لتلهو فوق رمال شاطئ غزة الذهبية
جاءت هدى وأسرتها يوما إلى البحر
في غمرة أمواج ، تهدم ما بين مد وجزر
ما تبنيه : قصورا من رمال مبتلة
وتعاود البناء من جديد بكل عناد وإصرار وفخر
والبسمة الملائكية ملء فيها
ووجهها البريء مفعم بالبشر
كأنه في الظلماء تمام البدر
تجسيدالأجمل وأبهى لوحات النقاء و الطهر
جنح بها خيالها في الأفق البعيد
فكل شيء في عينيها اليوم جميل يغري
البحر هادئ والسماء صافية والشمس دافئة
ونسيمات منعشة تستنشقها ملء الصدر
جاءت هدى لتسرق لحظة من حلم وردي جميل
هربا من واقعها الفلسطيني البئيس المزري
لغد مشرق بعيد دون أن تدري
أن أفراد أسرتها على موعد مع الردى
وستطفىء تلكم البسمة من على شفتيها
قذيفة إسرائيلية ، أحالت شاطىء غزة
إلى مسرح جريمة نكراء ، كانت للبريئة قاصمة الظهر
أجساد بعض أسرتها مسجاة وأشلاء بعضهم على الرمال متناثرة
منظر لن ينسى مادام بالصدر نفس وفي العروق دم يجري
ولنفترض أننا نسينا أو تناسينا ما لحقنا من كلوم
فالنذوب لا شك ستذكرنا من حيث ندري ولا ندري
عجبا لمن تطاوعه نفسه اغتيال الأبرياء
أناس مسالمين وأطفال في عمرالورد و الزهر
متى ياترى يتخلص العتاة مما علق بعقولهم وقلوبهم من أدران؟؟؟.
فالعقول والقلوب كما نعلم مجبولة على النقاء والطهر
متى يزرع الأقوياء في هذا العالم وردا ورياحين
عوض زرعهم ألغاما من القتاد والحنظل والصبر؟؟؟
إلى متى نتفرج على الأعداء يفتكون بضعافنا ؟؟؟ إلى متى ؟؟؟
أإلى أن نستيقظ من سباتنا ؟؟؟
في القريب العاجل أم إلى يوم الحشر ؟؟؟
لست أدري ... لست أدري ...
لكنني أتمنى من أعماق قلبي
أن نصحو قبل أن ينفذ ماتبقى من عمري
فنحيل الأرض التي أحرقها الأعداء
تفوح من جديد بعبق الورد والزهر
البيضاء بتاريخ : 3/07/2006 .