أديب مغربي أصيل آخر يرحل ... البشير جمكار
ـــــــــ
انتقل إلى عفو الله، يوم الخميس الماضي، الأديب المغربي القاص : البشير جمكار .
يعتبر البشير من مؤسسي فن القصة المغربية الحديثة .
اشتهر بإنتاجه القصصي، خاصة في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي .
انخرط في اتحاد كتاب المغرب سنة 1974 .
ــــــــــــــــ
يقول عنه الكاتب والصحفي : لحسن لعسيبي :
" ...كان جمكار، يمتلك خصلة أصبحت نادرة اليومَ، في مجال التعليم العمومي في المغرب، وهي أنه لم يكن موظفا، بل كان مربيا، كان أبا، وكان صاحب رسالة.. ولعل الكثيرين ممن تتلمذوا على يديه، على مدى سنوات السبعينات والثمانينات والتسعينات، يحملون له محبة خاصة، لأنه من نوع المربين الذين كانوا، ببيداغوجيتهم الأصيلة، يبصمون القلوب قبل العقول، وينحتون المحبة في الأفئدة قبل العلم في الكراس.. الأمر الذي جعل الكثيرين، يحتفون احتفاء خاصا بمجاميعه القصصية: « غيوم الصباح » ( الصادرة سنة 1983 )، « النهر يجري » ( الصادرة سنة 1987 )، ثم « سرير الأحزان » ( الصادرة سنة 1994 )..(...)
كان جمكار رجلا سعيدا، نعم كان سعيدا، لأنه كان ما أراد: إنسانا.
إن معدنه الأصيل يجعلك، تستشعر فيه أنـَفـَة المسرحي المصري العربي الكبير نجيب سرور، وإباءَ الشاعر أمل دنقل، وغزارة معارف عبد الله كنون المعتز ب « النبوغ المغربي ».. كان جمكار مريضا ب « تامغربيت »، كان معتزا بكل ما هو مغربي أصيل، من رقصة حصان في "التبوريدة"، حتى رقصةِ لاعب كرةٍ مثل صلاح الدين بصير ( كم أغبط هذا الفتى المغربي النبيل، الذي كان له حظ أن احتفـَى منذ 10 أيام، بالراحل في دربه القديم: درب غلف. فقد كان من آخر محبيه الذين التقـَوْه واحتفـَوْا به عاليا )..
ويكاد الراحل، يشكل مع القصاص المبدع أحمد بوزفور، طينة خاصة من الرجال المغاربة، الذين يسعد الخاطر أنهم مغاربة، وأنهم أبناء هذه الأرض. "
ـــــــــــ
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته ، والعزاء والصبر والسلوان لأسرته الصغيرة والكبيرة .
وإنا لله وإنا إليه راجعون .