أنا يا شيخ متزوجة منذ سنتين كنت اعتقد اني تحررت من كل القيود ،كثيرا ما بكيت في غرفتي عندما ارغم على فعل شيئ لا اطيقه سواء فرض علي من طرف والدي او والدتي .وكأني مجرد لعبة بين ايديهم و لا رأي لي
كنت دائما احلم باليوم اللذي ساصبح فيه متحررة افعل ما اشاء انطلاقا من قناعاتي فهي قناعاتي على كل حال سواء طبقتها او منعت من ذلك..كانت صورة التحرر متجلية في الجامعة ..ولكن قبل ذهابي للجامعة تقدم رجل لخطبتي، وكان ابي موافقا منذ البداية رغم انه لا يعرف عنه الكثير،وتجاهل ما تواتره عنه الناس من اشاعات,بدا لي ان الزواج سيكون بدوره فرصة لتحرري واستبدلت فكرة الجامعة بالزواج ..بدت امامي تلك الاحلام الوردية ان اصبح المرأة الآمرة الناهية في بيتها واعتقدت انني اخيرا ساتمكن من تحرير معالم شخصيتي وتطبيق كل قناعاتي على ارض الواقع.
ولكن اول مفاجأة كانت عندما لبست جلبابي خارجة من البيت وقلت لزوجي بعد ان وضعت يدي على القفل لفتح الباب: أنا ذاهبة لزيارة والدي’فتحت الباب، واذا به قادم من خلفي يمسك يدي قائلا:انا ذاهبة لزيارة والدي,واطلق ضحكة مصطنعة هكذا بكل بساطة تلبسين و تخرجين...لاتنسي يا امرأة بانك متزوجة الان ولي عليك حق و لايمكنك الخروج دون اذني وانا آمرك الان بالدخول لان لدي ضيوف ....
بقيت ساكتة انظر اليه انظر الى الرجل اللذي يفترض به ان يكون محرري ..انظر الى الماضي وارى نفسي مقيدة مسيرة انظر الى الغد وارى نفسي مقيدة محاصرة في الماضي كانت القاعدة ان اطيع والدي والان يجب ان اطيع زوجي ,هل دوري في هذه الحياة هو الطاعة الطاعة فقط..كرهت نفسي وكرهت النساء كرهت الطاعة وكرهت القوانين..كرهت حياتي للمرة الالف كنت شاردة طوال الوقت دون كلام نزعت جلبابي وبدأت اطبخ وانا افكر في كل هذه القيود التي تحاصرني باسم الدين والطاعة تكرر معي نفس الموقف وانفجرت على زوجي هذه المرة اخبرته بما اريده اخبرته ان هذه ليست الحياة التي اريد ان اعيشها ولكنه تطاول علي وضربني, اشتكيت لأهلي ولكنهم ساندوا موقفه مرة اخرى بدعوى الدين والطاعة...تكررالضرب وتكرر ،بعد ان اصبحت حاملا اقسمت انها ان كانت بنتا ساجهض لانني لم اردها ان تتعذب ان تعيش نفس معاناتي ..فعلا كان مع الذين يئدون البنات حق في فعلتهم فان لم نكن بقدر المسؤولية كان الاولى ان نقتلهن.و ما دمت لن اوفر لها الحرية التي تحتاجها لن اكون سبب عذابها، طلبت من زوجي مرافقتي الى الطبيب لاجري بعض الفحوص واتاكد ان كنت احمل في جوفي طفلا ام موؤودة..ولكنه رفض دون سبب واضح وانتفضت عليه بعد كل محاولاتي اليائسة لاقناعه وضربني مجددا.لست ادري اهي هرموناتي التي تقودني ام هو سؤمي من حياتي وايا كان ذلك فقد جعلني اقرر ان اضع حدا لهذه المهزلة..دخلت غرفتي وحملت الهاتف لاكلمك واكلم العالم و اخبركم عن معاناتي ..وان ما سأفعله قد تفعله زوجة اي منكم او ابنة اي واحد منكم ،انا ساضع حدا لهذه المعاناة فهذا هو الحل الوحيد...
-حاولي يا ابنتي محاورته...قاطعته :
- فات الاوان يا شيخ ...أنا احتضر..آسفة..آسفة، ثم انطلق سيل من الدموع..ادع الله ان يغفر لي.
احتار الشيخ في ما سيقوله ووجه رسالة الى الفتاة والى كل زوج يقمع زوجته وكل شخص يحدمن حرية من حوله قائلا: ان كل هذه الامور ليست من الدين...رفقا بالقوارير ..رفقا بالقوارير ...
كان محمد دائم التتبع لهذا البرنامج ولكن اثناء هذه الحلقة شعر بقشعريرة وارتعشت يده التي امتدت الى منبت شعره وسالت دمعة من عينيه مسحها وتنهد .
قام وأغلق التلفاز متجها الى غرفة النوم
فتح الباب
وصدم لما رأته عيناه
،كانت زوجته ممددة
الهاتف في حضنها و شرايين يدها مقطعة ، وسيل من الدماء يملأ المكان.
لقد كانت المتصلة بالبرنامج