مبادرات تربوية رائدة بالجهة الشرقية إحداث "مؤسسة الامتياز" والقسم/ الخيمة
والحفاظ على التراث والذاكرة البيداغوجية
وإنشاء المتحف المدرسي الجهوي
لتشجيع التمدرس وتحسين جودته بالجهة الشرقية، اتخذت الأكاديمية مبادرات جهوية مست مجموعة من مجالات نظام التربية والتكوين، وفي هذا الاتجاه سينصب عملها على إغناء وتعميق عدد من التجارب الرائدة، كإحداث "مؤسسة الامتياز" والمدرسة الجماعاتية والقسم/ الخيمة وصندوق دعم مشاريع المؤسسات المركز الجهوي للتكوين المستمر والحفاظ على التراث والذاكرة البيداغوجية للجهة الشرقية وإنشاء المتحف المدرسي الجهوي :
إحداث "مؤسسة الامتياز"
وفي أفق تشجيع التفوق والإمتياز وتحسين جودة الخدمات التربوية، وفي إطار الإختيارات الإستراتيجية المحددة لمعالم المدرسة المغربية الجديدة، تتهيأ الأكاديمية لإطلاق تجربة جديدة تتمثل في إحداث "مؤسسة الامتياز" بمدينة وجدة - ثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية – تهدف إلى تشجيع التفوق الدراسي والعناية بالتلاميذ الممتازين بين التلاميذ وخلق دينامية التنافس الشريف بينهم وتوفير الفضاء التربوي الملائم لاستقبالهم؛ إذ من المنتظر أن تستقبل هذه المؤسسة في المرحلة الأولى ما يناهز 150 تلميذا وتلميذة من بين التلاميذ المتفوقين بالجهة، بمعدل 60 تلميذا في الشعبة الأدبية و 90 في الشعبة العلمية، إضافة إلى توفرها على الأقسام التحضيرية لشعبتي
MP و MPSI
وتقوم الأكاديمية بتهييء الفضاء اللازم لاستقبال التلاميذ بها وخلق الظروف الملائمة لتحصيلهم وتكوينهم.
بوضع البرنامج الفيزيائي الهادف إلى تأهيل البنية المادية لمؤسسة الامتياز، كما تعمل على تأهيل بنية استقبال الداخلية بها وتبلغ الاعتمادات المخصصة لإحداث ثانوية الإمتياز بثانوية عمر بن عبد العزيز التأهيلية وجدة أنجاد ما مجمله 15 000 000,00
كما توفر الأكاديمية مجموعة من الشروط الضرورية لإحداث هذه الثانوية واستمرار اشتغالها تتجلى في إرساء الهياكل التنظيمية والإدارية وتوفير الوسائل المادية و اللوجستيكية والإمكانات البشرية، إضافة إلى تحديد معايير ولوج الثانوية ومتابعة الدراسة بها.
المدرسة الجماعاتية والقسم/ الخيمة
لتحسين وضعية التمدرس بالجماعات القروية بالجهة الشرقية، عملت الأكاديمية بتنسيق مع نيابة فجيج و شركاءها على إحداث المدرسة الجماعاتية خالد بن الوليد بجماعة معتركة برسم الدخول المدرسي 2005/2004. تهدف هذه المبادرة الجهوية إلى تجاوز الاكراهات التي تعترض تحسين مؤشرات الطلب على التعليم والارتقاء بجودته والمتمثلة في بعد الوحدات المدرسية عن بعضها البعض و عن المركزية وانعدام وسائل النقل وصعوبة المسالك وقلة عدد التلاميذ خصوصا بالمستويات 4 و 5 و 6 بمختلف الوحدات المدرسية وتعدد المستويات – أربع إلى ست مستويات بالقسم الواحد – ومحدودية توفر بعض الدواوير على وحدات مدرسية وصعوبة إحداث فرعيات بها نظرا لقلة عدد الأطفال البالغين سن التمدرس والتشتت السكاني حيث يضطر الراغبون في التمدرس إلى قطع مسافات طويلة لبلوغ أقرب مدرسة.
ودعما لتجربة المدرسة الجماعاتية؛ تعمل الأكاديمية على تثمين هذه التجربة الرائدة وتثبيت مكتسباتها المتمثلة في خفض كلفة العرض المدرسي عبر تقليص عدد الأطر التعليمية حيث مكنت المدرسة الجماعاتية من الاستغناء عن وحدات مدرسية متناثرة بما يعنيه ذلك من ترشيد للموارد البشرية وللإحداثات الجديدة؛ كما مكنت من انخفاض نسبة الهدر من 10% إلى 2,2% . والملاحظ ارتفاع نسبة التلاميذ الحاصلين على معدل 10 فما فوق؛ 60% إذ تحقق شرط الارتقاء بجودة التعليم عبر اشتغال الأساتذة في إطار مجموعة عوض الاشتغال الفردي الذي كانت تفرضه ظروف العمل في الفرعيات؛ وقد سمحت التجربة بتوفير 112 منحة لتلاميذ الداخلية المتواجدة بالمدرسة؛ وتأهيل فضاء المدرسة عبر ربطها بالماء الصالح للشرب وشبكة الكهرباء وتوفير المرافق الصحية. ولتوسيع التجربة على نيابات أخرى سيتم إحداث مدرستين جماعاتيتين بجماعتي تيولي ولمريجة بنيابة جرادة. وثالثة بجماعة العطف بنيابة تاوريرت.
كما عملت الأكاديمية وبشراكة مع برنامج "ميدا" على إنجاح المبادرة المتعلقة بالقسم/ الخيمة بنيابة فجيج، وتحتوي كل وحدة مدرسية على ثلاثة مكونات:الخيمة/ القسم للتدريس؛ والخيمة/ المطعم لتقديم وجبات للتلاميذ كما تستعمل للمطالعة؛ والخيمة/السكن يستفيد منه المدرس. وتعتبر هذه التجربة نموذجا لضمان تمدرس أبناء الرحل، وقد وضعت خريطة تشخيصية وتقويمية لـ 11 نقطة بإقليم فجيج لاحتضان هذه التجربة، موزعة على 5 جماعات هي: معتركة، بني كيل، تندرارة، بوعنان، ايت بوشاون.
صندوق دعم مشاريع المؤسسات
في إطار دعم المشاريع التربوية للارتقاء بجودة التربية والتكوين والعمل على تعبئة المجتمع المدني للانخراط في برامج تأهيل المؤسسات التعليمية، تواصل الأكاديمية تخصيص اعتمادات مشجعة تقدر ب 1 000 000,00 درهم وإحداث آليات لدراسة المشاريع الواردة على الأكاديمية والنيابات والعمل على تتبع وتقويم الاتفاقيات المبرمة مع مختلف أنسجة المجتمع المدني. ففي إطار هذا الصندوق برسم السنة المالية 2007 تم إبرام 19 اتفاقية شراكة منها 9 مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ و 10 مع جمعيات تشتغل في مجالات الثقافة والتضامن والتنمية والبيئة وغيرها من المجالات المتعاقد بشأنها والتي شملت مجال الموارد البشرية وتأهيل المؤسسات التعليمية ومحاربة الهدر المدرسي وتقنيات الإعلام والتواصل والدعم الاجتماعي. وتعميقا لهذه التجربة تستمر الأكاديمية في تفعيل 8 اتفاقيات أخرى مع جمعيات آباء وأولياء التلاميذ وجمعيات المجتمع المدني
المركز الجهوي للتكوين المستمر
تنفيذا لما ينص عليه الميثاق الوطني للتربية والتكوين خاصة في المادة 136، تعمل الأكاديمية على تنظيم "دورات التكوين المستمر في مراكز قريبة من المستفيدين وذلك باستغلال البنيات والتجهيزات التربوية والتكوينية القائمة". ومن أبرزها على الصعيد الجهوي، بل والوطني، المركز الجهوي للتكوين المستمر، وهو يتكون من فضاء على شكل مركز للتكوين يضم قاعة كبرى للعروض تسع لحوالي 200 مستفيد (ة) وقاعتين لتنظيم الورشات، بالإضافة إلى قاعتين متعددتي الوسائط مجهزتين ب 42 حاسوبا وأجهزة العرض، ومكاتب إدارية ومكتب للاستنساخ. والى جانب هذا المركز يتواجد فضاء مكون من مطبخ ومطعم يتسع لحوالي 200 مستفيد (ة)، ومراقد تبلغ طاقتها الاستيعابية 160 سريرا. ويقوم بتدبير هذا المركز طاقم إداري/تربوي يسهر على توفير الظروف المناسبة للمؤطرين والمستفيدين من التكوين.
إن وظيفة هذا المركز الذي يتم تدبيره من طرف الأكاديمية لم تعد محصورة في الوظيفة التكوينية المحضة بل أصبح يلعب دورا إشعاعيا باستقبال تظاهرات محلية وجهوية ووطنية ودولية، مؤسساتية وجمعوية وعلمية.
الحفاظ على التراث والذاكرة البيداغوجية للجهة الشرقية
للحفاظ على الذاكرة البيداغوجية للجهة الشرقية، تعمل الأكاديمية على تأهيل المؤسسات التعليمية ذات الرمزية التاريخية والثقافية والاجتماعية. وفي هذا الإطار استفادت مجموعة من المؤسسات التعليمية المتواجدة بالنيابات الست بالجهة من برنامج الإصلاحات الكبرى والترميم بمجموعة من المؤسسات التعليمية بالجهة (20 مؤسسة). كما تم إنشاء المتحف المدرسي الجهوي بدعم من ولاية الجهة الشرقية وبتنسيق مع النيابات الإقليمية التابعة للجهة، وقد تم اختيار مدرسة ابن حزم مقرا لهذا المتحف الذي سيضم مختلف الكتب المدرسية والمقررات القديمة والمعدات الديداكتيكية وأدوات التدريس، ويهدف هذا المتحف إلى حفظ الذاكرة التربوية بالجهة
شيماء جيراب