ًمعلمً حرفته، وأنا أيضا...في غالب الأحيان لم يكن اختيارا حرا، ربماكنامجبرين...مدفوعين برغبة البقاء، ومدججين بأسلحة الصبر والكرامة...
ارتجاجات كثيرة أصابتنا في المراكز الحساسة؛ تشخيص الوضع يحتاج لكثير من الفهم...
محملة بالتمور والأجبان والحبوب والقطاني وعلب السردين ...حطت الشاحنة في ساحة المدرسة، غمرت الأطفال فرحة عارمة وهم يحملون غذاءهم الى المستودع، مؤونة تكفي لموسم دراسي كامل...هبة الحكومة هدفت تشجيع التمدرس بالعالم القروي...
بنهم وشهية كان الأطفال يتناولون وجباتهم...المسافات الطويلة التي يقطعونها للوصول الى مدرستهم، تزيدهم احساسا بالجوع...الطباخ مشهود له بالكفاءة...وصرامة المدير...المشرف العام على عملية التغذية زادت من روح الانضباط الجماعي...أما المعلمون فغالبا ما أبدوا استعدادهم للتعاون...لإنجاح عملية الاطعام المدرسي...
بعد شهرين من الوجبات المنتظمة، اكتشف الطباخ النقص المفاجئ لمجموعة من المواد الأساسية داخل المستودع، عقد المدير اجتماعا طارئا...وفتح تحقيقا لمعرفة ملابسات القضية.
وبرغم تظافر الجهود...الا أن اسم مختلس غذاء الأطفال ...كان مجهولا.، ومخافة تكرار ماحدث، أمر المدير بتغيير باب المستودع الخشبي بباب حديدي متين ...وحلف بأغلظ الايمان...أنه لن يتواني في متابعة الجاني قضائيا مهما كانت قيمته ومكانته...حتى وإن كان معلما بالمؤسسة...
ليلا ...من شرفة منزله المطلة على المدرسة...استرعى انتباه أحد المعلمبن حركة غير عادية قرب المستودع، هرع مسرعا الى عين المكان رفقة بعض الجيران من القرية، باغثوا اللص متلبسا، بشجاعة انقض عليه المعلم...أزال عنه قناعه...أصيب بالدهشة والدوار...
صدمته كانت كبيرة وهو يكتشف هوية سارق المطعم المدرسي: المدير...
بقلمي