"
صريع درهم ابي"
توجهت صحبة ابي الى السوق الاسبوعي لقضاء بعض الاغراض احمل في يدي قفة لاجل الخضر و كيسا لاجل القمح و سلة صغيرة لنضع فيها الطماطم حيث نقوم بفصلها عن بقية الخضر لان حكاكها مع الخضر سيجعل منها عصيرا احمر غير قابل للشرب خصوصا ادا كانت ناضجة و قشرتها بنية .
دخلنا الى الرحبة و هو مكان مخصص لبيع المحاصيل الفلاحية من القمح و الشعير و الكمون و غيرها و الدي اثار بشدة انتباهي للاول مرة رغم اني كنت متعودا لزيارة الرحبة ، هو طريقة الوزن فهناك اصحاب الجملة الدين يضعون موازين كبيرة فكل من يزن محصولاتهم يدفع مقابلانقديا ياخده عمال دلك التاجر ففطن بعضهم ان العائد من تلك المهنة لا باس به فيشتري ميزانا يزن فيه بالمقابل كما ان هناك طريقة تانية و هي طريقة العبرة و التامنة و هما وحدتان من حديد دائريتان و فارغتان من الداخل و الدي يزن بوحدة العبرة او التامنة ياخد اجرته من المحصول عينا الا ان هناك من يمتنع عن دفع تلك العمولة من عين الشئ الموزون و يفضل دفعها نقدا.
اشترينا عبرة من القمح و تركناها عند البائع حتى نعود اليها استوقفنا احد المتسولين ممزق التياب و قسماته تنبئك من الوهلة الاولى ان هدا الجسد يخفي وراءه عالما من الاجراح و كان طلب هدا المتسول هو درهم واحد ،و طريقته في الاستعطاف لم تكن لبقة و كانها مزيج من التهديد و الاستعطا ف فقال له ابي الله يسهل فكان رده للكلام قاس و غليظ فاردت ان اوقفه عند حده لكن ابي اخرج من جيبه درهم واعطاه اياه .فقلت لابي اغلظ لنا القول و تعطيه درهما فقال لي لقد دفعنا شره عنا بدلك الدرهم ولن نتقدم سوى خطوات قليلة حتى وجدنا دلك المتسول عينه مطروحا ارضا و الدماء تسيل منه و سالنا عن سبب دلك فقيل لنا كلامه الفاحش هو الدي تسبب له فيما اصابه فقال لي ابي ليس كلامه و انما الدرهم الدي اعطيته هو الدي ساهم في انه توهم ان الطريقة التي اخد بها الدرهم ستنجح دائما فهدا الدي ترى امامك صريعا فالسبب درهمي الدي اعطيته و الصدقة تدهب الباس و ما في كل مرة تسلم لهدا الشحاد الجرة.
عبد العالي برامي