يودّع الملايين من اطفالنا وبراعمنا وطلاب المدارس قاعات الدروس ويستقبلون العطلة الصيفية لهذا العام..
ومرة اخرى يواجه الاباء مهمة اخرى في حياتهم الأسرية وهي كيف يملؤون ساعات فراغ اولادهم في هذا الفصل الحار؟
فالابن اذا كانت أيامه ولياليه ابان الدراسة تنقضي بالدوام والمراجعة والبحث فأن اشهر الصيف سوف تدعه يبتعد فيها عن اجواء العلم والجد والنشاط العلمي..
والبنت اذا كانت قد انشغلت في المدرسة وبمراجعة الدروس في البيت فهي سوف توفّر وقتاً كبيراً في عطلتها الصيفية فـ(تحير) اين وكيف تقضيها في داخل البيت او خارجه؟
ياترى ماذا يختلج ضمائر فتياننا وفتياتنا هذه الايام؟ واين الام والأب من ابنائهما؟
وهل ان ايام الصيف هي ساعات ترهل وتنفس وتنفيس عن هموم العلم ام وداع وطلاق مع العقل والبحث العلمي؟
وياترى اذا كان الامر كذلك فكيف سيكون حال فتياتنا وفتياننا وهم يطلقون (العقل) و (العلم)؟ وما هو البديل عنهما ياترى؟!
اذا كان اغلب الظن هو قضاء الوقت والسهر على جهاز التلفاز وماتبثه الفضائيات العالمية فهل سأل الاباء ماذا تغذي هذه المدارس (الأثيرية) عقول وقلوب ابناءها البريئة؟
وهل ياترى ان الملايين الملايين من الدولارات تصرف يومياً لتربية وتهذيب وتأديب اطفال وشباب الكرة الارضية؟!
ام ان هنالك اهداف اخرى تختفي وراء تأسيس هكذا مراكز اعلامية دعائية؟
هل ينتظر الاباء من هذه المحطات الفضائية ان تعلّم فلذة اكبادها احترام الابوين وترك الرذائل واتباع الفضائل وتزكية النفس وتهذيبها من الأدران والاغلال المادية والشيطانية؟ ام ان هذه المحطات عكفت على تهيئة برامج لزرع روح العزة والكرامة واكتساب الشرف الانساني والاعتماد على النفس في طريق مواجهة اعلاء الأمة؟ حقاً.. هل تقتصر مسؤولية (الابوة) تجاه (البنوة) على تهية المأكل واللبس فقط كما هو ديدن الحيوانات التي خلقها الباري تعالى ووجهها للبحث عن مأكلها ومأواها غريزياً؟!
ام ان على عاتق الابوة مسؤولية عظيمة سوف تقف عندها في الدنيا امام الجيران والمحلة والمدينة والبلد والمجتمع والتاريخ وفي الآخرة حيث ينادي المنادي على لسان الرب كما جاء في كتابه الكريم..( وقفوهم انهم مسؤولون)؟!
انها دعوة لحفظ فلذات اكبادنا من السقوط في وحل الرذيلة.. دعوة لوضع لبنات بناء صرحنا الحضاري.. واخيراً دعوة لضمان (الصدقة الجارية) في الدنيا للتشفّع بها في الاخرة.. والعاقبة للمتقين
منقول