التوجيه الى الشعب العلمية و التكنولوجية بين العزوف و الاقبال

[atlassi-az]

كما تنص على ذلك النصوص و المذكرات التنظيمية،تعرف انطلافا من شهر يناير ،مؤسسات التعليم الثانوي الاعدادي و التاهيلي حملة اعلامية مكثفة تهم تلاميد مستويات التوجيه،الراغبين في الترشيح الى شعب التعليم الثانوي التكنولوجي.لكن هناك قضيةأساسية يجب الالتفات اليها تتعلق بتقوية التوجيه الى الشعب العلمية و التقنية و المهنية لتستقبل على الاقل الثلثين من مجموع تلاميذ و طلبة التعليم الثانوي التأهيلي والتعليم العالي،كما تؤكد ذلك مختلف المرجعيات التربوية الرسمية(الميثاق الوطني للتربية و التكوين/منتديات الاصلاح/تقارير المجلس الاعلى للتعليم/المخطط الاستعجالي....) وهدا الهدف يبقى مشروعا ومستحبا لانه يرمي الى ملائمة التكوين المدرسي و الجامعي مع حاجيات المجتمع المتمثلة في حاجته الى الاطر و الكفاءات العلمية و التقنية من أجل مواكبة التطور العلمي و المد التكنولوجي. يطرح هدا التوجه قضية أساسية تتطلب التفكير و التأمل تتمثل قي كيفية الاستجابة الى هذه الحاجة الاقتصادية و الاجتماعية،أسئلة مرتبطة بمسالة الاختيار في التوجيه تفرض نفسها:
- هل يمكن اتباع اختيارات التلاميذ فقط دون اعتبار حاجيات المجتمع؟
- هل نعتمد توجيها تفرضه المؤسسة التعليمية ؟
- هل يجب اعتماد الاعلام و اسلوب الاقناع و التوعية ؟
- هل يمكن ايجاد توازن بين اختيارات التلاميذ و حاجيات المجتمع ؟
- كيف يمكن تحفيف ذلك ؟
ان اعتماد اسلوب الاكراه في التوجيه يتنافى اولا مع مبادئ التوجيه السليم الدي أصبح يؤكد على مسالة الاختيار الحروحرية الرغبة و الميل،باعتبار التلميذ كائنا مفكرا و فاعلا اجتماعيا.و يتنافى ثانيا مع حق التلميذ ووليه في اختيار نوع الدراسة التي تثير اهتمامه و انشغالاته.
أما اعتماد أسلوب الاعلام و الحوار و الاقناع و التوعية فانه يصطدم مباشرة بواقع تعليمي مر يتميز بضعف استيعاب المواد العلمية،فكيف يمكن اقناع عدد كبير من التلاميذ لا يستوعبون بشكل كاف المواد العلمية،بالتوجيه الى الشعب العلمية و التقنية،ان اعتماد أسلوب الاقناع في غياب المؤهلات لا يؤدي الى الهدف المنشود.
هذا يقودنا الى البحث عن الحل في طبيعة التكوين والتجهيزات و الوسائل الديداكتيكبية المتوفرةو نوعية الطرق و المناهج التربوية المعتمدة في تدريس المواد العلمية.
لقد لاحظ في السنين الاخيرة كل متتبع للشأن التربوي ببلادنا عزوفا واضحا للتلاميذ عن التوجيه الى الشعب العلمية و التفنية،ودلك لاسباب عديدة في اعتقادي من أهمها:
- غياب المستوى الدراسي الجيد لدى نسبة كبيرة من التلاميذ (الرياضيات،الفيزياء،الفرنسية ...)وهو شرط جوهري للتوجيه الى الشعب التعليم العلمي و التقني.
- فتور الرغبة لدى بعض التلاميذ المتفوقين في متابعة دراستهم خارج بلداتهم و بالتالي بعيدا عن اسرهم خاصة لدى الاناث،نتيجة التوزيع الجغرافي و توزيع الشعب الغير المتوازن لمؤسسات العلوم و التقنيات.
- ندرة المؤسسات العليا المختصة في استقطاب تلاميذ الشعب التقنية، مما يدفع بنسبة هامة من الحاصلين على البكالوريا التقنية و العلمية التسجيل بمختلف الكليات و بكل شعبها.
- قلة منافذ الشغل المتاحة لخريجي التعليم التقني بمعدلات متوسطة، مما يدفع بهم الى الانخراط في مباريات و مؤسسات لاتمت بصلة الى تكوينهم .
- ارتفاع تكلفة الادوات الخاصة و المراجع و المجلات العلمية بشكل لا يتناسب و القدرة الشرائية لآغلبية التلاميذ.
- ضعف حصص الاعلام و انعدام الوسائل المادية و المعنوية المساهمة في اطلاع التلاميذ على خصوصيات التعليم التقني و افاقه.
- تبقى المقررات و المناهج الدراسية المعتمدة في مختلف مراحل التعليم مقررات نظرية و تقنية و لاتقوم على التداريب العملية لتهييئ التلاميذ الراعبين في الترشيح للتعليم العلمي و التقني.
- تشعيب التعليم الثانوي التأهيلي التقني يبقى تشعيبا شكليا،في غياب ضمانات حقيقية على مستوى الافاق،كما يحمل معه التخصص المبكر الذي يحد من فرص اختيار التلاميذ لما يناسبهم من مجالات للمعرفة و التكوين مستقبلا.
لهده الاسباب ،اعتقد أنه ليس من الموضوعية و الحكمة ،أن نختزل عزوف التلاميذ عن الترشيح الى شعب التعليم التقني و العلمي،كمدخل طبيعي الى التنمية البشرية و الاقتصادية ،في تنظيم حملات اعلامية جوفاء، بل يكمن بالاساس في حل مشكلة استيعاب المواد العلمية،وذلك ابتداء من السنين الاولى للتعليم ،حيث يجب اعتماد مناهج نشيطة تجعل التلميذ يشارك في بناء ذكائه و معارفه،انطلاقا من الافعال الحس-الحركية ومن الملموس الى العمليات الاكثر تجريدا.

[abou sarah]

ازمة - لم تعد مقتصرة على المتخرجين من الجامعات في التخصصات الادبية والعلمية خريجي الكليات -البطالةفحسب فلقد اصبحت تشمل حتى المتخرجين من الكليات والمعاهد التقنية .فالازمة عامة وجذورها عميقةجدا مادامت انها شملت كل التخصصات لاعتى المدارس الوطنية كالمدرسة المحمدية للمهندسين وباقي المدارس الوطنية.فالازمة لم تعد تفرق بين اسود وابيض وازرق واصفر الكل في الهوى سوى.