا لمحاربتنا، ونحن قادرون ومستعدون للمواجهات السياسية الحقيقية معهم وعلى الأرض. الشيء الوحيد الذي لن نسكت عنه ولن نقبله هو استغلال هذا الحزب لإمكانيات ووسائل الإدارة. لأن هدا يسيء إلى مغرب القرن الواحد والعشرين ولشعارات الديمقراطية والحداثة. فمثل هده السلوكات هي التي تسبب العزوف السياسي. على الدولة إذن أن تثبت أن حزب الأصالة والمعاصرة مستقل عنها وليس مدعوما من قبل الإدارة وإلا فلا معنى للانتخابات . وأي تحرك للإدارة مع هذا الحزب سيكون ضربا للديمقراطية الوطنية وسنستنكره ونشجبه في حينه.
الجريدة الأولى : هل سيترشح سعد الدين العثماني للانتخابات الجماعية المقبلة؟
د العثماني : أنا لا أرغب في الترشح وغير متحمس لذلك ولم يسبق لي أن ترشحت في أي انتخابات جماعية .
الجريدة الأولى : سبق أن صرحت بعد المؤتمر الوطني الأخير لحزبكم، انك ستتفرغ لمهنة الطب بعيدا عن متاعب ومشاغل السياسية ؟
د العثماني : مقاطعا، هذا ما قاله بعض الصحافيين ولم يسبق لي أن صرحت شخصيا بهذا القول. أما مهنتي فأنا أزاولها منذ سنوات بمستشفى الشيخ زايد بالرباط في انتظار افتتاح عيادة لي قريبا إن شاء الله.
الجريدة الأولى : هل سيعيد عمدة مكناس المقال بلكورة ترشيح نفسه ؟
د العثماني : لا أدري، كل ما يمكن أن أقوله هو أننا شرعنا فعلا في مسلسل اختيار المرشحين وبالنسبة لمدينة مكناس لم نتوصل بعد بأي اسم.
الجريدة الأولى : وأنت مختص في الطب النفسي، كيف تشخص وضعية وحالة الفاعل السياسي بالمغرب ؟
د العثماني : بعبارة واحدة يمكن القول أن النخبة السياسية المغربية اليوم ليست إطلاقا في مستوى التحديات السياسية، وعاجزة عن مواكبة الأحداث وأن تكون قادرة على أن تدفع في الاتجاه الايجابي، وهذا ليس معناه أنه لم يتحقق أي شيء خلال 15 سنة الأخيرة .
الجريدة الأولى : ما سبب هدا العجز في نظرك ؟
د العثماني : أولا نسجل تشتت المشهد الحزبي وثانيا غياب تلك الطينة من القيادات السياسية المحنكة وذات الخبرة العالية والتي تتوفر على قدرات عالية جدا في مجال السياسية والفكر وتحظى أيضا بشعبية واحترام واسعين. وهناك ثالثا العجز عن التعبئة الواسعة للمواطنين للاهتمام بالشأن السياسي.
الجريدة الأولى : وما يمنع من بروز قيادات سياسية جديدة وشابة بفكر جديد وأسلوب جديد تحقق لنفسها الجماهرية والاحترام ؟
د العثماني : وسط واقع سياسي وحزبي رديء وموبوء مثل الذي نعيشه اليوم يصعب بروز قيادات جديدة، خصوصا أمام تراجع القيم من قبيل المصلحة العامة والجدية وقيم المواطنة الحقة وتترك مكانا لقيم الأنانية وحب الذات والمصلحة الشخصية. مع الأسف الشديد فحتى مؤسساتنا المنتخبة من جماعات وبرلمان، أصبح يزحف عليها أشخاص لا علاقة لهم بالسياسة وهدا ما أكدته الانتخابات الأخيرة، وهناك مؤشرات جدية تفيد أن هدا سيزداد كثيرا في المستقبل.
الجريدة الأولى : كيف يقرأ رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية والأمين العام السابق للحزب الخريطة السياسية بعد الانتخابات الجماعية المقبلة ؟
د العثماني : بكل صدق ، أخاف أن يكون هناك إعداد لتقوية وهيمنة حزب الأصالة والمعاصرة من طرف الإدارة بعد الانتخابات، وسيكون هدا خطأ جسيما لأن حزب الأصالة والمعاصرة كائن سياسي جديد شكلا ولكنه تقليدي وقديم من حيث مكوناته. بحيث أنهم إما برلمانيون سابقون أو منتمون إلى أحزاب أخرى، وبالتالي لن يتردد هؤلاء في استخدام نفس الأساليب التي تعودوا على استخدامها.
حاوره : محمد الطائع
وا مع الجريدة الأولى 21-03-2009)
المواضيع المتشابهه
مستعدون للمواجهة السياسية (حوا مع الجريدة الأولى 21-03-2009)
