السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
هل تعرفون السبب الأكبر لعدم استفادتنا من الحركة الإنتقالية ؟؟
إنه بكل اختصار و وضوح : الخصاص المهول الذي تعرفه المناطق التي نشتغل بها ... و بالمقابل نجد الفائض المهول الذي تعرفه بعض المناطق التي نطلب الانتقال اليها ..
لدينا خصاص مهول في العالم القروي ، فأصبحت حالة ضم الأقسام حالة طبيعية جدا تعودنا عليها لدرجة تجد فيها أستاذا واحدا يكلف بتدريس المستويات كاملة من الأول الى السادس سمطة عربية فرنسية 1+2+3+4+5+6 ع+ف ... و في هذه الحالة نؤدي دور 12 أستاذا بالعالم الحضري .. و في حال ليست أقل سوءا نجد أغلب الفرعيات بمعلمين فقط : واحد مختص بالقسمين الأول و الثاني ؤدي دور أستاذين و الآخر مختص بالأقسام الأخرى 3+4+5+6 ع+ف يؤدي دور 8 اساتذة ..
بالله عليكم هل يعقل ان نصبر على هذ الحال ؟؟
ما الذي يمنعنا من الإمتناع عن تدريس هذه الأحزمة النارية أو السماطي المزدوجة ؟ كلمة تدريس هنا نذكرها فقط مجازا لأنه لا تدريس في هذه الحالة و لكن العملية التعليمية التعلمية تتحول إلى عملية الحضي كما هو متعارف عليها على الصعيد القروي ..
قد يقول قائل : اتخاذ قرار الإمتناع هذا يضر بمصلحة التلميذ القروي ...
و أقول لهذا القائل : ثكلتك امك ، و متى كان التلميذ القروي مستفيدا من وضعية ضم الأقسام ؟؟
ضم الأقسام يقتل التعليم بالبوادي .. و أعقل المراقبين و المفتشين و المدراء التربويين يقولون بكل صراحة : الا عندك الضم ما عندك غير تحضيهم و دير معاهم شي حاجة قليلة وصافي .. و أغبى هؤلاء يطالبك بالتحضير لجميع هذه المستويات و ضبط دفاترها فلا يمركَون و هم يطالبونك في زياراتهم بـ 8*4 = 32 جذاذة أو 4*12=48 جذاذة ، و استعمال زمن على شكل جريدة ، و 40 توزيعا سنويا و اللائحة تطول ...
إذا كنا فعلا نريد ان نتحرك فيجب علينا اولا ان نقضي على هذا الخصاص المهول ، و القضاء على هذا الخصاص لم و لن يتأتى باستجداء النيابات و الأكاديميات ، و لكن يتم بالإمتناع الرسمي الوطني عن تدريس السماطي المزدوجة و الإكتفاء بتدريس المواد العربية عل الأقل ..
كم من الأساتذة امتنعوا بشدة و كان امتناعهم مصاحبا لتعبئة آباء و أولياء التلاميذ و تعريفهم بالأسباب ومشاكل السمطة .. فما كان من السيد النائب الإقليمي إلا أن أخذ يهدد بل و يحط قدميه لأول مرة على أرض بعض المدارس القروية النائية ثم ما كان منه إلا أن لبى الطلب الذي يمليه العقل و الضمير فأرسل من فائضي المدينة من يدرس أبناء القرية .
هذا الموقف لا نحتاج فيه الى اي دعم نقابي بقدر ما نحتاج فيه الى شجاعة و جرأة و تحملنا لكامل مسؤولياتنا .. و لكن إن كان تحت الدعم النقابي فسيكون أكثر تأثيرا ..
و في نهاية رأيي هذا أحب ان أنوه إلى ملاحظة قل من ينتبه اليها : و هي أن السماطي المزدوجة قليل من يعرف بوجودها في الرأي العام الوطني ، و كم من أناس رأيناهم يقفون أمامنا مذهولين مستغربين عندما نجيبهم عن سؤالهم الذي يقول : آش من مستوى كاتقري ؟
و خلاصة ما أريد قوله :
إذا امتنعنا فهذا يعني اننا سنساهم في القضاء على الخصاص بالعالم القروي و القضاء على الفائض بالعالم الحضري مما يجعل الفرص متكافئة في الحركات الإنتقالية المقبلة ..
فهل توافقونني الرأي أم لا ؟؟ و هل تملكون نماذج تجارب في هذه المسألة ؟؟ و ما هي اقتراحاتكم لإنجاح اتخاذ هذا القرار وطنيا؟
مع تحيات أخيكم البلسم و أعتذر على الإطالة ..