المغرب هو البلد الوحيد في شمال إفريقيا وعربيا الذي يفتقر إلى جامعة متخصصة في علوم التربية البدنية والرياضة
مكناس: محمد بحـــــا
في إطار النهوض بالرياضة ببلادنا والتطرق إلى معيقاتها ، نظمت الجمعية الرياضية لكلية الآداب و العلوم الإنسانية بمكناس يوم الثلاثاء 19 ماي الجاري يوما دراسيا حول موضوع " جامعة مولاي إسماعيل و الأندية الرياضية واقع و آفاق "٠ فبعد الكلمة الافتتاحية لعميد الكلية التي رحب فيها بالحضور وأشار إلى أن الرياضة لها مكانة خاصة متميزة نظرا للدور الهام الذي تلعبه في جميع المجالات ، وتمنى التوفيق للجميع٠
استمع الحضور إلى مداخلات قيمة أثارت إعجاب الحاضرين حيث همت نقط حساسة في القطاع الرياضي، واخص بالذكر مداخلة الأستاذ ولاعب دولي سابق مصطفى الأشهب التي كانت مستفيضة ولمت بالموضوع بكامله، حيث تكلم كثيرا عن واقع وآفاق الرياضة ببلادنا ومعيقات التواصل بين الأندية الرياضية والرياضة الجامعية، وأشار إلى أن الرياضة تعتبر ظاهرة اجتماعية فريدة، فهي لم تعد مفهوم ترفيهي وبدني فقط بل مزيج من مكونات تتداخل و تتفاعل في إطار مفاهيم الصحة و الاقتصاد والسياسة و الاجتماع و الثقافة و البيئة، إلا أن الرياضة في بلادنا فشلت في تحقيق هده الأهداف بسبب واقعها المتردي الناتج عن تراكمات عشوائية في مجالي التسيير و التخطيط ظلت تلازمها مند عقود‼٠
وأكثر من دلك فقد استغل البعض هدا المجال مرتعا للفوضى الممنهجة و الفساد الكبير، فبقي لسنوات خارج الضوابط العلمية و المراقبة و التغطية الحكومية وهو ما خلق انتكاسات تلوى الأخرى ...
وتعد الرياضة الجامعية و الأندية الرياضية ركيزتين أساسيتين في الحقل الرياضي إلا أن واقعهما المأزوم في بلادنا يقتضي التحليل و التشخيص ثم اقتراح حلول مناسبة لتأهيل وانسجام الركيزتين والنهوض بهما.
ثم تطرق في مداخلته إلى آفاق التكامل و التعاون بين الأندية الرياضية و الرياضة الجامعية كل من زاويته للرقي و تنمية الممارسة الرياضية بكل أشكالها، مشيرا إلى أن الرياضة الجامعية و مؤسساتها الأكاديمية توجد في موقع حساس و حيوي لكونها عنصر فعال في تنمية الرياضة ، ودون مشاركة هدا القطب الاستراتيجي لن نرقى إلى المستوى المنشود الذي يتوخاه الشعب المغربي الغيور و المتعطش إلى الفرجة والى النتائج الايجابية في المحافل الرياضية الدولية، ثم أشار إلى أن بلدنا المغرب (وللأسف) هو البلد الوحيد في شمال إفريقيا و عربيا الذي يفتقر إلى جامعة متخصصة في علوم التربية البدنية و الرياضة، وهدا يعتبر وصمة عار على جبين وزارة التربية الوطنية و التعليم العالي خصوصا والحكومات المتعاقبة عموما.
بعد المداخلات مر الجمع إلى المناقشة و الأسئلة التي كانت مشوقة حيث تطرقت في مجملها إلى التنويه بتنظيم هدا اليوم الدراسي البالغ الأهمية و الفريد من نوعه ومدى استفادة المشاركين، إلا أن غياب مسيري الأندية الرياضية بمكناس و الجهة رغم استدعائها ( باستثناء مسيري أندية الرشيدية الدين حضروا رغم طول المسافة ) فوت فرصة أغناء النقاش وتعميم الاستفادة.
وأثيرت كدك النقطة التي أفاضت الكأس وهي العلاقة بين الأندية الرياضية و الرياضة الجامعية ، وخلص القول إلى تفعيلها وتشخيص واقع القطاع الرياضي، واخذ بعين الاعتبار انشغالات مختلف الفاعلين اتجاه الوضعية الحالية للرياضة بهدف الرقي بها إلى ما هو أسمى▪
المصدر: المنارة الإخبارية – 23/05/2009