كارثة إنسانية يعيشها قطاع التعليم بالناظور
تشهد حاليا المدرسة العمومية (ابتدائي ،اعدادي وتأهيلي)في الناظور أوضاعا خطيرة ومقلقة للغاية.
كثير من المؤسسات تعرف خصاصا مهولا في الأطر في مواد دراسية مختلفة وأساسية؛ حيث يذهب التلاميذ
إلى مؤسساتهم متكبدين مشاق الطرقات ومصاريف إضافية رغبة في الدرس و التحصيل، لكن
ومع الأسف الشديد، منهم من يعود لبيته خائبا ومنهم من يظل في الشوارع متسكعا إلى حين...
فالآباء قاموا بواجبهم تكليفا وتسليفا، وزودوا أطفالهم بكل اللوازم المدرسية،إلا أن أغلب
الكراسات مازالت عذراء تشكل عبئا ثقيلا على عاتقهم،والعطلة البينية على الأبواب.
وهذا الوضع الشاذ والمقلق الذي يعا ني ويقاسي بسببه كثير من التلاميذ وآبائهم،ليس سببه
نقص في اطرالتدريس في غالب الأحيان.ولكن السبب الرئيسي هو سوء تدبير الموارد البشرية من
طرف المندوبية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالناظور.
فالخريطة المدرسية أصبحت كرقعة شطرنج بسبب حدة التنافس والتهافت على الانتقالات العشوائية في صفوف هيأة التدريس، والمتنافسون فيها هم النقابات بكل أطيافها وذوي النفوذ والمصالح النيابية المعنية. ويبقى التلاميذ هم الضحية .
ويمكن تلخيص هذا العبث بالحقل التربوي وبمستقبل أبنائنا في مايلي :
ü إعفاء أساتذة من التدريس وتكليفهم بالعمل الإداري( معيدون،مقتصدون،حراس عامون،احتياطيون ، في المكتبات ...) .
ü تكليف أساتذة مجازون وغير مجازين التدريس بالإعدادي والتأهيلي دون تعويض أماكنهم.
هذا ما تسبب في هجرة خطيرة من الابتدائي إلى الإعدادي وإلى ألتأهيلي ومن العالم القروي إلى الحضري وشبه الحضري.
ü رفض الأساتذة الالتحاق بمقر العمل الجديد في إطار إعادة الانتشار، في ظل سلطة إدارية ضعيفة.
ü اللجوء إلى ضم الأقسام كإجراء لحل المشاكل ما يؤدي إلى الاكتظاظ داخل الفصول وبالتالي يتذمرالأساتذة والمتعلمون.
ضف إلى ذلك الساعات الاضافية التي تفرض على التلاميذ من طرف أساتذتهم بطرق ابتزازية تارة واستفزازية تارة أخرى.
والقائمة طويلة ...
إن ما يحدث في قطاع التعليم بإقليم الناظور لا يمكن أن ألخصه في بضعة سطور، وأقل ما يقال عنه، إنها كارثة عظمى في حق الانسان الناظوري ،وهي أسوأ بكثير من كارثة الفياضانات التي ضربت الاقليم.
يحدث هذا والمجتمع يقف متفرجا مغلوبا ،اللهم بعض الشكايات المعزولة من طرف جمعيات الآباء.والأخطر ما في الأمر
هو انتقال التلاميذ إلى مؤسسات التعليم الخصوصي بشكل متزايد، وذلك هروبا من الوضع المأساوي الذي تعيشه المدرسة
العمومية،ومن بينهم أطفال نساء ورجال التعليم،هذه الفئة، لطالما ناضلت من أجل المدرسة العمومية ومجانية التعليم. وهذا
في حد ذاته مؤشر قوي على إفلاس هذا القطاع، وشهد شاهد من أهلها!!!
فهل من تدخل عاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاده؟؟؟
التوقيع: فاعل تربوي