حرف و حرفة (مشروع رواية) ما رأيكم أصدقائي ؟ - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

عبد الرحيم بيضون
:: دفاتري جديد ::
تاريخ التسجيل: 7 - 6 - 2012
المشاركات: 4
معدل تقييم المستوى: 0
عبد الرحيم بيضون في البداية
عبد الرحيم بيضون غير متواجد حالياً
نشاط [ عبد الرحيم بيضون ]
قوة السمعة:0
قديم 07-06-2012, 12:50 المشاركة 1   
نقاش حرف و حرفة (مشروع رواية) ما رأيكم أصدقائي ؟

بعد الإجازة طرقت أبواب مركز المعلمين ، و مركز تكوين الأساتذة و مركز المدرسة العليا ، و الداخلية و ... و كما ترى كان حلمي الولوج في سلك الوظيفة العمومية كأستاذ اللغة العربية التي أقدسها، و لم افلح في كل هذا، و إن كنت ناجحا في الكتابي في بعضها، لأقصى في الشفوي.. فعشت مفارقات رهيبة و عجيبة.
و بقى العمل ضميرا مستترا و البطالة ضميرا ظاهرا للعيان. و أنا في انتظار أي مكالمة ، أو استدعاء أو جواب عن مبارة. كمن ينتظر (ڭودو) بكيت*. جالس بمقهى (عشاقة) فيخطر لي بعدم جدوى السنين التي قضيتها بالجامعة ، أمام انسداد الأبواب ، و شح المباريات ..
تبخر حلمي الجميل ، الذي صار هما ووهما أعيش عليه ، صارهم الهموم ، بطالة مستدامة ، رقة عيش ، هشاشة.. فكيف تغنم العمل ، و تكبر التعليم ، و مغربنا الحبيب محتاج إلى أتقياء الكلمة ؟
فما العمل حين ينتقل الواحد منا، من حالة مجتهد إلى حالة "غير مرغوب فيه".
كيف نفسر عطالة أصحاب الشواهد و المدارس العليا، بمختلف أسلاكها ،و الدولة تعاني من خصاص فادح و الجوروطو في الشوارع يتنفسن الإحباط و يعشن التدمر اللذان ينخران واقعنا ..
كانا أمي و أبي ينتظران بأمل قوي أن أحصل على عمل شريف يخرجنا من الفقر. و أن أعمل معززا مكرما كأيها الناس.. لكن كل أمالهم أصبحت في خبر كان. فأصيبا بخيبة أمل ، و أحبطت و تدمرت ...
فلم أعد أطيق المنزل، و المقهى التي كانت ملاذي. و الحومة، و نفسي.. فالعطالة وخزت عظامي ، و ضعفت مؤخرتي، و انتفخت أقدامي ، و اهترئت أسناني ، و قل ماء عيني.
رحماك يا رب من هذا البلاء الذي يتلحفني أينما حللت و ارتحلت! رحماك يا ربي من رقة عيشي التي تسكنني!

هل كنت ساذجا حين اخترت الحرف، أو اخترت له ؟ هل كنت ساذجا حين اتخذت القراءة فريضة و متعة ، و الكتابة ضرورة وجودية ؟
اعتبرها كما تشاء ، فاني سرت نحو المغامرة، باحتا عن حروفي و كلماتي بعفوية ، مخالفا لما هو مستهلك و مدجن بثقافة السوق و المدينة الجديدة.
و سأبقى محتفظا متأبطا قلقي و حزني الطفولي و عشقي السرمدي.

راودتني فكرة جهنمية و أنا في كامل تيهي و عبثي و هي : الخروج إلى السوق -الجوطية- لبيع كتبي –الثمينة- بثمن بخس من أجل القوت اليومي.
و الخروج من دائرة الطالب الحالم بالغد السعيد.. بدل القبوع في مقهى الحي –الحرية- أجتر فراغي ، أجتر الأيام المعكرة.
* عنوان لمسرحية لبكيت.
فشجعني أبي و صديقي هشام و محجوب على تحقيق هذه الفكرة. بدل هذا (البلوكاج) الذي عشته سنوات. فقصدت الجوطية. بدون اعتبار مستويات البشر. فما دام طالب معاشو و الموجز و الدكتور بجانب أمي يقومان بنفس العمل و بنفس الثمن.
قصدت الجوطية، و تركت "تقدير العمل" و "لا جدوى كل شيء" و الإسناد و الزابونية، و لأغير من أفكاري الصدئة التي سممت عيشي و أخذت أقلب و أشقلب ، أبيع و أشتري الكتب المستعملة، و المتلاشيات و هكذا ...
دخلت الجوطية و أنا ضامر الحروف و الأفعال، ناهيك عن الأسماء و النعوت المماثلة لرقة عيشي، فمثلا:
- فأنا كالاسم المنقوص لحدفي لفظا و خطا من بال الوزارة، و مجلس النواب، و مجلس الشباب و المستقبل، و صرت طيفا من شدة هزلي.
- و كالاسم المقصور لتعذر حركتي أثناء بحثي عن عمل يعيد لي كرامتي و اعتباري. فأين حقي من العمل و السكن؟ من عمل يقيني من هم الهموم.
و رغم ذلك سأبقى باحثا عن العمل، إلى أن يتفجر الفعل قبل أن تتفتق الحروف و الكلمات.

مللت الحلول الترقيعية الفانية عمري ببطء رهيب. فحين انشر كتبي –ألواحي- أصاب بالغثيان. خاصة حين غير واحد من يشتري مني كتابا أو كتابين، أدخل في المتاه من أبوابه المشرعة. من أجل ماذا؟ من أجل شراء خبز و زيتون و دخان.
راودتني فكرة جهنمية و هي حرق هذه الكتب، و الملفات و القراءات لكتب أخرى. فتذكرت أبو حيان التوحيدي الذي استطاع أن ينفد فكرته الجهنمية قبلي. لكني لم أستطع، فتراجعت عن الفكرة، قد أحرق كتابا، لكن ملفاتي، و قراءاتي، و خواطري، و قصصي و بورتريهات فهذا من المستحيلات... لأنني اعتبرها أبنائي. فجمعت كتبي في (كرطونة) لبيعها، مع كتب مدرسية أخرى، و مجلات نسائية، و مجلات للأطفال.. فاستوقفني كتب قرأتها أيام الجامعة و بعدها –ما دامت مرحلة من مراحل التعلم- فضممتها إلى صدري كما أضم ابني إلى صدري. الياس و أخته إيمان. و لم استطع بيعه لشراء القوت اليومي، فكيف أبيع : علامات، الجابري، العروي، حميش ، بوزفور، زفزاق و "بيضة الديك" التي كانت عنوان بحتي الجامعي ... المليح... و كتب أخرى فكرية، و دينية، و فلسفية...
فصعب أن تبيع كتابا كانت لك معه لحظات مشتعلة.
فصعب أن تبيع كتابا موقعا من طرف كاتب صديق.
فصعب أن تبيع رواية قرأتها و حللتها و لخصتها، و نشر تلخيصها في جريدة القدس العربي، و جريدة حلول تربوية.
فصعب أن تبيع كتابا...
و السؤال : فكيف لي أن أعيش و الخوف من الغد و متطلباته أكثر من خوفي من الموت كل ليلة؟!. ففر زمن البطالة تتغير المقاييس و المفاهيم، فالعمل في أيامنا أصبح امتيازا، و ليس حقا مشروعا –كما يقال- و إن كان كذلك، فأين حقي المشروع؟
أين حقي المغتصب مني؟ كيف الانتماء إلى هذه المدينة. –مسقط رأسي- و هي تلفظني و كان بي جدري.
كيف لمدينة تعزها و هي لا تعزك؟...

حين أجول بفكري في فضاء الجوطية أحس أنني ساذجا حينما كنت أرى أن النجاح في الدراسة هو كل شيء. و الآن صرت أومن بعدم جدوى هذا الاعتقاد الخاطئ الهزيل القديم...
لكن حتى في (الجوطية هناك أفكار هدامة تدعي أن (القراية) ما بقات فيها معنى. و أجيبهم بجملة مفيدة: (حرام تموت (اقرأ) في بلد أمي.
فالقراية هي مفتاح العلم و الخير، و القراية هي السلاح الوحيد لتحرر الإنسان من كل هذه الترهات المنتشرة.
فيبقى (العمل) قضية وجودية التي يعاني منها جيلي بكامله. و هذه كارثة إنسانية و اجتماعية ذهبت ضحيتها بكل امتياز، -لكن الملك محمد السادس نصره الله، تدارك لقطنته فبادر بالإصلاحات الكبرى، حالت دون وقوع كوارث فضيعة.
فهل اللجوء إلى الجوطية كان حلا؟. بل هو حل ترقيعي بدل الانتحال،.. فأي شيء يستحق التفكير و نحن كنا مخمورين بوعودهم الكاذبة، و البهرجة الإعلامية، و هكذا تحولت من طالب موجز إلى طالب معاش.
و ها أنا الآن ألتقط حبات الزمن كقبرة بالجوطية. فما أفدح الإحساس بقهر الزمن و الإنسان. ألتقط حبات العيوب آملا واجدا يد المساعدة في نشر هذه الصفحات عن الكتبي المولع بالكلمات الخارجة لتوها بعفوية.
و الأكثر جنونا حين أسرق بعض الوقت من زماني الهزيل للكتابة عن صياح ولد المعيشة في آخر الليل، مستغنيا عن إذاعتنا المولى بديوان ليوفيري ، و خاصة قصيدته ((AVEC LE TEMPS … tout s’en va أو قراءة القرآن، الذي أجد فيه ضالتي، اللهم اجعله ربيع قلبي.

أضحك حزنك إن أردت ولوج الجوطية، و لتكن البداية بكأس شاي عند قويدر، مرورا ببائع الضضاي محمد، و إطلالة قصيرة عند بائع الكتب البئيس و نظرة متأنية لطابور البركاسيون، ثم نظرة خاطفة عن الفراش حيث عصير التهميش و المقت المتزايد، إنها رحبة الفقراء التي أقتات منها –كالزوار- تويشيات من؛ فضة و نحاس و زجاج عطور ملونة و لوحات و إطارات، ناهيك عن "بياسات" حية، و أدوات منزلية رفيعة من صحون و أكواب و كؤوس و ملاعيق و مصابيح، و لوازم الصيف في فصل الشتاء، و لوازم الشتاء في فصل الصيف.. و مفاتيح (FACOM)...
إنها رحبة الفقراء التي اقتنص منها صور حية لتوها، و إن تتطلب صبر صياد محترف في إحساس أنفاس أحوالها و حالاتها... (LES MOMENTS FORS).
كانت الجوطية، جوطية أي (الدلالة). أما الآن فأًصبحت ملاذ المهمشين جسم مرقع تفوح منه رائحة السردين المطحون بالشحمة و العطور و الزيت المحروق مختلطة بروائح (الهلايا) و (الجانكة). و ضجيج الأصوات المختلطة للأغاني شعبية –و أتحفظ من هذه الكلمة التي ألصقت إليها كلمات ساقطة-.

و رغم ذلك فلا تحلو (الجوطية) إن لم تساوم عيسى البودراري، بائع (الهلايا) المتميز، المدمن على تدخين أعقاب السجائر و القهوة السوداء.
و أن تمزح على أصحاب الكراريص الذين يقدمون الجديد.
- ماداموا يحومون بأحياء المدينة –و أن تسلم على أصحاب (الضامة)؛ ذلك الفضاء المحبب للنسيان، نسيان هموم الزمن القاسي بعد عمر مزلوط... فهي لعبة سخيفة بالمقارنة و لعبة الشطرنج.. الضامة؛ سقط في (الواد). علقوا له آذان الحمار. فسقطوا كلهم في واد النسيان، بعد أن غرقوا في خضم الحياة ما بعد الستين.
فتعالى نصلي عليهم صلاة الجنازة. فهل منكم من يحفظ دعاء الميت؟
فلا تحلو (الجوطية) إن لم تزر (أصحاب البراريك)، المفبركة مؤخرا، فهل مسامير المائدة –الحافية- الذين تعلمت منهم (par force) الفرق بين الحرايفي و الهرايفي.









آخر مواضيعي

0 حرف و حرفة (مشروع رواية) ما رأيكم أصدقائي ؟
0 حرف و حرفة (مشروع رواية) ما رأيكم أصدقائي ؟
0 حرف و حرفة (مشروع رواية) ما رأيكم أصدقائي ؟
0 اغتراب


قطرة زمزم
:: دفاتري جديد ::

تاريخ التسجيل: 17 - 4 - 2009
السكن: أكادير
المشاركات: 14

قطرة زمزم غير متواجد حالياً

نشاط [ قطرة زمزم ]
معدل تقييم المستوى: 0
افتراضي
قديم 19-06-2012, 18:50 المشاركة 2   

نص جميل يحوي بين ثناياه معان كبيرة تؤثته صور من الحياة الواقعية المعيشية...
بارك الله في قلمك وعلمك
تقبل مروري

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أصدقائي, مشروع, حرف, حرفة, رأيكم, رواية

« عذرا أخي نورالدين شكردة | ابــتــســام بــاســمــة شعر : الطاهر كردلاس ابــتــســام بــاســمــة »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشروع تصور لتدبير مؤسسة او مشروع المؤسسة المنتظر دفاتر الإدارة التربوية 2 16-04-2012 10:57
«اتبع حرفة بوك لا يغلبوك».. أو عندما تورث «المناصب» للأبناء ابو ندى دفاتر الأخبار الوطنية والعالمية 0 07-09-2011 21:20
مشروع المؤسسة آلية لتنظيم الفعل التربوي و أجراة مشروع الجودة hamed alghazali الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية 1 18-06-2009 15:48
رواية اول حب bdmi33 القصص والروايات 3 08-01-2009 01:00
مشروع مؤسسة أم مشروع تربوي يبين منظور المترشح rahim81000 دفتر المشاريع والأفكار التربوية 9 29-03-2008 09:34


الساعة الآن 23:12


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة