القلم..
تزوج القلم الأسود بصفحة بيضاء فتناسلت أحرف من كل زوج بهيج، نفخ الكاتب فيها من روح أفكاره، وهداها إلى صراط السطور بالدين الذي ارتضاه لها؛ طاوعته حين استوى القلم بين أنامله، واهتدت فصارت أمة يتحدث عنها كل قارئ لاحت له في الأفق شمس معرفتها.
كلما استوى القلم لحرث أرضه إلا وزرع حروفا أنبتت أشجارا أصولها ثابتة في قلب الكاتب، وأغصانها أعطت ثمارا قطوفها دانية لمن آمن بصدق معانيها...
وإذا طلعت شمسه بليل أنارت أرضه فتتضح حروف ذات ألفاظ قدست الحكمة ساطع معانيها...
وترى القلم لحبره يسعى كل قارئ، ومن ثدي عقل الكاتب يمتص لبن فكره كل قارئ، وحروفه غيمة تمطر أفكارا فترتوي العقول والقلوب في كل جنة...
رغم هذا كله يبقى القلم سجينا بين الأنامل وفي الأدراج، والكاتب سجينا في قفص عالمه، والقارئ حر طليق.
بقلم: محمد معمري