في بداية الأسبوع الثالث من شهر شتنبر 2008 جاءت امرأة، ناهز عمرها 40 سنة وقضت أكثر من عقدين كمعلمة بالعالم القروي، متزوجة زوجها هو الآخر معلم بالعالم القروي وأم لأربعة أطفال أحدهما معاق ذهنيا تعاني من مرض السكري والضغط الدموي، لزيارة سعادة نائب وزارة التربية الوطنية بآسفي لأول مرة في حياتها وبعد ثلاثة أيام من التردد على النيابة (خارج أوقات عملها طبعا) تمكنت من مقابلته فعرضت عليه بكل احترام وحياء وضعيتها وحالتها الصحية ملتمسة منه الانتقال إلى مدينة آسفي ليس لأنها تستحق ولكن اعتبارا لظروفها وحالتها الصحية فأجابها بكل بساطة وبرودة دم شاركي في الحركة المحلية عندما نعلن عنها، سكتت المسكينة قليلا ثم قالت مطأطئة رأسها: مشاركتي ستكون مرفوضة لعدم الإعلان عن مناصب شاغرة بالمدينة فرد عليها سعادة النائب: في هذه الحالة ادفعي ملفك إلى إحدى النقابات ليدافعوا عنك فأنا لا أستطيع تنقيلك لأن النقابات تحتج.
تنهدت المسكينة واعتذرت لسعادة النائب القابع في مكتبه المكيف ثم انصرفت منتصرة على ضعفها وكاتمة رد فعلها الأنثوي لتنفجر بكاء خارج مكتبه أمام حشد رجال ونساء التعليم الرابضين بداخل النيابة صباح مساء رافضين الالتحاق بمقرات عملهم أغلبهم من زبانية النقابات الأكثر تمثيلية والنيابة منتظرين ساعة الإعلان عن انتقالهم.
عادت المعلمة بخفي حنين فاقدة أمل الانتقال إلى المدينة على غرار زميلاتها اللاتي يصغرنها سنا وأقدمية في العمل والاستقرار لتحكي أطوار اللقاء لزوجها الذي وقف عند نصيحة سعادة النائب بوساطة إحدى النقابات وكأنه وجد رأس الخيط الضائع فحضرا الملف الصحي للمعلمة على التو وقصدا بيت أحد "مناضلي" نقابة العدالة والتنمية من أقصى شمال المدينة إلى أقصى جنوبها الذي كان يعمل معهما في نفس المنطقة لعله يفرج كربتهما كما تدعي نقابتهم.
هذه القصة سردها علي زوج المعلمة المتضررة باعتبار أني أعمل مع ذلك المناضل النقابي في حزب العدالة والتنمية واليوم أروي لكم بكل أمانة ملخص قصة هذه الأسرة المتذمرة التي لا ينقصها سوى قلم أديب أو حركات وملامح فنان مسرحي.
والآن اسمحوا أن أتوجه إلى كل المعنيين بالأمر.
سيدتي المعلمة، أخطأت عندما توجهت إلى ذلك المسمى لذا زوجك بالنقابي، إنه يعمل معي فهو أكبر انتهازي لقد انتقلت زوجته من م/م أولاد عبة إلى المدينة بدون استحقاق وخارج أية حركة انتقالية لآن زوجها (م.يوسف متسول نقابي ومسؤول بحزب العدالة والتنمية ومستشار جماعي وخطيب جمعة وعضو تعاونية سكنية) ومكلف بتدريس مادة التربية الإسلامية بالمدينة رغم عدم الحاجة إليه ويشاع أنه حصل هذه السنة على تعيين بمدينة آسفي مصحوبا بتكليف حتى لا يفتضح أمره فكيف سيدافع عنك ونقابته استنفذت المناصب المخصص لها ما عدا إذا كنت من أقرب المقربين في النقابة والحزب وجمعية الإصلاح والتوحيد؟ أظنك انخدعت بلحيته وكلامه المعسول وأستغرب كيف يسمح له بخطبة الجمعة وهو مسؤول سياسي.
رفاقنا المناضلين، من سيرفع الحيف الحكرة على هذه المعلمة وأمثالها إذا لم تكونوا أنتم؟
بل من السبب في معاناتها؟ والله إنكم أنتم لأنكم وأزواجكم وبناتكم وكل أفراد عائلاتكم من أخذوا مناصب هؤلاء وتواطأتم مع النيابة والمصالح الخارجية للوزارات ضدها. خاصة أولئك الذين نقروا على وثر مبادئنا وخدعونا بمرجعيتهم وشعاراتهم ولحييهم، لكن إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب.
حماتنا المناضلين ألم تنتبهوا إلى مكر الإدارة التي تعمل جاهدة لإفراغ العمل النقابي أم أن شهوة الاستفادة الشخصية عمت أبصاركم أم أنكم اخترقتم النقابات لتدميرها.
لماذا لم تحتج النقابات الأكثر تمثيلية على انتقال أستاذة الإعدادي المقربة من رئيس الموارد البشرية من اثنين لغيات إلى مدينة آسفي والأستاذة زوجة مدير إع.وادي الذهب من مول البركي إلى مدينة آسفي والأستاذة زوجة دركي من جمعة سحيم إلى مدينة آسفي واللائحة طويلة سننشرها قريبا بعد اكتمال السيناريو.
سعادة نائب وزير التربية الوطنية بآسفي وزبانيته:
هل حركية رجال ونساء التعليم تخضع لقوانين مضبوطة ومذكرات وزارية تضمن تكافؤ الفرص بين رجال ونساء التعليم أم أنها تخضع لاجتهاداتكم بتواطؤ مع المقاولات النقابية الفاسدة لتكريس المحسوبية والزبونية؟
هل الأسبقية المطلقة حسب مذكرات الوزارة لملفات الالتحاق بالزوج أم لملفات النقابات ورؤساء مصالح النيابة والمصالح الخارجية للوزارات وكبار المقاولين والبرلمانيين ورؤساء الجماعات؟
هل بعد عشرين يوما من الدخول المدرسي لازالت النيابة لم تقرر الإعلان عن موعد الحركة المحلية بعد؟
هل هذه الطريقة في تدبير حركية رجال ونساء التعليم تستجيب لمتطلبات البرنامج الاستعجالي لإصلاح المنظومة التربوية أم أن البرنامج برمته حملة سياسية وضحك على الذقون أو لتكسير شوكة رجال ونساء التعليم؟
من الأولى في الترتيب الزمني، حركة انتقالية شفافة ونزيهة معلن عنها للتباري ولإشهار النتائج أم تلك التكليفات والتعيينات في جنح الظلام وتحت الطاولة ومن يد ليد (ثلاث ظلمات)؟
هل عينتم لتنوبوا عن الوزير من أجل ممارسة سمسار النقابات أم أنكم مغلوبون عن أمركم وتخافون وعيد النقابات وأحزابها التي إن لم تقضي عليها الأرضة سيدوسها جرار فؤاد عالي الهمة؟
لا سعادة النائب ليس هكذا يريد صاحب الجلالة أن تدير وتدبر نيابة آسفي لوزارة التربية الوطنية الموارد البشرية.
ماذا تقول لربك يوم تقف هذه المعلمة المكلومة ومثيلاتها هل ستنكر؟ لا والله كل جوارحك سترفض شهادة الزور وتكب في نار جهنم المسعرة وما أدراك ما نار جهنم.
راجع أوراقك فإن المسؤولية في الدنيا أمانة وفي الآخرة خزي وندامة.
اللهم إني داع فأمنوا:
اللهم رب العرش العظيم فرج كربة هذه المعلمة .
اللهم أري مسؤولي النيابة الحق حقا وارزقهم إتباعه والباطل باطلا وارزقهم اجتنابه.
اللهم شتت شمل النقابات واجعل كيدهم في نحرهم.
اللهم اجمع شمل رجال ونساء التعليم ووحد صفهم وانصرهم على من ظلمهم.
آمين آمين آمين