الجامعة كلمة عظيمة هكذا كان وقعها كلما رنت قرب مسامعها, كان حلما يراود أحلام نومها و صحوها, كانت خلاصها نحو الأفق الرحيب الذي لطالما سدته جبال الأطلس بقممها الثلجية البيضاء, بخدين متوردتين و بياض مشوب بنوع من اللون الخمري الخفيف, تقف هناك تتطلع إلى تلك الحافلة التي مافتئت عودتها المتجددة تشكل لها بارقة أمل أمام حلمها المجنون
في نظر سكان البلدة القابعين وراء مدافئ الشتاء القارس.
شقت الحافلة طريقها بين الثلوج المتكدسة على حواشي الطريق, تنظر بعينين عسليتين إلى صور شاحبة, تنظر إلى الدوار
و كأنه بين كماشة كلاب فصدرت منها تنهيدة كانت حبيسة أيام
بدا المكان رحبا ومختلفا و ربما غريبا أصابها بنوبة من الارباك كادت أن تطلق العنان لضحك مختلط بالدموع.
تراها أنت بين آلاف الأجسام و ملايين الأصوات و ملايير الأنفاس, تحس و أنت تراها كأنها زهرة تفتح برعمها للتو, تشرب حليب الندى المتساقط من حلمة الصباح, تنظر بنفس العينين إلى حمرة الشفق المتدلية القطوف لحظة الغروب, ظلت طول النهار تنتقل من قاعة إلى أخرى, تنظر إلى العيون التي تترصد حركة جسدها الفارع و قدها الممشوق, كأنها تصرف غريزة كانت مدفونة في عمقها المكبوت.
فجأة وجدت نفسها سجينة جدران زئبقية تداخلت أشكالها الهندسية, حيطان اختلط فيه الاسفلت بالحجر و بعض الحديد و عدة أقفال على أبواب كانت منحوتة من السراب, و بضع حواجز كيميائية اختلت فيها أطراف المعادلات, حيطان تحولت إلى مخلوقات طيفية ضربت أسوارا معتمة على ضجيج كان بالأمس القريب محتدما في دواخلها المغمورة.
تنظر إليهم بعينين حائرتين, تنشد شعرا رقيقا عند نصب تماثيل ثلجية ماردة, تذبح رغباتها تقربا عند أقدامهم المتجدرة في وحل من التأويلات التائهة.
في قلعة في هوة سحيقة تحيط بها لعنات العقارب, و أعراف الموتى لحظة السكر, هناك كانت تنظر إلى العالم من ثقب صغير تسلل منه شعاع يحاول أن يسلط ضوئه الواهن على قسمات البراءة التي نقشت على محياها.
انقسم رأسها نصفين ثم خرج من عصفور نوراني حلق بعيدا متجاوزا خطوط الأمان تاركا وراءه جسدا ممددا في قفص مفترض.
انقسم رأسها نصفين ثم خرج منه عصفور نوراني حلق بعيدا متجاوزا خطوط الأمان تاركا وراءه جسدا ممددا في قفص مفترض...
تناغم كبير تذوقته ما بين العنوان والمتن ولحظة التنوير...أحلام اليقظة ....مطامح موؤودة...واقع صادم...حنين جارف للأصول الفطرية الحميمية النقية ...
لقد أبدعت أخي الحسين...وتأكد أننا سعداء بحلولك كل السعادة....وانك إضافة نوعية لمنتدانا ...
عزيزي الحسين يا ابن الجنوب
مرحب بك ألف مرحب .. حللت أهلا ونزلت سهلا ..ف الحقيقة خصني نرحب بالحليب والتمر . كيف لا وانت فارس الكلمة ..كاتب قصة ..صاحب بعد نظر ..؟ لست أدري ما إذا كانت تلك الكلمة المقتضبة التي تركتها للكاتب محمد داني هي من أخذتك عنوة والقت بك في رحاب هذا المنتدى ..منتدى رجال التعليم ؟
على كل ومهما كان السبب ، باسم اسرتك الكبيرة ، ارحب بك معنا ، ونتمنى لك بقاء طويلا ، وعطاااااااء كثيييييييرا ان شاء الله .
قصتك يا حبيبي في المستوى ..سرد قوي وايجاز وتكثيف ..وتصوير جميل ودقيق لحالة النفس وجغرافية المكان ..ننتظر المزيد
استمتعت بحكيك