هل هناك نيابة إقليمية في سيدي بنور ؟ أنا أشك في ذلك , صراحة , فمن خلال جولة سريعة على بعض المؤسسات التعليمية بالمدينة أو في بعض الجماعات التابعة للإقليم , يتضح بما لا يدع مجالا للشك أن التسيب هو العنوان الأبرز للوضع التعليمي بالإقليم .
جل بنود مقرر السيد الوزير الخاص بتنظيم السنة الدراسية ,إن لم نقل كلها معطلة ( ما عدا العطل ؟؟) , فلا مفتشين تربويين يراقبون و يؤطرون الأساتذة , و لا مجالس مفعلة في أغلب المؤسسات , و إن كانت تنعقد فقط لتعبئة المطبوعات و تفادي الأسئلة ؟؟و الملاحظات التي يمكن أن تأتي من هنا أو هناك . زمن مدرسي هزيل يساهم في هزالته للأسف جميع الفاعلين التربويين بالمؤسسات التعليمية من مدرسين و إدارات تربوية , فالغياب و التأخر عن أداء الواجب يبقى السمة البارزة التي يفاجأك بها جل الأباء , على الرغم من بساطتهم , البساطة و النية التي تواجه بالقسوة و التجبر من لدن بعض الأساتذة الذين يخرجون أعينهم في كل من سولت له نفسه التشكي من غياب أو تأخر أستاذ أو خروجه قبل نهاية الحصة المخصصة للدرس . مؤسسات تعليمية يرتادها التلاميذ يوميا للتحصيل و لا يجدون فيها ماء صالحا للشرب أو مرحاضا يسترهم عند قضاء حاجتهم الطبيعية . مدارس و إعداديات و ثانويات تتوسطها أعلام مغربية باهتة و أحيانا ممزقة , و لا تسمع فيها صوتا للنشيد الوطني , الذي يفترض أن يزرع في نفوس المتعلمين حب الوطن . مؤسسات معاقة تربويا : تدرس موادا دون غيرها ؟؟ . مؤسسات يوفر بعضها وجبات غذائية : فاخرة على الورق - مدقعة على الموائد , و يتم تناول الوجبات بسرعة البرق , ساندويتشات محمولة , لمسح أثار الجريمة في أقرب وقت . مؤسسات تدبر زمن التعلم بطرق يعجز عن فك طلاسمها حتى جهابذة علوم التربية , فمن تلاميذ يدرسون ساعتان يوميا في بعض المدارس الإبتدائية , إلى إعداديات تفرض على مرتاديها الحضور فقط من الخامسة إلى السادسة ؟؟ . مؤسسات ميتة ... لا حياة فيها كالقبور , لا أندية تربوية و لا أنشطة موازية تمسح غبار الملل و تهذب نفوس المتعلمين .
سأعيد طرح السؤال بشكل مغاير , ألا يستطيع النائب الإقليمي و جيش الموظفين في نيابته من رؤساء للمصالح و مفتشين , ضبط الشأن التربوي بهذا الإقليم الفتي ؟ أمن الحكمة دس الرأس في التراب و إعتبار أن كل شيئ على ما يرام ؟
أناشد السيد النائب الإقليمي : لا تحزم ربطة عنقك و لا ترتد أفضل ملابسك حتى ينصلح حال التعليم في تراب نيابتك , و في انتظار ذلك اليوم , لك أن تلبس دربالة على قياس البؤس الذي يرزح تحت طائلته الواقع التعليمي بسيدي بنور .