|
البحث في المنتدى |
بحث بالكلمة الدلالية |
البحث المتقدم |
الذهاب إلى الصفحة... |
أدوات الموضوع |
|
|||||
التّربية الاجتماعية : غرس الآداب الاجتماعية عند الأطفال
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين . أيها الأخوة الكرام مع الدرس الواحد والعشرين من دروس تربية الأولاد في الإسلام ولا زلنا في مسؤوليّة الآباء عن تربية أبنائهم التربية الاجتماعيّة . المؤمن يتأدّب بآداب الإسلام بإحدى طريقين : ننتقل إلى بابٍ جديد من أبواب هذا القسم وهو غرس الآداب الاجتماعيّة عند الأطفال ، والآداب الاجتماعيّة تشمل : آداب الطعام والشراب ، وآداب السلام ، وأدب الاستئذان ، وأدب المجلس ، وأدب الحديــث ، وأدب المزاح ، وأدب التهنئة ، وأدب عيادة المريض ، وأدب التعزية ، وأدب العطاس والتثاؤب . لنبدأ بأدب الطعام والشراب ، الصحابة الكرام رضوان الله عليهم تحيّرت عقولهم في هذا الأدب الرفيع الذي كان عليه الصلاة والسلام متحلّياً به ، فسألوه : ما هذا الأدب يا رسول الله ؟!! فقال : (( أدبني ربّي فأحسن تأديبي .)) [رواه العسكري عن علي رضي الله عنه] هناك طريقان : 1ـ طريق التعلم : الطريق الأول هو طريق التعلُّم ، النبيّ عليه الصلاة والسلام يقول لك : (( يا غلام سمّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك . )) [مسلمٍ عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما] 2ـ الاتصال بالله عز وجل اتصالاً حقيقياً : يمكنك أن تتحلّى بهذه الآداب عن طريق التعلُّم ، يوجد طريقٌ آخر أنّك إذا اتصلت بالله عزَّ وجلَّ اتصالاً حقيقياً ، الكمال الإلهي قد سرى إلى نفسك ، فمن دون أن تعرف الحكم تجد أنّك لا تفعل هذا ذوقاً ، فإمّا أنّك لا تفعل هذا العمل معرفةً أنّه لا يجوز فهذا مستوى ، والمستوى الثاني لا تفعله ذوقاً . الحقيقة والأكمل أن تجمع بينهما ، أن تجمع بين اتصالك بالله وسريان هذا الكمال الإلهي إلى نفسك ، وأن تجمع بين تعلُّم السنّة ، فإذا اتصلت بالله حققت جوهر الأدب ، وإذا قرأت السنّة حققت تفاصيل الأدب ، فإذا جمعت بين جوهر الأدب وتفاصيله كنت أديباً متأدّباً بآداب الإسلام . المؤمن أدبه بيّن ، لا تعرفه بصلاته وصيامه فقط ، فلو كان بين الصلاتين ، قاعدين في سهرة والعشاء قد أذّن له والكل قد صلّوا ، أو لم تعرف من قد صلّى ، يا ترى ألا تعرف المؤمن من حديثه فقط ؟ من حديثه ، من نظراته ، من طرقه للباب ، لا يطرق الباب ويقف بوجهه نحو الباب ، فإذا فتحت امرأةٌ الباب رآها كما هي !! لا ، بل يدير ظهره للباب ، وإذا كان جالساً عند صديقه لا ينظر ، فإذا حدثت حركة خلف الجدار وكانت هناك نافذة فلا ينظر بل يدير وجهه ، فالمؤمن لا تعرفه من صلاته وصيامه فقط ، بل ينبغي أن تعرفه من آدابه ، أدبه في المشي ، أدبه في دخول البيت ، أدبه في الجلوس ، أدبه في تناول الطعام ، أدبه في السلام . الصبغة اصطباغ النفس بكمال الله من خلال الاتصال بالله : الحقيقة إن شاء الله لا أُبالغ أنّ هذا الفصل الذي بين أيدينا من أهمّ الفصول ، لأنّ النبي عليه الصلاة والسلام كان أدبه ظاهراً ، ما هذا الأدب ؟ قال : (( أدبني ربّي فأحسن تأديبي .)) [رواه العسكري عن علي رضي الله عنه] ( سورة النجم : آية " 17 " ) ( سورة البقرة : آية " 138 " ) ( سورة آل عمران) (( إن محاسن الأخلاق مخزونة عند الله فإذا أحب الله عبداً منحه خلقاً حسناً . )) [الحكيم عن العلاء بن كثير] الأخلاق الاستعراضيّة لا قيمة لها عند الله لأن أساسها حنكةٌ وذكاء وهدفها رخيص : الخلق الحسن من الله ، من خلال الاتصال بالله ، لكن توجد عندنا حالة خاصّة يجب أن تعلموها وهذه الحالة أنّ الإنسان بحنكته وذكائه يقف موقفاً أخلاقيّاً ، هو ليس أخلاقياً لكن هذا الموقف أخلاقي ، فهذا الموقف موقف استعراضي ، وهدفه تحقيق مصالح معيّنة ، هذه الأخلاق برع بها الكفّار براعةً ما بعدها براعة . سيّارة عامة لم تقف لطفل ، حقوق المواطن غالية جداً ، أهل هذا الطفل أقاموا دعوى على الشركة بخمسين ألف جنيهاً إسترلينياً ، المركبة العامّة لم تقف لهذا الطفل وقت الغروب . لكن شعوباً بأكملها تموت فلا مانع ، يفتعلون المشكلات في كل مناطق العالم ، ما بين الهند والباكستان ، لا يوجد دولتان متجاورتان إلا ولديهما مشكلة من فعل الغرب ، وحروب ، واعتداءات ، وشراء أسلحة ، وتدمير أسلحة ، هم يفتعلون المشكلات ويسفكون دماء الشعوب وينهبون الثروات ، وإذا لم تقف مركبة لطفل صغير تقام دعوى وتحصل من الشركة خمسون ألف جنيه في بلادهم ، هذا الكلام قد قام بتلخيصه شاعرٌ ببيتٍ واحدٍ فقال : قتل امرئٍ في غابةٍ جريمةٌ لا تغتفر وقتل شعبٍ آمنٍ مسألةٌ فيها نظر إذاً قد يقف الإنسان موقفاً أخلاقياً وهو غير أخلاقي ، وهذا الموقف موقف استعراضي ، هدفه تحقيق مصلحة ماديّة ، هذا الموقف لا قيمة له عند الله إطلاقاً ، فقد قال تعالى :*** ( سورة الكهف ) التحلي بأخلاق إسلامية أساسها الاتصال بالله لا الحنكة والذكاء : : لذلك يوجد موقف أخلاقي ويوجد إنسانٌ أخلاقيٌ ، ولدينا مثالٌ أوضح من ذلك : مثلاً عليك سند بادرت بدفعه فهل أنت صاحب أمانة ؟ لا ، لا وبأعلى صوت لأنّ هذا سند والذي بيده السند يقيم عليك دعوى ويحجز عليك ، ويعمل لك مشكلة ويفضحك بالسوق ، فمبادرتك إلى تأدية الحق هذا سلوك مدني ، أما الأمانة أن يعطيك إنسان مئة ألف لتشغلها له عندك ، ويموت أمامك فجأةً ، ولم يبلغ أحداً إطلاقاً ، لا إبلاغ ، ولا إيصال ، ولا إعلام ، ولست مُداناً أمام أحد ، طرقت باب الورثة وقلت لهم : هذه أمانة أودعها أبوكم عندي قبل أن يموت ، هذه هي الأمانة . يا أخواننا الكرام ، الإنسان بذكائه وحنكته يستطيع أن ينتزع إعجاب الناس ولكن إلى حين ، لكن وحشيته تظهر أحياناً بشكل يفضحه ، فمثلاً بالخمسينات كان الناس مأخوذين بهذا العالم الغربي ، بالعلم والحضارة والرقي والتقدُّم والقيم ، الآن ابن الشارع ، الطفل الصغير ، عامّة الناس ، الطبقة غير الواعية من المجتمع ترى وحشيّة الغرب ، وازدواجيّته ، وكيف أنّه يكيل بمكيالين ، وكيف أنّه حاقد على الإسلام حقداً لا حدود له ، أليس كذلك ؟ فالأخلاق الاستعراضيّة لا قيمة لها عند الله ، هي أخلاق أساسها حنكةٌ وذكاء هدفها رخيص ، هدفها مكاسب دنيويّة لا تقدِّم ولا تؤخِّر . عندنا مثل عربي معروف : أنّ أحد الناس رأى صيّاداً يذبح عصفوراً وقد سقطت من عينه دمعة ، فقال : ما أشدَّ رحمته ، فقال له الآخر : انظر إلى السكين ، لا تنظر إلى هذه الدمعة ولكن انظر إلى السكين التي يذبح فيها هذا العصفور . أردت من هذا الكلام أن لا ينخدع الإنسان بألفاظ برّاقة ، بكلمات يقولها الغرب مثل : حقوق الإنسان ، حقوق الحيوان مقدّمةٌ عندهم على حقوق الإنسان ، لأنّ ما يأكله الكلاب من لحوم في العالم الغربي أضعاف ما يأكله شعب الهند من اللحوم بأكمله ، هذا شيء معروف . نحن نريد أخلاقاً إسلاميّة ، آداباً إسلاميّة ، آداباً أساسها الاتصال بالله لا أساسها الحنكة والذكاء . الصبغة هي الكمال و الفطرة حبُّ الكمال : التعلُّم مطلوب ، أتمنّى أن يضاف التعلُّم إلى الاتصال بالله ، الاتصال بالله يحقق صبغة ، فهذان التعبيران في القرآن الكريم دقيقان ، الفطرة صفحةٌ بيضاء ، قال تعالى : ( سورة الروم ) فلان مصطبغ بصبغـة الله أي إنسان متصل بالله مع هذا الاتصال اكتسب كمالاً ، هذا الكمال يمنعه أن يكذب ، يمنعه أن ينظر إلى عورات المسلمين دون أن يعرف الحكم الشرعي ، هذا الكمال يمنعه أن يستعلي ، يمنعه أن يتكبّر ، يمنعه أن يأخذ ما ليس له ، هذه هي الصبغة : ( سورة البقرة : آية " 138 " ) الفرق بين الفطرة والصبغة : الفطرة أن تحبّ الكمال ، أما الصبغة أن تكون كاملاً ، الفطرة ليس لك فيها أجر هكذا فطرك الله ، أما الصبغة كسبيّة ، أساسها جهد واتصال بالله وعملٌ صالحٌ وضبطٌ للنفس والشهوات ، فالفطرة فطريّة من اسمها ، أما الصبغة كسبيّة ، الفطرة أن تحبّ الشيء ، أما الصبغة أن تكون كذلك ، لذلك الأدب أعظم مصادره الصبغة ، أن تتصل بالله فتصطبغ نفسك بالكمال . لن أكون مبالغاً بهذا الكلام : لو تصوّرنا إنساناً له صلة شديدة بالله ولم يقرأ أي حديث عن آداب الإسلام فأرجّح أنّه يفعل معظمها وهو لا يدري ، عنده حياء من الله يمنعه أن يتواقح ، أو أن يكذب ، أو أن يسُبّ الناس بالألفاظ البشعة ، عنده حياء يمنعه أن ينظر إلى ما لا يحلّ له ، هذا هو الحياء ، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : أدبني ربّي ، أي أنّ اتصالي بالله جعلني مؤدّباً . أيُّها الأخوة الكرام ، الشيء الذي ينبغي أن يبدو منك كمؤمن هو أدبك ، أدب الطعام ، الشراب ، السلام ، الاستئذان ، المجلس ، الحديث ، المزاح ، التهنئة ، عيادة المريض ، التعزية ، العطاس ، التثاؤب . لنبدأ بآداب الطعام ، بالطبع الآن نتعلّم الآداب تعلُّماً بيانيّاً ، وكما قلت سابقاً أنّ الأَولى أن نتعلّمها بيانياً أي شرحاً ، وأن نتصل بالله حتى تشتق النفوس هذا الكمال الإلهي بحيث لا تفعل هذا الشيء لا لأنّه حرام ولكن نفسك تأبى أن تفعله ، مثلاً أحد الأشخاص عند سفره إلى أحد المحافظات فتح سائق السيّارة العامّة إحدى الأغاني التي يحبُّها فيترنّم تماماً ولكنّه غير محاسب ، هو لا يستمع ولكنّه سمع ، والنبي قال : من استمع ، لكن هذا الإنسان ذاته بعد أن تتعمّق صلته بالله ، وبعد أن تطهر نفسه ، بعد أن يرقى إلى الله ، بعد سنة لو استمع إلى الأغنية نفسها يتمزّق ، يقول في نفسه : ما هذا الانحطاط ، ما هذه العبارات البذيئة مثلاً ، ولكنّه لم يكن كذلك ، ففي المرحلة الأولى كان منصاعاً لأمر الله ، ولكن نفسه لم تصطبغ بالكمال ، لكن بعد أن اصطبغت نفسه بالكمال يتأبّى هذه المعصية . الفطرة أن تحب العدل ، أما الصبغة أن تكون عادلاً ، الفطرة ليس لك فيها أجر لأنّ الله خلقك هكذا ، أما الصبغة لك فيها أجر لأنّها كسبيّة فقد بنيت على أساس إيماني واتصالٍ بالله وعمل صالح واستقامة وضبطٍ للجوارح وغير ذلك . آداب الطعام : الآن آداب الطعام ، هذا الأدب سهلٌ جداً ففي اليوم الواحد لدينا ثلاث وجبات ، يمكن أن تنفذوها على عشاء اليوم أولاً . 1ـ بركة الطعام الوضوء قبله بغسل اليدين والفم والوضوء بعده : الأدب الأول : ((بركة الطعام الوضوء قبله والوضوء بعده )). [رواه أبو داود والترمذي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه] هل تصدّقون فقد ذكرت في إحدى الخطب أنّ ثلاثمئة مليون إنسان يصاب في العالم كلّ يوم بسبب عدم تنظيف اليدين عقب قضاء الحاجة وعقب الطعام والشراب ، وتحت اسم أمراض القذارة أصدرت منظمة الصحّة العالميّة التابعة للأمم المتحدة نشرة بذلك . وضوء الطعام ليس وضوء الصلاة وضوء الطعام غسل اليدين والفم فقط ، فإذا أمسكت بشيء في يدك سابقاً ، أو خلعت حذاءك ، أو وضعت يدك على حائط قد يكون قذراً ، أو قد يكون طفلاً لم ينظّف نفسه ووضع يده على الحائط ، أو مسكت شيئاً غير نظيف ، أثناء النهار يجوز أن يكون الفم مفتوحاً ويوجد غبار أو أشياء لا ترى ، فبركة الطعام الوضوء قبله بغسل اليدين والفم ، والوضوء بعده . هذه واحدة . قال أحد الصحابة سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم يقول : ((من أحبَّ أن يكثر الله خير بيته فليتوضّأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع )). [ رواه ابن ماجة والبيهقي عن أنسٍ رضي الله عنه ] الآن يقولون عن تفشّي مرض الحمّى المالطيّة ، حمّى البحر المتوسّط ، بسبب عدم غلي الحليــب أو الأجبان ، وأمراض العدوى معروفة عندكم ، فغسل اليدين قبل الطعام تعتبر تقريباً حرزاً للإنسان من أن تنتقل له بعض الأمراض عن طريق اللمس ، فليتوضّأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع ، قبل الطعام وبعد الطعام ، هذا أول أدب 2ـ التسمية في أوّل الطعام والحمد في آخره : التسمية في أوّله والحمد في آخره ، الأدب الثاني : ((إذا أكل أحدُكم فليذكر اسم الله تعالى ، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوّله فليقل : بسم الله في أوّله وآخره )). [رواه أبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها ] معنى التسميّة : بسم الله أشرب هذا الماء ، أنّ هذا الماء من نعم الله ، وللتسمية معنيان : الأول أن تذكر أنّ هذه نعمة من الله ، أن تذكّرك بفضل الله عليك ، والثاني أن تشرب وفق السنّة ، أن تذكّرك بسنّة رسول الله في الشرب ، تذكُّر النعمة ، وتطبيق السنّة ، هذه معنى التسمية ، بسم الله أشرب يعني أشرب ماءً هو من نعمة الله ، وأشرب ماءً وفق ما أمر الله ، هذه معنى التسمية . كان عليه الصلاة والسلام إذا أكل وشرب يقول : (( الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين )). [الترمذي عن أبي سعيد الخدري] ((الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين )). [الترمذي عن أبي سعيد الخدري] الأكل في الطريق دناءة . شيء جميل أن يتعلّم الطفل وهو صغير الآداب ، كيف يأكل ؟ وكيف يشرب ؟ 3ـ ألا يعيب طعاماً قدّم إليهولا يمدحه : الأدب الثالث : ألا يعيب طعاماً قدّم إليه ، كما قالت السيدة عائشة عن النبي عليه الصلاة والسلام : (( ما ذمّ طعاماً قط .)) [مسلم عن أبي أيوب] (( ما ذمّ طعاماً قط لكن إن أعجبه أكله وإن كرهه تركه.)) [مسلم عن أبي أيوب] كأن يقول : أكلة رائعة ، طعمها كالقشطة ، مثل كذا وكذا ، أكلت فقم بشكر الله فقط ، المبالغة في المدح أيضاً ليست من أخلاق المؤمن ، فمعنى ذلك أنّه عبد بطنه ، وقد قال النبي : (( تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ )) . [ البخاري عن أبي هريرة ] الأدب الرابع : أن يأكل بيمينه ومما يليه . لما روى مسلمٍ عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال : (( كنت غلاماً في حجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت يدي تطيش في الصفحة ، فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : يا غلام سمّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك . )) [مسلمٍ عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما] لا بد أن تربّي ابنك وتقول له : كل مما يليك يا بني ، أو كل مثل الناس مع الخبز مثلاً ، أما أن يأكل الابن كيفما أراد فهذا لا يجوز ، لا بد أن يكون له أب ليربّيه . النبيّ لم يسكت عندما رأى يد الطفل تطيش في الإناء بل قال له : (( يا غلام سمّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك . )) [مسلمٍ عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما] الأدب الخامس : ألا يأكل متّكِئاً لما فيه من الضرر الصحّي ، وظواهر الكبر ، بالطبع إلا المرضى في المستشفيات ، أما غير المريض يجب أن يأكل وهو جالسٌ جلسة نظاميّة . ((لا آكُلُ متّكِئاً )). [رواه البخاري عن أبي جحيفة ] الاتكاء يتنافى مع الأدب أمام شخص عظيم ، فسيّدنا زيد الخيل كان رجلاً من وجهاء الجاهليّـة ، فلمّا أسلم سمّاه النبيّ زيد الخير ، ورحّب به وقال له : يا زيد ما رأيت رجلاً وكان قد وصف لي إلا رأيته دون ما وصف إلا أنت يا زيد ، لله درُّك ، وقد دعاه النبي إلى بيته وأعطاه متَّكَأً يتكئ عليه ، سيّد الخلق ويجلس أمامه متّكئاً !! أسلم قبل ساعة فقال له : والله يا رسول الله لا أتّكئ في حضرتك . هذا هو الأدب ، رأيت مرّتين أو ثلاثاً في غير هذا الجامع أثناء الدرس من يجلس جلسةً لا أدب فيها على الإطلاق ، إن كان معذوراً فلا يحق لي أن أتكلّم ، أمّا إذا كان بلا عذرٍ وهكذا رجلاه ومرتاحاً على التمام فعليه أن يعلم أن هذا بيت الله ، فو الله لو جلس هذه الجلسة أمام إنسانٍ كبيرٍ وله مكانته لطرده ، أنت في بيتٍ من بيوت الله ، أما المعذور معذور ولا أتحدّث عنه أبداً ، بعض الأشخاص مرضى بتصلُّب في المفاصل فهذا الله عزَّ وجلَّ يعذره ولا يحاسبه ، لكن من دون سبب ؟! يجب أن نتأدّب بآداب الإسلام . 6ـ يستحبّ التحدُّث على الطعام : قالوا : يستحبّ التحدُّث على الطعام ، البعض يتحدثون بكلام ليس له معنى ، فالنبي كان يتحدّث على الطعام ، الحقيقة أعرف أسراً كثيرة أغبطها ، الطعام عندهم متعة ، الأولاد كلّهم يجلسون إلى مائدة الطعام ويتحدّثون ، فالأب يحدثهم ويستمع إلى أولاده ، بموعظة ، بقصّة ، بطرفة مثلاً ، وقد يكون أحد أطفال العائلة في المدرسة فيقول : هكذا تكلمت المعلّمة ، فهذا شيء جميل مع الطعام ، فمن السنّة التحدُّث مع الطعام ، أما كل واحد من الجالسين عينه على القصعة ويأكل بِنَهَم وكأنّهم في مسابقة ، فهذا ليس طعاماً بل طعام الشياطين ، لما روى مسلمٌ عن جابر رضي الله عنه أنّ : (( النبيّ صلّى الله عليه وسلّم سأل أهله الأُدم فقالوا : ما عندنا إلا خل . فقال : فدعا به فجعل يأكل منه ويقول : نعم الإدام الخل ، نعم الإدام الخل .)) [مسلمٌ عن جابر رضي الله عنه] قال لي أحد الشباب عن والده : من عشرين سنة نأكل طعام الغداء مع رنين الساعة الثانيـة ظهراً ، هكذا نظامه ولا يمكن أن لا نكون مجتمعين على الطاولة جميعاً في هذا الوقت ، فهذا وقتٌ مقدّسٌ يجلسون ويأكلون مجتمعين . هناك بيوتٌ مليئة بالفوضى كل ولد له وجبة طعام له وحده ، فأولاً تذهب بركة الطعام ، وثانياً تحدث مشقةٌ كبيرةٌ جداً ، فإذا أمكن اجتماع الأهل كلّهم ودفعةً واحدة على الطعام ، ويتحدّثون بحديثٍ ممتعٍ ومؤنسٍ ولطيفٍ فهذا من السنّة وهكذا النبي علّمنا . 7ـ الدعوة للمضيف : يستحبُّ أن يدعو الضيف لمضيفه إذا فرغ من الطعام ، فتجد البعض إذا انتهى من طعامه يطلب الذهاب ، فأين يذهب ؟ ادعُ لصاحب الطعام بأن تقول له : (( أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلّت عليكم الملائكة .)) [أبو داود والترمذيّ عن أنسٍ رضي الله عنه] روى أبو داود والترمذيّ عن أنسٍ رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم جاء إلى سعد بن عبادة فجاء بخبزٍ وزيت فأكل ثمّ قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام : (( أفطر عندكم الصائمون ، وأكل طعامكم الأبرار ، وصلّت عليكم الملائكة .)) [أبو داود والترمذيّ عن أنسٍ رضي الله عنه] آداب أخرى للطعام : إذا سألك المضيف عن الأكل وجودته ، فيجب أن تمدح له ، فقد أراد أن يتقرّب منك وصنع لك طعاماً وقد بذل فيه جهداً ، وسألك عن الأكلة وهل أحببتها ؟ فقل له : نعم جزاك الله الخير على هذا الطعام الطيّب ، أكلة نفيسة ، إذا سألك عن الأكل هل أعجبك ؟ فمدحه له جبراً لخاطره . زارنا أخ له دعوته مع طلاّبه ، مما لفت نظري أنّه لا يمكن أن يأكل أحد لقمة من الطعام قبل أن يأكل أكبر من في المجلس ، هذا شيء جميل ، أحياناً نكون في نزهة وثلاثة أو أربعة من الأصدقاء لم يحضروا بعد فقد كانوا في خدمة المجموع ، وليس لهم مكان في غرفة الطعام ، فتجد أن نصف الطعام قد أُكِل ، أمير الجلسة يجب أن لا يأكل ولا لقمة من الطعام حتى يكون الكل مجتمعين ، ليعد حتى الخمسة عشر مثلاً فإذا كان الكل حاضراً يبدأ بسم الله . الصغار لا يأكلون قبل أن يأكل أكبر إنسان في الجلسة ، والآن يُعمَل بهذا في المآدب الرسميّة ، فإذا بدأ بالأكل أعلى شخصيّة بالمأدبة الكل بعده يأكل ، هكذا السنّة ، فإذا وجد أولاد يجلسون مع أبيهم ، أو طلاّب مع أستاذهم بنزهة ، ووضع الطعام ، فالطالب ليس له الحق في أن يأكل قبل أن يأكل أستاذه ، فإذا تناول قطعة من الطعام فهذا خلاف للسنّة ، فلا يأكل الكل إلا بعد أن يمدّ يده رئيس هذه الجلسة أو أمير هذه الجماعة ويأكل أول لقمة ، وليس للأمير ـ أمير المائدة أو أمير النزهة ـ ليس له الحقّ في أن يبدأ الطعام إلا بعد أن يحضر كلّ من معه ويتأكّد من ذلك ، فالكل بمكانه ، والطعام موزّعٌ توزيعاً جيّداً ، ثم يبدأ بالطعام وعازماً عليهم بأن يتفضلوا الطعام ، وهم ليس من حقّهم أن يبدؤوا قبله فهذا من دقّة النظام . تعلموا ذلك ، كذلك بعض الناس لا يحلو له عمل الشاي أو غسل أسنانه أو قراءة شيء ما إلا والناس مجموعون حول المائدة ، ويطلب منهم أن ينتظروه ، هذا شيء صعب إذ لا بدّ أن تراعي كلّ النواحي ، فإذا وضع الطعام فيجب أن يقبل عليه الجميع ، والأب يجب ألا يبدأ حتى يكون الكل موجودين ، والأولاد يجب ألا يبدؤوا بالطعام حتى يبدأ أبوهم . روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال : كنا إذا حضرنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله فيضع يده ، هذه السنّة . الحديث الأخير : ((كان عليه الصلاة والسلام إذا أكل طعاماً لَعِقَ أصابعه الثلاث )). [رواه مسلمٌ عن أنسٍ رضي الله عنه ] متى يستطيع أن يلعق أحد أصابعه ؟ إذا غسل يديه قبل الأكل وإلا فلن يستطيع الإنسان أن يلعقهم ، فإذا كان التغسيل جيداً وبأصابعه دسمٌ فهذه نعمة ، وقال : (( إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان)). [رواه مسلمٌ والنسائي وابن ماجه من رواية سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر] أحياناً تقع على الأرض لقمة فتعلق عليها بعض الغبرة فنغسلها قبل أن نأكلها هذا من السنّة . حفظ النعمة وعدم الاستهتار بها : أخواننا الكرام ، من الاستهتار بالنعمة أن تجد بالقمامة بعض الطعام ، فالمؤمن الكامل لو رأى في القمامة بقايا من الطعام لاقشعرّ جلده ، أحياناً يترك في وعاء الطبخ بقايا رز ويُوضع في المجلى ويذهب ما في الوعاء من الرز إلى القمامة ، وأحياناً تجد كسرات من الخبز هذه تأكلها الطيور فقم ببلها بالماء وضعها على السطح فتؤكل كلّها ، أو بقايا فتّة كذلك تأكلها الطيور ، فإذا وجد شيء عافت نفسك أن تأكله يوجد من يأكله وبِنَهَم ولك فيه أجر ، فكل شيء فيه طعام يجب أن لا ترمي به ـ ولو ذرة ـ إلى القمامة ، فالطير يأكله ، أرى بعيني كثيراً من الخبز يلقى فوق سطح البيت فلا تبقيمنه الطيور شيئاً ، الطير يأكل بقايا الخبز أو الفتّة أو الطبخ بنهم ولك أجر ، فحاول أن لا تلقي ولو بذرّة واحدة إلى القمامة . لكن ترى أحياناً أفخر الطعام ـ لطف الله بنا ـ يلقى في القمامة ، فقد سمعت أنه في بعض البلاد يصنعون وليمة من الطعام بها جملٌ صغيرٌ مكتّفٌ ـ وهي من أنفس الأكلات ـ ضيف الشرف يأكل منه فقط نصف الأوقيّة ، ولكن من التقاليد والعادات أن لا يأكل أحد بعد الضيف أبداً والباقي يلقى على القمامة . أشعر أنّ الإنسان المؤمن إذا رأى طعاماً ملقى على القمامة يهتزّ من أعماقه ، فقد قال رسول الله : يا عائشة أكرمي مجاورة نعم الله ، فإنّ النعمة إذا نفرت قلّما تعود . دُعيت مرّة إلى عقد قران وكان فيه الكثير من الطعام النفيس وبكميات كبيرة ، لاحظت أنّه لم يؤكل منه خمسه ، فاحترت ، والداعي رجلٌ مؤمنٌ فسألته مستفسراً في اليوم الثاني ، فقال لي : والله يا أستاذ ما ضاعت منه رزة واحدة ، كل الطعام وضع في أكياس ووضع في البرّادات وأخذ إلى المآتم وأكل منه لمدة عشرة أيام ، أراد أن يكرم الناس بذلك ولم يؤكل سوى خمس الأكل وقام على الفور بتوزيع الباقي . كذلك ذات مرّة أقام أحد الأخوة وليمة ، فقلت له : أين الأكل ؟ قال لي : قمت بتوزيعه كلّه ، فبعض الناس يكون جائعاً والطعام جيّد ونفيس فيوزّع ، وكذلك الثياب توزّع . آداب الشرب : أيها الأخوة الكرام ، هذه الدروس دروسٌ أساسية ، فإذا ضبط الإنسان سلوكه ، ضبط طعامه وشرابه ، حفظ نعمة الله هذه النعمة لن تفقدها أبداً ، أما إذا كان هناك استهتارٌ فالله كبير وسيحاسبك . الآن آداب الشرب . 1ـ استحباب التسميـة والحمد والشرب ثلاثاً : استحباب التسميـة والحمد والشرب ثلاثاً لما روى الترمذي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : (( لا تشربوا واحداً كشرب البعير ، ولكن اشربوا مثنى وثُلاث ، وسمّوا إذا أنتم شربتم ، واحمدوا إذا أنتم رفعتم .)) [الترمذي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما] لا تشربوا واحداً كشرب البعير ، ولكن اشربوا مثنى وثُلاث ، فالأدب الأول أن تسمّي وتحمد الله عزَّ وجلَّ ، وتشرب الكأس على ثلاث مرّات . 2ـ نهى الرسول الكريم عن الشرب من فِيْ القرب : الأدب الثاني ، نهى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يشرب من فِيْ السقاء أو القُرب . أي من فمها ، من فم الزجاجة ، أو الإبريق مباشرة ، فقد نهى النبي أن يكون الشرب هكذا . 3ـ كراهية النفخ في الشراب : الأدب الثالث ، كراهية النفخ في الشراب ، فمثلاً شرب أحد الناس ثلاثاً حسب السنّة ولكن في المرّة الثانية ترك الإناء على فمه وتنفّس بداخله ، فأحياناً الزفير يحمل بعض الأمراض ، فالسنّة ما بين الشربتين أبعِد القدح عن فيك ، لذلك نهى النبيّ الكريم أن يتنفّس في الإناء أو ينفخ فيه لما في ذلك من الأمراض الصحيّة ، والمنافاة للآداب الاجتماعيّة . 4ـ استحباب الشرب والأكل جالساً : الأدب الرابع ، استحباب الشرب والأكل في حال الجلوس . الآن درجت موضة الأكل والشرب واقفاً ، سفرة بوفيه ، وهذا خلافاً للسنّة ، فإذا لم تجد لديك عدد كافٍ من الكراسي فلا مانع من ذلك ، فيسكب الضيف الطعام ويعود لمكانه السابق الذي كان يجلس فيه لأنّ الأكل واقفاً منهيٌ عنه . نهى عليه الصلاة والسلام أن يشرب الرجل قائماً قال قتادة : فقلنا لأنس : الأكل ؟ قال : ذلك أشرّ . إذا كنت منهياً عن أن تشرب واقفاً فالنهي عن الأكل واقفاً أشدُّ نهياً . وفي رواية أنّه قال : ((لا يشربنّ أحدٌ منكم قائماً )). [رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ] لكن النبي شرب قائماً ، لماذا شرب قائماً ؟ في بعض الحالات ، إذا كنت ماشياً في الطريق ، والطريق مزدحم ، وكنت عطشان ، ووقفت على سبيل ماء فمن غير المعقول أن تقرفص لتشرب والناس يقفون أعلى منك ، هذه حالة صعبة ، فمثلاً إذا كنت في الكعبة ـ زادها الله شرفاً ـ والازدحام شديد فإذا أردت أن تشرب قاعداً فستجد الناس فوقك ، فاشرب واقفاً ، النبيّ الكريم شرب ماء زمزم واقفاً ـ وهي حالات قليلة ـ الأولى فيها أن تشرب قاعداً ، فالنبي شرب قائماً لئلا يوجد حرجٌ عند الحالات الضروريّة . 5ـ النهي عن الشرب في آنية الذهب والفضّة : الأدب الخامس ، النهي عن الشرب في آنية الذهب والفضّة ، ففي الحكم الشرعي حرامٌ أن تستعمل الآنية المصنوعة من الذهب الخالص أو الفضّة الخالصة ، أما المُذهّب والمفضض ففيه إجازة . فإذا كان مطلياً بالذهب شيء لا يذكر ، فالمذهّب شيء والذهب شيء آخر ، وأيضاً المفضض شيء والفضّة شيء : (( من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه من نار جهنم)). [مسلم عن أم سلمة] 6ـ النهي عن امتلاء المعدة بالأكل والشرب : الأدب السادس ، النهي عن امتلاء المعدة بالأكل والشرب . ((ما ملأ آدميٌ وعاءً شراً من بطنه ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بدّ فاعلاً ، فثلثٌ لطعامه ، وثلثٌ لشرابه ، وثلثٌ لنفسه )). [رواه الإمام أحمد والترمذي عن المقدام بن معد يكرب] هذه هي آداب الطعام والشراب ، تنفيذها سهلٌ جداً ، علّمها لأولادك وقم أنت بتطبيقها ، وإذا دُعيت إلى طعام نفذها أمام أخوانك فتصبح جزءاً من حياتك . إن شاء الله في درسٍ قادم ننتقل إلى آداب السلام ، والموضوعات كما يلي : أدب الطعام والشراب ، أدب السلام ، أدب الاستئذان ، أدب المجلس ، أدب الحديث ، أدب المزاح ، أدب التهنئة ، أدب عيادة المريض ، أدب التعزية ، أدب العطاس والتثاؤب . والحمد لله رب العالمين
|
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الآداب, الأطفال, الاجتماعية, التّربية, عرس, عند |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
التنشئة الاجتماعية | أبو غفران | علوم التربية وعلم النفس التربوي | 0 | 06-02-2009 14:52 |
التنشئة الاجتماعية | kawa mohammed | الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية | 1 | 23-12-2008 15:04 |
التنشئة الاجتماعية | أبو غفران | الأرشيف | 1 | 06-12-2008 18:45 |
التنشئة الاجتماعية | أبو غفران | علوم التربية وعلم النفس التربوي | 1 | 04-12-2008 21:24 |
التنشئة الاجتماعية | FLAMANT | الدفتر العام لللتكوين المستمر والامتحانات المهنية | 1 | 05-12-2007 19:22 |