في الشارع ذي المدخل الواحد
ا
ستعاد لحظة كينونة وجوده، بعد شرود سقته قطرات الأمس المتناثرة على بساط الأمل المصبوغ بألوان قاتمة أفقدت جمالية الذكرى، ومزقت خيوط التواصل بين الضوء والظلام. تراقصت في عينيه علامات التساؤل،حمله بحذر إلى الشارع ذي المدخل الواحد، وأيقظ فيه فضول طفولته. نبض في كل جزء من جسده وهو يشع، فانعكس الشعاع وكاد أن يعميه،عيون استقرت على هيكله المركب، وقف ثابتا في كل نقطة من هذا الشارع الأفطح؛ وكان خلال تنقله يَتَقِّي اقتراب كل شجرة يصادفها، كي لا يتهمونه بالتطرف أو اختلاس الظلال.
فرق ابتسامات على هذا وذاك من رواد الشارع؛ واحد قدرة على التفاعل المضاد لمجتمع اختلطت أوراق قضيته، وتاه في السراديب باحثا عن الذات، وواحد تأبط عزائم غيره، غير مدرك للفواصل ولا المسافات التي أبعدته عن موطن الكنز، وآخر نسخة كتاب تجاري احتوى كل متناقضات زمن الفلس،و...لكن الكل اتفق على أنهم امتداد حضاري ذبلت أوراقه.
ركب صهوة فكره وهو عازم على معرفة ما تَبَنَّته الخطابات الدوغمائية المثبتة على فخد امرأة شقراء من اللدائن، في واجهة متجر للتجارة في القيم، ماعدا الرقص، لأن كل عباد البلاد يتقنون " هَزَّ اُْلْبُوطْ" حتى عند سماع دقات طبول الحرب.
كم أصبح مولعا بحمولة الامتداد التي يطعمها عشقه ويسقيها عصارة رغبة التجاوز، لعبة اكتسبها، حينما كثرت الأقنعة، وامتصت جذور الذاتية تراكمات هذا الامتداد، فضاع الضوء جملة، وأمسى الامتداد يحتضر، وبقي هو متمسكا بزمام اللعبة، في الشارع ذي المدخل الواحد.
scout202
tanger - septembre2007