|
من يراها من بعيد يكاد يجزم أنها خاوية على عروشها، و من يلج إلى دهاليزها يكاد يجزم أيضا أنها قاعة للإستراحة من ضغوطات الحياة و إحتساء أكواب من القهوة السوداء مع سجائر صفراء فاقع لونها، و من يتأمل جيدا في حالها يراها فقط سوق الجملة الذي يتفاوض فيه الباعة على مستقبل التربية بإقليم لم يرى النور منذ فجر الإستقلال، إذاً تلك هي حالة نيابة التعليم بإقليم الدريوش و جنودها من الموظفين المحترمين.
حالها كحال غيرها في الوطن الكريم، غَير أن ما أخرجها عن دائرة المألوف إلى خانة الإستغراب هو تلك الحشود من الموظفين المجندين لمهمة لا شيئ، لا يعني هذا أن الشيء غير موجود بل إنه وجوده حاضر بقوة، لكنه يحتاج إلى يد واحدة لتُنشئه و ذلك حفاظا على البيئة و الميزانية و القهوة، أما الأيادي الأخرى فلها أن تضيئ النور في الأقسام المظلمة، لأن الكثير من أبناء الشعب المغربي لازالوا ينتظرون من يشرح لهم مفهموم الحكامة الجيدة و التدبير العقلاني للموارد البشرية و غيرها من المفاهيم التي لطالما رأوها شعارات رنانة تُرفع أمامهم فقط عبر قنوات الإعلام الوطني.
ففي عز الأزمة الإقتصادية التي من خلالها تنادي الحكومة الجديدة بإجراءات تقشفية، يجد الزائر لنيابة التعليم بالإقليم ما يزبد عن ثلاث موظفين حراس عند الباب الخارجي للنيابة، بعضهم يركن إلى وجهة على كرسي و يبدأ بِعَد الزوار الوافدين، و البعض الأخر يظل في خدمة بعض الموظفين الساميين بدءا بتحضير القهوة لهم إلى غسل سيارتهم المتواضعة، و المهم أن لكلٍ وجهة هو موليها طوعا أو كرها. أما إذا تفضل الزائر لإستكشاف ما يجري بالداخل فسيجد مصالح كثيرة، و لكل مصلحة قاعة مغطاة، و في القاعة يجد مكاتب لا ينزل عددها عن ثلاث، و الثلاث هاته يشغلها ثلاث موظفين مختلفين، الصنف الأول يحب التجوال بين جنبات البهو الداخلي للبناية حاملا في يديه فنحان قهوة سوداء و سيجارة و يردد بين الفينة و الأخرى شعار 'مَطَلْعَاشْ'مَطَلْعَاشْ '، و الصنف الثاني يستمتع بمكالمات رومانسية أو ينشغل بألعاب الكمبيوتر كأنه طفل مدلل، أما الصنف الأخير فهو مخلص إلى حد ما، إذ ينكب على إعداد بعض الأوراق التي تهم الإدارة أو يستقبل بوجه بشوش زواره لقضاء بعض حوائجهم ... و هذا الصنف الأخير لا يختلف إثنان على أن مجهوداته يقتات منها الصنف الأول و الثاني.
إذا كان وزير التربية الوطنية يريد الإصلاح و محاربة الفساد كما يتبجح دائما أمام قنوات الإعلام، فعليه مراجعة أوراقه لإعادة تنظبم بيته الداخلي، لأن ما تعيشه نيابة التعليم بإقليم الدريوش هو نموذج صغير بالمقارنة لما تعيشه الأقاليم الأخرى المتشرة على صعيد المملكة، من فوضى و إسراف في تبذير المال العام في أمور لا يستفيد منها ذلك المواطن المقهور الذي هو نفسه يؤدي الفاتورة عن كل حماقة يرتكبها أُناس آخرين.
منقول عن موقع آخر
للتأمل والنقاش
مقروء مرة111 |
|
ادا كان كاتب هدا المقال :
* قلما مأجورا فليحذر أن يسري عليه مغزى المثل الشعبي ( شي ياكل الفول وشي يتنفخ فيه) فيجد نفسه يوما منتفخا بفول أكله غيره .
* منع (مبني للمجهول ) خدمات أو أشياء ليست من حقه فحاله حال قط المثل الشعبي ( المش منين متلحقش اللحم تيقول خانزة).
* زائرا مترددا على هده المؤسسة فسيكون اللئيم الذي تمرد على من يكرمه ويستقبله ويصدق في حقه قولة ( دصر الكلب يلحس ليك شواربك).
* عاملا أو موظفا سابقا استغني عن خدماته و يريد بسخافته هده الاخد بالثأر فليتبع القافلة نابحا عملا بقولة ( القافلة تسير والكلاب تنبح).
لا أجد في هدا المقال السخيف ما يمكن تأمله أو حتى بدرة موضوع للنقاش كما ديل به احد الدفاتر يين رده
للتأمل أو النقاش لان واقع المؤسسة الموضوع الهجاء منزه عما جاء به سفيهنا بلغة أكلوني البراغيث . واعرض عن الجاهلين ( السفيه يلا درتي بحالو باش فتيه)
أتمنى أن يغلق المسؤول عن هذا الركن هذه السخافة المراد بها الإساءة لمن يوثر على نفسه خدمة للصالح العام فيكفي أن يعلم المرء بان اقرب نقطة يمكن فيها الحصول على ماء شروب تبعد عن مقر نيابة الدريوش ب7 كيلومترات .