رواية *زليخة*11 - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



أدوات الموضوع

ميمون بوجنان
:: دفاتري فعال ::
تاريخ التسجيل: 29 - 11 - 2008
المشاركات: 545
معدل تقييم المستوى: 243
ميمون بوجنان على طريق الإبداع
ميمون بوجنان غير متواجد حالياً
نشاط [ ميمون بوجنان ]
قوة السمعة:243
قديم 24-02-2009, 19:55 المشاركة 1   
Movies رواية *زليخة*11

النظرةالسابعة عشرة
-ما اسمك؟
-ز..زليخة..
-اجلسي
خطت "جيهان" خطوات ثلاث،جلست بالقرب من السيد:
-كْراسيا
اليوم خميسا،الساعة حوالي السادسة والنصف صباحا،لوحظت حركة غير عادية في منزل"السي امحمد "
للا خدوج تخرج وتدخل ثانية بسرعة غير معهودة ،ترفع راحتيها إلى جبهتها ،تتأمل الطريق الملتوي الممتد أمامها كأنها تنتظر أحدا ما سيقدم من هذه الجهة أو تلك،صراخ
الصغيرتان ،دخول فاطمة ،خروج"فاطنة " ،كل من رآهن في هذا الوقت ،والكل رآهن طبعاًََ لا تداخله أدنى الشكوك بأن حادثا ما قد حدث.
اختفت "امحيجيبة"على غير سابق إنذار ولا تلميح .فقد كل أثر لها .ترجت للا خدوج كل رجال القرية ونسائها للبحث عنها دون جدوى ،بدأت الغمزات،بدأ الكلام ...ما أقسى الكلام في هذه القرية..
يحز ذلك في نفس للا خدوج ..تصبر .. تتجلد . بحث عنها في كل مكان ،عند خالتها" زبيدة" في القرية ذاتها،عند عمها "عبد الجليل"الذي تكرهه في أحد الدواوير القريبة من القرية ..دون جدوى
بعد بحث في كل الأماكن ،عند قدم "الجبل الصغير"في الآبار المجاورة، أتتنتحر"امحيجيبة"؟..لا أثر
استسلمت للا خدوج للبكاء في لياليها،ندبت حظها العاثر الذي قذفها بوابل الرزايا في أقل من ثلاثة أشهر،بعد وفاة الزوج وفراق الصغيرة .ازدان فراش حزنها بمصيبة جديدة: مغادرة "امحيجيبة"للمنزل وفي اتجاه مجهول .
-رباه.. ارحمني رباه. استرني رباه تردد البسملة باستمرار،السبحة لا ترافقها تناجي
النظرة الثامنة عشرة
ربها ؟تدعوه أن يهدي ابنتها سواء السبيل أن تعود لها سالمة معافاة بعد زواج"عباس"من "نبيلة"،خططت لهذا الفرار إلى اتجاه معلوم إلى غير هذه القرية إلى غير هؤلاء
الناس...قررت أن تهجر أهلها أجمعين،تتذكر جيدا الطريق المعبدة البعيدة بمسافة ثلاث ساعات مشيا على الأقدام المؤدية إلى المدينة ،تتذكر السبيل رغم مرور زمن غير يسير على المرة الأولى والأخيرة التي رأته فيها حين رافقت أباها لزيارة "كنزة"،إحدى قريباتها.
لم تحمل من ملابسها التي فقد لونها وأصبحت رثة إلا ما خف.ملابسها ؟ملابس أمها؟الملابس في القرية تشهد عملية تداول محكمة ،من الأنثى الكبرى إلى الأصغر فالأصغر .
ربطتها في إزار أبيض بتستر كامل .بما أنها كانت تعرف جيدا أن أمها تملك مدخرا متوسطا من الأوراق المالية،هي من أطلعها وقالت :
-هذه [البركة]جمعتها درهما درهما ،احتفظي بها أكثر من احتفاظك بأي شيء ،حافظي على سرية مكانها .قد تأتي يوميات عسيرة ،لاشك في ذلك ،ستكون ملجؤنا
الكل منهمك في عمله اليومي ،انسلت إلى حيث الصندوق الصغير في الركن
المنزوي ،أخذت منه ورقتين من فئة خمسين درهما ،وضعتهما في قطعة قماش أحضرتها للغرض نفسه ثم عقدته عقدتين اثنتين،وضعته من أعلى صدرها من فتحة الزي التقليدي ،انساب حتى لامس ثدييها ،اعترتها قشعريرة طفيفة ،حكت على القماش ،كي يستقر بينهما بالذات .أكانت خائفة من مصير مجهول ؟أكانت في طريقها إلى فقدان السيطرة على قدرها؟من يراها وهي تجمع ثدييها كي يتكورا على قطعة القماش ،لا يشك أبدا أنها فعلا في طريقها إلى الانفلات ....
على الساعة الرابعة صباحا ،وكما اعتزمت بالفعل ،حملت حزمة ثيابها ،فتحت باب المنزل بتؤدة ،سمع له صوته المعهود رغم احترازها ،كان بابا قديما من أقدم منازل القرية ،حمل أثناء هزيمة الدخلاء في" جبل عروي"لم يعاكسها الحظ هذه المرة ،لم يستيقظ أي أحد من أهلها....
النظرة التاسعة عشرة
نامت" زليخة"ليلة ولا كل الليالي ،تلذذت فيها بأحلام رغم الفراش الرث الذي خصت به وأيقنت لأول مرة أن خيوط الظلام لا تتلفع بغوريلات فقط وإنما أيضا بكلاب مسعورة تحل كسيل من خيوط بيضاء ،ذلك أنها وقبل أن تسبل أجفانها وتستكين لسبات عميق،رأت ذلك بأم عينيها ارتعدت فرائصها ،اضطرت إلى إنارة المصباح مرات ومرات وانسلت من المطبخ أين تنام على أصابع رجليها تسير الهوينى تتلفت يمنة ويسرة كي تصل إلى المرحاض دون إيقاظ أحد .بهرها المرحاض من أول مرة دلفت إليه ،كل ما فيه يخلب لبها ،خاصة تلك المرآة الكبيرة المرصعة الأطراف بإطار مزركش،رابضة أعلى المغسل مباشرة.
تحدق فيها ،تعيد التحديق .الكل نيام ،الباب موصد .فتحت فيها ،ترنحت للوراء كأنها لتتأكد من أنها هي .
ضحكت من نفسها ،وضعت يدها أسفل بطنها ،انتقلت إليه هذه المرة متوجسة ،أخوف ما تخاف أن يصبح
فراشها مبللا حيث تعاودها عادة الطفولة الأولى خاصة هنا ،وعند من؟ عند "جيهان" هذه الجيهان
-اللهم استر ويسر..قضت حاجتها ،وقفت أمام المرآة ،مسحت على حاجبيها الكثين ،تحسست وجنتيها كانتا محمرتين،ساعد على ذلك دون شك جو المطبخ،فتحت الصنبور ،سال الماء أبرد مما كانت تتوقع رشت وجهها ،نظرت في المرآة ،تبسمت ،انسابت قطرة ماء باردة من عنقها ،شقت طريقها
توقفت وهي متتبعة طريق القطرة بأناة ،بنشوة كبرى،انتابها شبق لم تعهده بنفسها ،وضعت يديها حول خصرها ،ضغطت بحنو في الوهلة الأولى ،فتحت عينيها، نظرت في المرآة.. المرآة ..ما أجملك قالت.
لمست الثوب الحريري الذي أعطته إياها "جيهان"وقت النوم، بعد أن عرتها في المطبخ وألبستها إياه ألقت بثوبها الرث في القمامة أمامها ،حاولت أن تقول شيئا، لم تتمكن من أن تنبس ببنت شفة ،وعدتها بشراء ألبسة أخرى جديدة.ألبست كذلك ثبانا نظيفا ،أصفر اللون ،وضعت حينها الرجل اليمنى أولا كما تعلمت لبس السراويل الخشنة التي كانت لأخواتها من قبل ..بعدها الرجل اليسرى .يدا" جيهان"لم تتركا الثبان ولا الفرصة لزليخة لتقوم بذلك .واصلتا رفع الثبان ،"جيهان"منحنية ،تجرأت"زليخة"،وضعت يديها على
النظرة العشرون
أكتاف اللالا،هذه الأخيرة كلما رفعت الثبان إلا وتحسست مسارها الصاعد ،وصلت الفخذين اللذان بدءا في الاكتناز ،تباطأت في الرفع ،أكثرت من لمسها ،أحست زليخة بذلك ،لم تبد حراكا ..شعرت بشيء غريب يسري في جسدها ،أغلقت جفنيها ،قامت "جيهان"منتفضة كأنها من حلم
أفاقت ،قالت:
-زليخة ،أتممي لبس ثيابك ثم نامي فغدا ينتظرك صباح آخر ...خرجت ولم تعد.
أعادت تلمس هذا الثوب ،رفعته من تحت برقة ،واصلت وهي محدقة في المرآة ،تراجعت للوراء كي ترى جسدها في كليته،بدا في عينيها يتلألأ،تخلصت منه كلية ،لا تفكر في
شيء ،لا تحمل إلا الثبان الأصفر ،وضعت يدها على منبت ثديها الأيمن فالأيسر ،تتبعت مسار دائرتيهما ،ضغطت مرة بعد مرة ،أعادت الكرة لما شعرت بدمائها وكأنها تغلي في جسدها على غير العادة ،تتبسم.. اشتدت حركتها ،رأت وجنتها تزداد حمرة وهي تزيد ضغطا على أعضائها .أنزلت يديها فجأة حول بطنها أولا ثم أدخلتهما الثبان دعكت عجيزتها ،يممت نحو الأمام ...الأمام ..الله..الأمام ..أوه..
انتفضت ،أيقنت أنها مكثت كثيرا في هذا المكان الجميل ...بعد تسمع ،تأكد لها
الخطى ،اقترب الوقع، أخذت ثوبها الحريري بسرعة، كان مرميا كيفما اتفق ،لبسته بسرعة،لم تنتبه معها أنها لبسته مقلوبا، همت بالخروج، فتح الباب ألفت "جيهان" لدى
الباب :
-لم تنامي بعد؟
-لقد..لقد..كنت في المرحاض ..
-إلى الفراش.. بسرعة..فقد جاوزت الساعة الواحدة...
النظرة الواحدة والعشرون
مر أسبوع على اختفاء "امحيجيبة"،لم يعثر لها على أثر ،اقتنعت" للا خدوج"بأن تستسلم للأقدار ،تحب ابنتها ،هذا مؤكد ،ولكن ما باليد حيلة كما تقول وتعيد،رغم إلحاح الأخوات على مواصلة البحث .
أعلنت أمام الجميع:
-لقد أمضينا أسبوعا كاملا في البحث عن هذه العاقة ـتؤمن بعكس ما تقول تماما ـواليوم فإني أقسم أني لن أواصل البحث عنها ومنزلنا والحمد لله معروف العنوان لمن شاء أن يعود ...
غمغمت"فريدة"بكلمات غير مفهومة ،أعز الأخوات إلى "امحيجيبة"،تعلم رد أمها السريع إن أفصحت،صفع وركل وجر من شعر ،وحبس في بيت منفردة ،تكره أمها أشد الكره من أجل ذلك .فاطمة،هي،غطت وجهها براحتيها ،خرجت من البيت....
حدجت الأم" فريدة"بنظرة وضعت فيها كل ما تحمله على هذه الأقدار من استنكار .أمرت الجميع بالخروج ،هرولت الصغيرتان مفزوعتان خارجا.قبعت" فريدة"في الركن الذي كانت فيه ،منزوية وضعت رأسها بين ركبتيها ،انحنت ،انسابت دمعتان على خديها ،لم يفارقها قط صوت أختها ،همساتها ،ضحكاتها بصوتها الجهوري ،تنكيتها،كانت بمثابة الشراع الذي تقود رياح الأيام به سفينتها ،ذكرى ..ذكرى ..
تعرف بحدسها أن أمها تنظر إليها وباشمئزاز ..ترى لماذا ؟ما خطيئتي يا ربي؟ تكرر دائما .
تعاقبها لأتفه الأشياء ألأنها كفيفة ؟ألأنها بكماء؟ ألأنها خطيئة ؟
تكره هذا المخلوق وتعرف أنها أمها..هذا مؤكد .
في هذه المرة لم تقل للاخدوج كلماتها الجارحة ،لم تصفع ذلك الخد المورد على الدوام ،لم تجر ذلك الشعر الطويل ،كانت بعيدة كل البعد عن لحظتها ،فاتحة فمها مستندة إلى الحائط المهترئ،جيره يتساقط
النظرة الثانية والعشرون
وإن لم يمسسه أحد ،كانت كلما عاقبت "فريدة" تنقم على نفسها وعن آلها ،يحز في نفسها أن تفعل..لكنها تفعل..تشمئز لرؤيتها ،تعرف لماذا؟ هي ذي الخطيئة مجسدة أمامي تقول لنفسها
استرجعت،في وقفتها هاته،أيامها الخوالي ،أيام كان "السي امحمد" مجندا ،بعد أربع سنوات من زواجهما بالضبط ،اندلعت حركة ـ عنف ـ شديدة في كل المناطق المجاورة ،أبطالها كل من هب ودب وقادر على حمل السلاح ...بالغ للرابعة عشرة..
حضر يومها شيخ القبيلة مرفوقا بعساكر بألبسة متناسقة الألوان ،أمروا أولا أن يحضر كل ذكور القرية إلى" الدويرة" ،وفيما هم مجتمعين هناك والشيخ يعدهم ويمنيهم ..بما لقن وحفظه عن ظهر قلب ،لاحت
شاحنتان ،اقتربتا محاطتان بهالة من غبار ،الطريق لم تذق حلاوة نفاذ قطرات الماء منذ مدة ، وصلت الشاحنتان :
-لا أهد يتهرك؟..قالها أحد النازلين من الشاحنة الأولى ،أصلع الرأس ،كبيره،عليه نفس الملبس ،يبدو أنه كبيرهم إذ سرعان ما اصطف الآخرون رافعين أيديهم إلى الجباه تحية له..
-شيخ..
هرول إليه بمشيته الطاوسية التي تسرعت فأصبحت مثيرة للضحك ،وهؤلاء الشيوخ مثيرون للشفقة منه للضحك ..في مثل هذه المواقف.
-سي.. سيدي.. سنيور..
تمتم مع الأصلع ،رفع يده ،مقلدا العساكر،أخطأ في الحركة ،ضحك منه الجميع ،أدبر نحو القوم:
السي المخزن ..يقول لكم أن الدولة في حاجة ماسة إليكم لذلك سترافقون العساكر إلى الجبهة ...
علت الهمهمات ،الكلمات ..ما معنى الجبهة؟
-أخويا المخزن خطار ..على كل لسان هذه الجملة اللعينة ...









ميمون
آخر مواضيعي

0 الاستاد ....ملك القسم
0 تؤدة
0 مسار
0 شرود
0 سراب .
0 محطة بلا عنوان
0 أهفو لمحراب عينيك .
0 زمن المرايا
0 ابحث عن عبد الرفيع من تاونات
0 رواية*زليخة*27


hlilou
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية hlilou

تاريخ التسجيل: 5 - 12 - 2008
السكن: jadida
المشاركات: 612

hlilou غير متواجد حالياً

نشاط [ hlilou ]
معدل تقييم المستوى: 252
افتراضي
قديم 26-02-2009, 20:23 المشاركة 2   

مشاركة متميزة
ننتظر مزيدك
تحياتي و تقديري


ميمون بوجنان
:: دفاتري فعال ::


تاريخ التسجيل: 29 - 11 - 2008
المشاركات: 545

ميمون بوجنان غير متواجد حالياً

نشاط [ ميمون بوجنان ]
معدل تقييم المستوى: 243
Arrow
قديم 26-02-2009, 21:06 المشاركة 3   

[quote=hlilou;475251]مشاركة متميزة
ننتظر مزيدك
تحياتي و تقديري[/
اشكرك اختي على التواصل الدائم...دمت متتبعة...المرجو ان نكون عند حسن الظن....

ميمون
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
رواية, زليخة11

« قصـه قصـيره جميله جدا ومليئه بالحكم.... | 032: اخترت لكم : حكاية عباس »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رواية*زليخة* 9 ميمون بوجنان القصص والروايات 4 31-03-2009 11:00
رواية *زليخة*14 ميمون بوجنان القصص والروايات 2 29-03-2009 10:15
رواية *زليخة*13 ميمون بوجنان القصص والروايات 2 15-03-2009 17:08
رواية*زليخة* 12 ميمون بوجنان القصص والروايات 6 09-03-2009 16:02
رواية*زليخة*10 ميمون بوجنان القصص والروايات 2 20-02-2009 09:51


الساعة الآن 03:23


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة