كيف نتفادى العقاب البدني
في اعتقادي أنه عند مناقشة " الضرب" أو" العقاب البدني" كوسيلة تربوية والسؤال حول مدى نجاعتها والأخطار التي تتضمنها لا يجب أن نحصر الموضوع في المدرس والتلميذ فالإشكالية في رأيي ذات أبعاد أكبر.
في البداية يمكن القول بأن العملية التربوية لا تحقق الأهداف المرجوة منها إلا إذا ساهم كل المتدخلين فيها ونقصد بذلك الأسرة والمجتمع والوزارة الوصية على تنفيذ البرامج.
فالمعلم يلجأ إلى العقاب البدني أو الإيذاء المعنوي لحظة شعوره بالعجز والفشل في القيام بمهمته ٬حينئذ يختار- مرغما - أقصر السبل لتطبيق البرامج المملاة عليه والمكره على تنفيذها.
إن شيوع هذه الظاهرة هو مؤشر عن وجود توتر داخل العلاقات بين أفراد المجتمع. توتر بين السلطة والمواطنين..توتر بين الآباء والأبناء وكذلك بين المدرسين والإدارة..كل ذلك ينصب في نهاية المطاف على المتعلم الذي يمكن اعتباره الحلقة الأضعف بعد المدرس.
وإذا كان من المسلم به أن للعقاب البدني آثارا سلبية وخطيرة سواء على المستوى النفسي أو الجسدي للمتعلم فإن بالإمكان تفادي أو بالأحرى التقليل من استعمال هذا الأسلوب غير التربوي وذلك بالعمل على تحقيق ما يلي:
v خلق جو من الثقة والاحترام المتبادل بين المدرس والتلاميذ من جهة وبين المدرس وسائر الأطراف المتدخلة في العملية التعليمية والتربوية (الأسرة٬المحيط المدرسي٬الإدارة...).
v العمل على أدء الواجب بكل إتقان وبضمير مهني يقظ.
v عدم لجوء الإدارة إلى الأسلوب السلطوي بل اعتماد طريقة تدبير مرنة٬ منفتحة وديمقراطية .
v تحسيس الآباء والأمهات بضرورة القيام بدورهم كفاعلين أساسيين في العملية التعليمية وذلك بتتبع مسار أبنائهم الدراسي وحثهم على إنجاز واجباتهم وحفظ دروسهم حتى لايضطر الأستاذ إلى معاقبتهم.
v أن يحاول الأستاذ تغيير سلوك متعلميه بواسطة الكلمة وإعطاء النموذج وذلك يتطلب صبرا جميلا ونفسا طويل وعزيمة لاتمل ولا تكل.
v مراعاة المراقبين والمؤطرين التربويين لكل الجوانب المحيطة بالعملية التعليمية عند تقييم عمل الأستاذ وعدم الاكتفاء بتفتيش مباغت لا يعكس حقيقة الواقع.
v حث الآباء والأمهات أبناءهم وبناتهم على ضرورة احترام أساتذتهم والحفاظ على مرافق مؤسساتهم باعتبارها بيوتا ثانية يتلقون فيها العلم والتربية .
v معاملة المتعلين بالطريقة نفسها التي نريد أن يعامل بها أبناؤنا وبناتنا واعتبار كل التلاميذ مواطنين كاملي المواطنة ولهم الحق الكامل في تلقي تعليم جيد ورعاية كافية وعدم الكيل بمكيالين أي محاسبة أساتذة أبنائنا على كل صغيرة وكبيرة في الوقت الذي لانعيرفيه أدنى اهتمام لهؤلاء الأبرياء الذين عهد إلينا تدريسهم .
v الترفع عن السلوكات السيئة التي يمكن أن تصدر أحيانا عن الأطفال وعدم مؤاخذتهم عنها وإعطاؤهم فرصة أخرى من أجل إصلاح تصرفاتهم وتجنب الدخول معهم في صراع شخصي لأنهم لا زالوا أطفالا في طور التربية أي أن سلوكهم يمكن أن ينقلب 180 درجة .
هذه بعض الأفكارالتي حضرتني والتي ارتأيت أن أشارك بها زملائي وكل المهتمين .آمل ممن لديه إضافات أن يقدمها لنا مشكورا وإن كان لديكم ملاحظات أو تعليقات فلا تبخلوا عنا بها.
أخوكم م.يعزة