النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي و درس الديمقراطية
سبق وأن نشرت في منتدى دفاتر قبل توقفها مقالا تحدثت فيه عن الدرس الذي قدمته النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي في الديمقراطية من خلال مؤتمرها الأول الذي شهدته المدينة المناضلة مكناس . وبما أن جل المواضيع فقدت ونظرا لأهمية الموضوع ، و تلبية لطلب مجموعة من الزملاء بإعادة نشره ، سأحاول ذلك اعتمادا على الذاكرة لأنني لا أتوفر على نسخة منه ، والله ولي التوفيق ...
نظمت النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي أيام 17 -18 -19 يوليوز 2008 مؤتمرها الوطني الأول بمدينة مكناس تحت شعار اصلاح منظومة التربية و التكوين ، ارادة سياسية وليس خطة استعجاليه ، في جو من المسؤولية و الانضباط . وكان جميع المؤتمرين في الموعد و أعطوا الانطباع الجيد و الروح النضالية العالية .
وهكذا تم احترام البرنامج المخطط ، حيت تم استقبال المؤتمرين يوم الخميس ما بين الساعة العاشرة صباحا و الثانية بعد الزوال ، وبعد تسجيل المؤتمرين و تزويدهم بوثائق المؤتمر ، تم التحاق الجميع بقصر المؤتمرات ببلدية حمرية لحضور الجلسة الافتتاحية التي امتازت بتلاوة عدة كلمات نذكر منها كلمة الكاتب العام الوطني و الكاتب العام للنقابة المستقلة للأطباء و محامي النقابة وممثل عن الهيئة الوطنية و شخصيات حقوقية وتربوية ، وكانت تتخلل الكلمات مقاطع موسيقية هادفة لأحد الفنانين الواعدين بالمدينة . وركزت جل الكلمات على التضييق الذي تتعرض له النقابة من طرف المسؤولية وعزمهم على مواصلة النضال ، كما تمت قراءة البيان الاستنكاري الصادر اثر توقيف الكاتب العام الوطني للنقابة عن العمل .
وبعد تناول وجبة العشاء التحق الجميع بدار الشباب ° عبد الكريم الخطابي ° حيث تم البدء بأشغال الجلسة العامة الأولى و خلالها تم :
- تقديم التقريرين الأدبي و المالي
- مناقشتهما و المصادقة عليهما . وتجدر الاشارة الى أن المناقشة كانت جد فعالة و قوية واستغرقت وقتا و جهدا كبيرين
-تم بعدها استقالة الاجهزة الوطنية للنقابة لتبدأ الأمور الصعبة ومسألة الحياة أو الموت ، ... حيث تم انتخاب رئاسة المؤتمر والتي تحملت على عاتقها مسؤولية نجاح المؤتمر .. وقد تشكلت الرئاسة من السادة مقدمي محمد كمسير ، وهو مناضل من الجهة الشرقية ، والسيد عزا لدين خليل منسق و محافظ على السير العادي للحوار ، وهو مناضل من مدينة سطات و المناضل نور الدين سليم ، مقرر المؤتمر ، وهو مناضل من مدينة بن سليمان وعضو نقابة سطات . وقد اتفق الجميع على أن الفضل في نجاح المؤتمر يرجع الى استماتة و صرامة و جدية هؤلاء الثلاثة .
بعد ذلك سهرت رئاسة المؤتمر على انتخاب منسقي و مقرري الو رشات :
*** ورشة الشؤون النقابية
*** ورشة المالية
*** ورشة تعديل القانون الأساسي للنقابة
*** ورشة التصور العام
***ورشة الاعلام و التواصل
* يوم الجمعة و بعد تناول وجبة الفطور بمطعم الحبول التحق الجميع بدار الشباب لمباشرة أشغال الو رشات حيث اتسم العمل بالجدية و الانفعال أحيانا واستطاعت الو رشات بالفعل أن تقدم عصارة ما تراه ملائما لاستمرار النقابة ، ولم يتم البدء بأشغال الجلسة العامة الا في وقت متأخر من الليل ، وهنا ظهرت جليا فعالية وصبر لجنة الرئاسة التي سعت ما بوسعها لإنجاح المؤتمر من خلال تقريب وجهات نظر المؤتمرين , وطرح ما صعب فك تعارضه للتصويت فكان المؤتمر سيد نفسه . وتجدر الاشارة الى أن آراء المؤتمرين لم تخلو من تباينات في المواقف . تم في الأخير التغلب عليها رغبة من الجميع في أن يكون هذا المؤتمر نموذجا للديمقراطية الحقة . ولا يفوتني هنا أن أنوه بروح التضحية التي امتازت بها الجهة الشرقية
لقد كانت الجلسات تستمر الى الصباح لتبتديء في الصباح فلم يدق المؤتمرون طعم النوم،و حتى انهم لم يلتحقوا بالمقر المخصص للمبيت .
استمرت فعاليات المؤتمر خلال يوم السبيت الى صباح الأحد فكان تقديم الترشيحات لعضوية اللجنة الادارية وتقديم أعضائها و انتخاب المكتب التنفيدي و فرز الأصوات وتقديم الأجهزة الوطنية المنتخبة . و تلاوة البيان الختامي .
من خلال هذا العرض لسيرورة أعمال المؤتمر يظهر جليا الرغبة القوية التي يحملها أساتذة التعليم الابتدائي من أجل النضال و الدفاع عن حقوقهم المهضومة ، كما اظهروا روح الانضباط و المسؤولية و الديمقراطية وحسن التسيير ....كما يظهر للمتتبع للمؤتمر الغياب السافر و المتعمد للصحافة الوطنية سواء المكتوبة أو المرئية ، والتي بغيابها هذا فوتت على نفسها سبقا صحفيا في روح الديمقراطية .