نظريات التعلم - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



علوم التربية وعلم النفس التربوي هذا الركن بدفاتر dafatir خاص بعلوم التربية وعلم النفس التربوي

أدوات الموضوع

محمد دخيسي أبو اسامة
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 12 - 12 - 2007
المشاركات: 2
معدل تقييم المستوى: 0
محمد دخيسي أبو اسامة على طريق الإبداع
محمد دخيسي أبو اسامة غير متواجد حالياً
نشاط [ محمد دخيسي أبو اسامة ]
قوة السمعة:0
قديم 02-12-2008, 18:47 المشاركة 1   
افتراضي نظريات التعلم

نظريات التعلم
ذ. محمد دخيسي أبو أسامة


توطئة:
تندرج نظريات التعلم ضمن مجال علم نفس النمو الذي يشمل خمس نظريات متميزة هي:
* النظرية البيولوجية.
* نظرية التعلم.
* نظرية التحليل النفسي.
* نظرية النمو المعرفي.
* نظرية الأدوار.
وكل نظرية من هذه النظريات تهتم بمظهر معين للنمو، وتقدم تفسيرا خاصا له. فالنظرية الأخيرة على سبيل المثال لا تستمد جذورها من مجال علم النفس وإنما من علم الاجتماع، وتقدم وجهات نظر مهمة خاصة في ما يتعلق بأشكال النمو لدى الراشد.
إن كل نظرية من نظريات النمو تفيد في فهم بعض مظاهر النمو، فنحن مثلا لا نستطيع تفسير التغيرات الأساسية التي تقع في القدرات الحركية للطفل دون أن نستحضر مفهوم النضج. كما أنه يصعب علينا الحديث عن التأثير الذي تحدثه الأساليب التي يتبناها الآباء، وما ستحدثه من تأثير لدى أبنائهم دون التوسل بالتفسير الذي تقدمه نظرية التعلم.

1- نظريات التعلم: التوظيف والخصوصية.
تعتبر ظاهرة التعلم من أهم ظواهر حياتنا باعتبارها تهتم بمظاهر مختلفة جدا، واستطاع العلماء أن ينظروا لها انطلاقا من ممارسات ميدانية، ومحاولات ربطها بالشكل النظري الفلسفي. ويعد "ألبير بوندورا" Albert Bandura أحد المنظرين الكبار لهذه النظرية. وقبل الولوج على عالم أهم النظريات لا بد من وضع تعريف للتعلم كي نبحث في خصوصيته ومدى ملاءمته لاستراتيجية البحث.
يقول هلكار Hilgar في تعريف التعلم:" التعلم عميلة بها ينشأ فعل أو سلوك، أو يتطور أو يتغير، وذلك بمكافحة ظرف من الظروف أو ممارسته، والاستجابة له، بشرط أن تكون خصائص التطور أو التغير الحاصل غير قابلة للتفسير بفعل ميول فطرية أو بلوغ، أو حالات طارئة على الكائن الحي."
نستخلص من هذا التعريف الحقائق التالية:
* إن التعلم عملية داخلية، نشيطة وفعالة، كما أنها عملية تفاعل بين الكائن البشري وبيئته.
* لا يحصل التعلم إلا إذا أدى إلى تكيف وتطور أو تغير في سلوك المتعلم وتصرفاه، ومواقفه ومهاراته وما إلى ذلك.
* إن هذه التطورات أو التغيرات يجب أن تكون مفيدة بحيث تستخدم في مواجهة أحداث وأوضاع جديدة وحل إشكاليات جديدة.
إن التساؤل عن سيرورة التعلم يشغل اهتمام علماء النفس بالدرجة الأولى لسببين رئيسيين:
أولهما: إن للتعلم محوره في كل نظرية سيكولوجية.
وثانيهما: أن معظم السلوك البشري ناتج عن التعلم، ومن هنا كانت استحالة بناء نظرية سيكولوجية متماسكة ومتكاملة دون اهتمام بالتعلم.
وما تجدر الإشارة إليه هو تعدد النظريات التي تحاول تفسير طبيعة التعلم. وهي محاولات يقوم بها العلماء المختصون لدراسة ظاهرة التعلم التي تعتبر من أهم ظواهر حياتنا، إذ يقوم هؤلاء العلماء بتنظيم ما يتوصلون إليه من آراء حول حقائق التعلم وتبسيط هذه الحقائق وشرحها والتنبؤ بها.
من الطبيعي أن يحاول كل منظر حمل خصوصية معينة في تجربته، لكن الأهم من ذلك أن الاتجاهات الكبرى التي سنأخذها نماذج سعت إلى تحقيق التميز وكان من وراء ذلك أسبب نذكر منها:
* الاستياء من المدرسة القديمة.
* الرغبة في تهييء الأطفال والمراهقين للحياة الحاضرة من جانبيها المادي والروحي.
* التقدم العلمي وبالخصوص علم نفس الطفل.
* المحاولات الميدانية من طرف العاملين في حقل التعليم، لتجديد مناهجهم.

2- نظريات التعلم: الاتجاهات الكبرى.
ظهرت منذ بداية القرن العشرين نظريات عديدة في هذا المجال، وأجريت لها تطبيقات عملية على تعلم الحيوان والإنسان. واستطاع علماء النفس أن يقسموا نظريات التعلم الرئيسية إلى ثلاثة أقسام كبرى. القسم الأول يشمل ما يسمى بالنظريات الارتباطية نظرا لأنها تقوم على الارتباط بين الأحداث البيئية والسلوك. والقسم الثاني يشمل النظريات الوظيفية التي تؤكد على الوظائف التي يؤديها السلوك، والتي تميز الإنسان عن الكائنات الحية الأخرى من حيث النية والغرض والتوجه نحو الهدف. وقد أجمع علماء النفس على إطلاق النظريات السلوكية على النظريات التي تندرج تحت القسمين الأولين نظرا لاعتمادهما على المثيرات واستجاباتها والارتباط في ما بينها. أما القسم الثالث فيشمل النظريات المعرفية التي تعطي الأولوية للعمليات التي تجري داخل الإنسان كالتفكير واتخاذ القرار وحل المشاكل وما شابه ذلك، على تلك العمليات التي تتصل بالبيئة الخارجية أو بالاستجابات الظاهرة.
ويمكن في هذا المجال إعطاء لمحة عن هذه النظريات حتى تتضح الرؤية وتتسع العبارة.
2-1 – النظريات الارتباطية:
يقصد بالارتباطية العلاقات بين الأفكار والأفعال. ومن أشكال الارتباط الاقتران والتشابه والتضاد.. من أبرز فروع هذه النظرية العامة النظريات المعروفة، كتلك عند تورندايك التي تقوم على الارتباط بين المثير والاستجابة. ونظرية الإشراط الكلاسيكي التي وضع أسسها إفان بافلوف الذي أضاف على سابقه وظيفة كل من المثير غير الشرطي، والاستجابة غير الشرطية (مثل رؤية الطعام الذي يفرز اللعاب).
2-2- النظريات الوظيفية:
يطلق عليها أيضا النظريات الإجرائية ومن أبرزها النظرية الإجرائية لسكينر الذي استلهم موضوع السلوك اللغوي وأهميته في فهم التعلم الإنساني. ونظرية الحافز للعالم هل Huyll الذي استطاع أن يقدم نظرية عامة وشاملة على سابقيه، حيث قامت على الفرضية القائلة إن التعلم عملية متدرجة متزايدة وليست استبصارا مفاجئا.
2-3- النظريات المعرفية:
ظهرت في النصف الأول من ق 20 أشكال من الاحتجاج على الأوضاع الفكرية السائدة آنذاك، والمتمثلة في النظريات الميكانيكية والترابطية. ففي حين كانت النظريات الترابطية السلوكية تركز على مفاهيم المثير والاستجابة والتعزيز والأثر والعقاب والكف، أخذت النظريات المعرفية تركز اهتمامها الأول على سيكولوجية التفكير، ومشاكل المعرفة بصفة عامة، وعلى حل المشكلات وعلى الإدراك والشخصية، والجوانب الاجتماعية في التعلم.
من أهم النظريات التي عنيت بالجانب المعرفي نذكر:
النظرية الجشطالية:
تهتم هذه النظرية بإنصاف الطبيعة المنظمة والمحددة للحقيقة، كما تحارب وجهة النظر القائلة إن العقل الإنساني والسلوك الإنساني لا يعدوان كونهما المجموع الكلي لسلسلة الارتباطات الاعتباطية. وتتلخص هذه النظرية في أن الكل أو (الجشطلت) ليس مجرد مجموع الأجزاء التي يتألف منها (أو إضافة جزء آخر)، بل هو نظام مترابط باتساق مكون من أجزاء متفاعلة، وهو منطقيا ومعرفيا سابق لأجزائه.
النظرية البنائية:
إذا كان هل وسكينير يريان أن التعلم تغير في السلوك ينجم عن التدريب المعزز، فإن بياجيه يرى أن التعلم الحقيقي هو التعلم الذي ينشأ عن التأمل والتروي. كما أنه لا يأخذ المثير كوحدة أساسية للتعلم، وإنما يحاول تفسير هذا المثير (أو تكونه). فمحور الارتكاز –بذلك- في هذه النظرية هو تلك التحولات العقلية التي يقوم بها المتعلم كي يعرف المثير، لأن هذه المعرفة هي أساس حل المشكلة وتجاوز المواقف المختلفة.
إن بياجيه يعترف أن التعلم يتم جزئيا بفعل عوامل البيئة الاجتماعية والمادية، غير أن هذا التعلم لا يتم حسب رأيه نتيجة للتأثير المباشر للمحيط أو الموضوع على الفرد المتعلم، كما أنه لا يكتسب نتيجة لعمل فردي خالص، وإنما يكون التعلم بتفاعل الذات (الفرد ) مع المحيط أو الموضوع. وعلى هذا الأساس نجده يضيف عاملا آخر يعتبره محركا أساسيا لكل نشاط فكري أو حركي لدى الطفل المتعلم على الربط بين مجموعة من المعلومات التي يتلقاها، بطرق تؤدي إلى الحد من التناقض، لتفادي الحصول على معارف زائفة، أو الانزلاق إلى تشوه الخبرات، بمعنى أن التوازن يكيف الفرد المتعلم مع متطلبات الموقف ومحاولة تجاوزها. ويتم هذا التوازن بالجمع بين عنصرين أساسيين:
أولهما: التمثل (الاستيعاب): وهو تحويل الخبرات الجديدة إلى خبرات مألوفة. إنها آلية تسمح للفرد بإدماج المعطيات الخارجية وإدخالها إلى الذهن لتفهم وتفسر وتؤول لتصبح في نهاية المطاف عبارة عن أشكال معرفية مألوفة (بالتنسيق مع المعارف السابقة).
وثانيهما: الملاءمة (التلاؤم): وهي آلية سيكولوجية تقود الفرد إلى تعديلا أنشطته وبنياته الفكرية حتى تصبح في مستوى فهم وتفسير الأحداث والمتغيرات التي تتم في المحيط إنها عملية انتباه تختص بالتجارب الجديدة، فتفحصها فحصا داخليا للتأكد من سلامتها، بصورة مستقلة عن الخبرات السابقة.
نظرية التعلم الاجتماعية:
تعتبر هذه النظرية النمو عملية مرتبطة بالعمر. ومن أبرز علماء النفس الذين يمثلونها (باندورا) الذي يعد أكثر السيكولوجيين الذين عبروا بدقة ووضوح عن آرائه، وهو لا ينكر النظريات السالفة، ويعترف أن التعزيز يؤثر في السلوك.
وعلى العموم تبحث هذه النظرية في سلوك الأفراد وفي المواقف الاجتماعية، وتسعى إلى تحقيق هدفين محددين:
أولا: تعليل الطريقة التي يكتسب الأفراد من خلالها أنماط سلوكهم. أو يغيرونها.
ثانيا: تحديد الظروف التي يختارون في ظلها أن يسلكوا طريقا دون آخر. وتقوم هذه النظرية على عدة مبادئ منها:
· أن دراسة السلوك هي دراسة التفاعل بين الفرد وبيئته.
· أن السلوك يحدث في زمان ومكان، ويمكن وصفه بأساليب سيكولوجية وأخرى طبيعية.
· أن خبرات الإنسان تؤثر على بعضها البعض.
· أن السلوك جانب اتجاهي أو موجه نحو الهدف.
· أن السلوك لا يتحدد عن طريق الأهداف وأساليب التعزيز فحسب، بل عن طريق التوقع تحقق هذه الأهداف كذلك.
إن هذه النظريات في أساسها عمليات اختبار لإيجاد الصيغة الملائمة لتفعيل عملية التعلم، وقد أثرت جل هذه النظريات استلهام رؤى فلسفية سالفة عنها لإيجاد الصيغة النهائية في نظرها، ولا زالت الدراسات تأتي بالجديد في هذا المجال ويخص أكثر نظرية الذكاء بمستوياته المعرفية.

تركيب
إن هذه التوطئة مع ما تحمل من اختزال للنظريات في مجال التعلم، تحمل في أساسها تأشيرة الوصول إلى حقول أكثر دقة، وأكثر فاعلية من حيث مشاركتها في التنظير والممارسة على السواء، ومن ذلك الأهداف في مرحلة أولى والكفايات تثمينا لبلورة أسس فكرية مرتبة وممنهجة لنظريات التحليل النفسي وارتباطها بمجال البيداغوجيات المعاصرة.
لذلك فإن أنماط السلوك الموجودة لدى كل طفل أو راشد تعد نتيجة التغيرات التي تمت ممارستها على هذا السلوك. وهذا على ما نعتقد المؤشر الأول والأخير لبناء نظرية سليمة للتعلم،موجهة لأطفال من مختلف الشرائح، فبتغيير السلوك غير السليم وتعويضه بما يناسب فئة وسن المراد تعليمه هي الأساس الذي كان يطمح إليه كل المنظرين كل حسب طاقته المعرفية ومنطلقاته الفكرية.











آخر مواضيعي

0 نظريات التعلم


omar512
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية omar512

تاريخ التسجيل: 29 - 6 - 2007
المشاركات: 1,108

omar512 غير متواجد حالياً

نشاط [ omar512 ]
معدل تقييم المستوى: 320
افتراضي
قديم 03-12-2008, 21:40 المشاركة 2   

مشكور على المساهمة المتميزة
تحياتي


reda1
:: دفاتري ذهبي ::

الصورة الرمزية reda1

تاريخ التسجيل: 5 - 12 - 2007
المشاركات: 896

reda1 غير متواجد حالياً

نشاط [ reda1 ]
معدل تقييم المستوى: 298
افتراضي
قديم 04-12-2008, 12:22 المشاركة 3   

أهلا بك معنا أخي ذ. محمد دخيسي أبو أسامة.
شكرا على المساهمة ننتظر المزيد منك.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التعلم, نظريات

« التدريس والتقويم وفق الادماج | التنشئة الاجتماعية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نظريات التعلم 2 ahmida الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 3 23-04-2016 22:37
نظريات التعلم ahmida دفتر المواضيع التربوية العامة 0 16-03-2009 13:50
نظريات التعلم التربوية علوم التربية وعلم النفس التربوي 9 07-12-2008 23:58
نظريات التعلم saad1179 علوم التربية وعلم النفس التربوي 0 01-12-2008 16:32
نظريات التعلم FLAMANT الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 5 19-01-2008 00:22


الساعة الآن 01:53


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة