من مذكرات تلميذ كسول - منتديات دفاتر التربوية التعليمية المغربية
تسجيل جديد
أبرز العناوين



دفاتر الترفيه والتسلية خاص بالترويح عن النفس بالطرائف والنكت والصور والمسابقات والألغاز والألعاب وغيرها..

أدوات الموضوع

AKABAR
:: دفاتري متميز ::
تاريخ التسجيل: 22 - 10 - 2008
المشاركات: 237
معدل تقييم المستوى: 0
AKABAR في البداية
AKABAR غير متواجد حالياً
نشاط [ AKABAR ]
قوة السمعة:0
قديم 10-05-2009, 22:55 المشاركة 1   
منقول من مذكرات تلميذ كسول


بسرعة فهمت أن لا علاقة لي بذاك الفتىالذي قرأنا عنه في الفصل: الفتىالمهذبالذي يستيقظ باكرا، و يغسل وجهه و أسنانه ثم يغادر إلى المدرسة بعد أن يتناول وجبةفطوره المتوازنة. فغالبا ما تكون ليلتي مزيجا من الكوابيس و الأحلام البريئةاللذيذة. وما لم أكن أفهمه كيف أن لا أحد يوقظني حينما أتعرض للضرب أو المطاردةأثناء حلم مزعج، لكن ما إن أمسك بيد خديجة- الفتاة التي أكدت لي ألف مرة أنها لاتحبني لكبر رأسي – حتى تهم أكثر من يد إلى إيقاظي إيذانا بوصول وقتالمدرسة. أستيقظ و فراشي مبلل بسبب أمطار لا علاقة لها بالسماء، حينما أفعلها أحاول طمس الحادث و ذلك بقلب الفراش.
أمي المسكينة لم تكن تعاقبني. كانت تأخذ الفراش إلى الشمس، وتضع ملابسي داخل رغوة الصابون. كانت تشرح لي أنني لا أزال صغيرا، و أن خالي الأكبر كان يتبول في فراشه حتى الباكالوريا، ومع ذلك أصبح مهندس دولة في الأرصاد الجوية. كانت هذه الجملة تضحكني، لأنها تجعلني أفكر في حجم الأشياء التي يفعلها معلمي في سرواله لما كان طفلا.
نهضت من فراشي، وبينما بدأت في تناول فطوري الكبير، المكون من كأسي شاي وخبز و زيت الزيتون، تذكرت أني لم أحفظ جدول الضرب، ومجرد هذا الاسم يوحي لي بالضرب بالعصا أكثر ما يوحي إلي بالرياضيات. خرجت باتجاه المدرسة، وكالعادة حينما لا أكون بمزاجي يكون نصيب أي قط ألتقيه هو الرجم بالحجارة.
سأذهب لأدرس، لأصبح مثل خالي. كان يتبول في سرواله و أصبح مهندسا في الأرصاد الجوية. كان يفترض به أن يكون معلم سباحة. القدر أحيانا يكون مضحكا !!
كلما اقتربت من المدرسة ارتفع معدل نبض قلبي الصغير، تساءلت عن سر غياب معلم طيب، فلو كان كل معلمينا مثل جدي لكان التمدرس أمرا ممتعا و رائعا. لما تيقنت أنه أمر مستحيل دعوت الله أن يقتل المعلم أو أن يضرب زلزال مدرستنا، في يوم من أيام الآحاد طبعا.
في الطريق التقيت خديجة، لا أنكر أن خوفي زال قليلا. قبل أن أحدثها، سألتني: هل حفظت جدول الضرب والقرآن هذه المرة؟؟ يا إلهي، القران أيضا. "القارعة ما القارعة و ما أدراك مالقارعة". هذا كل ما أحفظه. أتذكر أيضا كلمة "المنفوش" لكن متى و أين سأضيفها. يا ورطتي !! لم أعد أشك أن هذا اليوم سيكون يومي بامتياز.
ولجنا القاعة ثم دخل المعلم فعم صمت رهيب. لم تعد لي رغبة في لعب دور المهرج و الإضحاك فقد بدا لي المعلم مخيفا كالشبح. إرتدى وزرته البيضاء ثم أخذ يمر بين الصفوف. رائحة عطره وصوت حذائه يزيدان من رعبه. فجأة أتى الحارس طالبا المعلم فذهب إليه وتحدثا معا أمام الباب. رأيته وهو يضحك ويربت على كتف الحارس. مؤشر جيد، لا شك أن مزاجه جيد هذا اليوم. لكن ما إن تودعا حتى دخل بنظرات تشتعل فيها النيران.
ـ هل أنجزتم واجباتكم؟؟ !!
أجبت مع الجميع بكلمة ليست بلا و لا بنعم: نلاعم !!!
كالعادة ابن الفقيه هو الذي يرفع إصبعه أولا و يقول " أنا نعام أست" كي يمر الأول، وكان له ما أراد، و ذاك ما أردت. بدأ يُجَودُ، فيما الجالسون في الصفوف الخلفية تكاد أوجههم تنفجر من الدم من شدة كتم الضحك. المعلم أعجبه تجويد عبد الصادق فأخذ يحضر بيضة مسلوقة و يحركها على صحن صغير به ملح و كمون. أما هو فقد أخذ يسترق النظر إلى يدي المعلم بعدما فهم أنها مكافأة له على ترتيله و حفظه. أخذت نبرة صوته تتغير و كثر اللعاب في فمه و أخذ يخطئ في الاستظهار، و عندما تعب من الإستدراك قال: صدق الله العظيم !! فضحك الجميع، حتى المعلم.
أخذنا نمر إلى السبورة تباعا لاستظهار ما حفظناه. وفي كل مرة ينتهي فيها دور أحدهم، أنظر إلى المعلم بثقة و كأنني حفظت كل شيء و متشوق للاستظهار. لكن لعبتي الصغيرة لم تعمر طويلا فقد مر الوقت بسرعة وبقيت وحدي. لقد جاء دوري وسقط القناع. حاولت أن أتأخر في كل شيء، في مغادرتي للطاولة في مشيتي باتجاه المنصة، لكني وصلت. تمنيت فقط أن يحدث شيء ينقذني. اجتماع أطر المؤسسة مثلا. وقفت أمام السبورة و أخذت أنظر إلى الأرض وساقاي ترتجفان…:
"
أعوذ بالله من الشيطان الرجيـــ…ـــــم. بسم الله الرحمان الرحيــــــ…ــــــــم، القااااارعة مالقاااارعة، وماااا أدرااااك ما القااااارعة.. ". عييت مانجبد، عييت مانكحب و نضيع فالوقت. حصلت !!! لم أعد أفكر في أي شيء آخر غير عدد الضربات التي سأتلقاها، وأملت أن لا يمسكني من أذناي ثانية، فهما كبيرتان بما فيه الكفاية.
مددت يداي الصغيرتان لعصا المعلم التي لا ترحم، وأخذت أنظر إلى التلاميذ بين مستهزئ مني ومشفق علي.
انتهت وجبة العقاب وعدت إلى طاولتي. أحسست بيدايوكأنهما تنبضان. لكني في المقابل أحسست بسعادة كبيرة، حينما تذكرت أنه آخر عقابلهذا اليوم.
الآن بقي شيء واحد فقط يقض مضجعي و أحتاج رأيكم: لا زلت مترددا ماذاأختار، مهندس طيران أم معلم سباحة؟؟؟
مقال من مجلة مشاهد لهشام منصوري












آخر مواضيعي

0 النسخة التجريبية الجديدة من ويندوز7 تتعرض للقرصنة
0 ندوة وطنية حول موضوع "التجارة الالكترونية أي حماية " .
0 ملايين الأشخاص يستخدمون الأنترنت.. للتجسس على الحياة الخاصة للآخرين
0 دليل بيداغوجية الإدماج
0 من مذكرات تلميذ كسول
0 جديد مايكروسوفت
0 سيتغير العالم كله بسبب هذا الرجل " جـون كـنزز "ً
0 اجتماع المكتب الوطني للجمعية الوطنية لمديرات و مديري التعليم الابتدائي
0 هرمون الحب يخفف من حدة الخلافات والمشاكل
0 المنتزه الوطني لأخنيفيس بالعيون يمجع بين جمال الصحراء والبحر و مكونات طبيعية ونظم بيئ


abdou_rabbih
:: دفاتري فعال ::

الصورة الرمزية abdou_rabbih

تاريخ التسجيل: 16 - 9 - 2008
السكن: الجهة الشرقية
المشاركات: 477

abdou_rabbih غير متواجد حالياً

نشاط [ abdou_rabbih ]
معدل تقييم المستوى: 238
افتراضي
قديم 10-05-2009, 23:08 المشاركة 2   

شكرا لك اخي ...فعلا مواقف طريفة جدا لهذا الكسول المجتهد.

إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذكرات, تلميذ, كسول

« صور كاريكاتير مضحكه | هذه هي الحياة الزوجية »

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
يوميات تلميذ كسول hamidola الترحيب والتهاني 10 25-06-2009 20:05
من مذكرات تلميذ كسول محمد الرامي النكــت والطرائف 9 23-06-2009 13:05
من مذكرات تلميذ كسول أشرف كانسي دفاتر الإبداعات الأدبية 32 10-02-2009 11:16
من مذكرات تلميذ كسول achikolbahr الأرشيف 11 19-11-2008 23:21


الساعة الآن 21:04


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر © 1434- 2012 جميع المشاركات والمواضيع في منتدى دفاتر لا تعبر بالضرورة عن رأي إدارة المنتدى بل تمثل وجهة نظر كاتبها
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات دفاتر تربوية © 2007 - 2015 تصميم النور اونلاين لخدمات الويب المتكاملة