خرج الآجري عن أبي موسى قال :
ماتت أخت لعبد الله بن عمر . فقلت لامرأتي : اذهبي فعزيهم . و بيتي عندهم ، فقد كان بيننا و بين آل عمر الذي كان
فجاءت فقال : ألم آمرك أن تبيتي عندهم ؟
فقالت : أردت أن أبيت ، فجاء ابن عمر فأخرجنا . و قال : اخرجن لا تبيتن أختي بالعذاب .
و عن أبي البختري قال : بيتوتة الناس عند أهل الميت ليست إلا من أمر الجاهلية .
------------------
قال القرطبي :
و هذه الأمور كلها قد صارت عند الناس الآن سنة و تركها بدعة ، فانقلب الحال و تغيرت الأحوال .
قال ابن عباس رضي الله عنه : لا يأتي على الناس عام إلا أماتوا فيه سنة . و أحيوا فيه بدعة . حتى تموت السنن و تحيا البدع
و لن يعمل بالسنن و ينكر البدع إلا من هون الله عليه إسخاط الناس بمخالفتهم فيما أرادوا ، و نهيهم عما اعتادوا و من يسر لذلك أحسن الله تعويضه
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنك لن تدع شيئاً إلا عوضك الله خيراً منه
و قال صلى الله عليه و سلم : لا يزال في هذه الأمة عصابة يقاتلون على أمر الله لا يضرهم جدال من جادلهم و لا عداوة من عاداهم
التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة
======
الهدف من تعزية المصاب أن يهون عليه ويذكره بالشيء الذي يخفف وطأة المصيبة عليه, و لا يشترط ان تكون التعزية في البيت بل تكون في أي مكان، فتكون في المقبرة، وتكون في المسجد، وتكون في الطريق
و أعتاد المغاربة رفع الخيام و توزيع أشهى الأطعمة و الأشربة بل قد يصل الأمر إلى تصوير ما يقع , و هذا تبذير لمال الورثة بغير حق , و قد يستمر جلوس الناس للتعزية عدة أيام و هذا فيه زيادة المصيبة على المصاب لا تخفيفها
و قد قال جرير بن عبد الله البجلي:
كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنيعه الطعام بعد دفنه من النياحة