الحمد للهرب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: عن ميمون بن مهران جاء: رجلإلى سلمان(1)فقال: أوصني. قال لا تتكلم. قال لا يستطيع من عاشفي الناس أن لا يتكلم. قال: فإن تكلمت فتكلم بحق أو اسكت. قال: زدني. قال: لا تغضب،قال: إنه ليغشاني ما لا أملكه. قال: إن غضبت فأمسك لسانك ويدك. قال: زدني. قال: لاتلابس الناس. قال: لا يستطيع من عاش في الناس أن لا يلابسهم. قال: فإن لابستهمفاصدق الحديث وأد الأمانة(2). وعن معاذ بن سعيد قال: كنا عند عطاء بنأبي رباح فتحدث رجل بحديث فاعترض له آخر في حديثه، فقال عطاء: سبحان الله ما هذهالأخلاق ؟ ما هذه الأخلاق ؟ إني لأسمع الحديث من الرجل وأنا أعلم منه به فأُريه أنيلا أُحسن منه شيئاً(3). وعن عثمان بن الأسود قال: قلت لعطاء: الرجل يمر بالقوم فيقذفه بعضهم، أيخبره؟ قال: لا، المجالس بالأمانة(4). وعن خلف بن تميم: حدثنا عبد الله بنمحمد، عن الأوزاعي قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز رسالة، لم يحفظها غيري وغيرمكحول: أما بعد: فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير، ومن عد كلامه منعمله، قل كلامه إلا فيما ينفع. والسلام(5). وعن يعلى بنعبيد قال: دخلنا على محمد بن سوقة فقال: أحدثكم بحديث لعله ينفعكم، فإنه قد نفعنيثم قال: قال لنا عطاء بن أبي رباح يا بني أخي إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضولالكلام، وكانوا يعدون فضوله ما عدا كتاب الله عز وجل أن تقرأه وتأمر بالمعروف أوتنهى عن منكر أو تنطق بحاجتك في معيشتك التي لابد لك منها. أتنكرون أن عليكم حافظينكراماً كاتبين، عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيبٌ عتيد؟أما يستحي أحدكم أن لو نشرت عليه صحيفته التي أمل(6)صدر نهاره فإن أكثرما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه(7). وقال فيض بنوثيق: سمعتُ الفضيل يقول: إن استطعت أن لا تكون محدثاً ولا قارئاً، ولا متكلماً؛ إنكنت بليغاً قالوا: ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته، فيُعجبك ذلك، فتنتفخ، وإن لمتكن بليغاً، ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يُحسن يحدث، وليس صوته بحسن، أحزنك ذلك، وشقعليك، فتكون مرائياً، وإذا جلست فتكلمت، فلم تُبال من ذمك ومن مدحك، فتكلم(8). وقيل للفضيل بن عياض: ما الزهد ؟ قال: القنوع، قيل: ما الورع ؟ قال: اجتناب المحارم. قيل: ما العبادة؟ قال أداء الفرائض. قيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق. وقال: أشد الورع في اللسان. قالالذهبي]: هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعاً في مأكله وملبسه ومعاملته، وإذا تحدث يدخلعليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمقحديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضعالكلام، ليثنى عليه . ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة(9). وقال أحمد بن [أبي] الحواري: حدثنا أبوعبد الله الأنطاكي قال : اجتمع الفضيل والثوري , فتذاكرا , فرق سفيان وبكى , ثم قال : أرجو ان يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركه . فقال له الفضيل : لكني يا أبا عبدالله أخاف أن لا [يكون] أضر علينا منه. ألست تخلصت الى أحسن حديثك . وتخلصت أنا الىاحسن حديثي , فتزينت لي وتزينت لك ؟ فبكى سفيان , وقال: أحييتني أحياك الله(10). وعن أبي بكر بن عياش قال : أدنى نفعالسكوت السلامه , وكفى به عافيه , وأدنى ضرر المنطق الشهره , وكفى بها بلية(11). وعن عبايه بن كليب قال : سمعت ابنالسماك يقول : سبعك بين لحييك تأكل به كل من مر عليك , قد آذيت أهل الدور في الدورحتى تعاطيت أهل القبور , فما ترثي لهم جر البلى عليهم , وأنت هاهنا تنشبهم , إنهينبغي لك أن يدلك على ترك القول في أخيك ثلاث خلال : أما واحدة فلعلك أن تذكره بأمرهو فيك أعظم منه , فذلك أشد استحكاماً لمقته إياك , ولعلك تذكره بأمر قد عافاك اللهمنه , فهذا جزاؤه إذ عافاك . أما سمعت : ارحم أخاك واحمد الذي عافاك ؟(12). وقال بكر بن منير : سمعت أبا عبد اللهالبخاري يقول : أرجوا أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا . قالالذهبي ] صدق رحمه الله , ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلامفي الناس , وإنصافه فيمن يضعفه , فإنه أكثر ما يقول : منكر الحديث , سكتوا عنه , فيه نظر , ونحو هذا . وقل ان يقول : فلان كذاب , أو كان يضع الحديث . حتى إنه قال : إذا قلت : فلان في حديثه نظر , فهو متهم واه . وهذا معنى قوله لا يحاسبني الله أنياغتبت أحدا , وهذا هو والله غاية الورع(13). وعن [ سهلبن عبد الله التستري ] قال : من أخلاق الصديقين أن لا يحلفوا بالله، وأن لايغتابوا، ولا يُغتاب عندهم، وأن لا يشبعوا، وإذا وعدوا لم يُخلفُوا، ولا يمزحونأصلاً(14). (15)
إن كان تابع أحمد متوهبا ****** فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي ***** رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا ****** قبر له سبب من الأسباب
كلا ولاحجر ولا شجر ولا ****** عين ولانصب من الأنصاب
أيضا ولست معلقا لتميمة ****** أو حلقة، أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع بلية****** الله ينفعني ويدفع ما بي
والأبتداع وكل أمر محدث ****** في الدين ينكره أولو الألباب
أرجو بأني لا أقاربه ولا ****** أرضاه دينا وهو غير صواب