المتحاملون على النقابات ذات التمثيلية ، يضعون كل النقابات في كفة واحدة ، و التاريخ عندهم يبدأ منذ 2003 على أبعد تقدير ، بينما الواقع غير ذلك فتجربة الاتحاد المغربي للشغل ليست تجربة الاتحاد العام ، و هما معا يختلفان عن تجربة الاتحاد الوطني للشغل يختلافان و هم الثلاثة يختلفون في تجاريبهم عن الكدش ، وقس على ذلك الفدش و المدش .
التحليل الرصين ـ البعيد عن التحليل "المؤامراتي" الذي يرى في يرى الأحداث و الوقائع مؤامرة تحاك خلف الستار ـ يقتضي إعمال نوع من الذكاء فالسياق التاريخي ، و ميزان القوى وطبيعة الفاعلين ورهانتهم كلها تساهم مجتمعة في طبع المرحلة التاريخية .
فنقابة 1936 ليست نقابة 1952 ، و النقابة في سنة 1959 غيرها سنة 65 ونقابة 78 ليست نقابة 81 وبعدها 90ن و96 و 98 و 2002
إنها تواريخ ليست اعتباطية ن ولا يتسع المجال للخوض فيها ، لكننا كشغيلة تعليمية يلزمنا استخدام مادتنا الرمادية أكثر في تكويننا الثقافي عموما ، كي نبتعد عن التفكير الانطباعي الانفعال.
في نظري السقوط في الدعاية لتنظيم نقابي كما تدعو تلفزتننا في إشهارها لمواد مشكوك في جودتها ، لن يجعلنا نحقق المراد .
صحيح أن ممارستنا النقابية المناضلة ليست جيدة بالقدر الذي نريده لكنها تستوجب الاحترام في جانبها إيجابي المثمثل في ترسيخ الحريات النقابية ، و تحقيق حد أدنى من المكاسب الحقوقية ن وعلى المتطلعين لغد أحسن أن يستفيدوا من هذا التراكم قصد تطويره و غغناءها بتجاريب جديدة ، سواء عبر تجديد اإطارات التاريخية ، أو خلق بدائل قابلة للحياة و ليست إطارات جوفاء تدعي أكثر مما يمكنها .