إنصاف بريس
رشيدة لملاحي - أكدت مصادر موثوقة من وزارة التربية الوطنية، أن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء توقيف الوزير السابق محمد الوفا للتكوين المستمر، يعود بالأساس إلى اكتشافه لتضخم غير معقول في المبالغ التي تخصص للتغدية خاصة، والتي كانت تخصص للمستفيدين من هذا النوع من التكوين، والذي كان مخصصا له أكثر مليون يوم تكوين، أي باستفادة كل رجال التعليم، والبالغ عددهم آنذاك نحو 260 ألف من خمسة أيام من التغذية عن كل الوجبات طيلة أيام التكوين، حسب مصادر انصاف بريس.
ووفق المصادر نفسها، أن هذه الميزانية الضخمة، يصعب على كل لجان التفتيش مراقبة تنفيذها، لأن الأمر يتعلق بتغذية لايمكن مراقبة أثمنتها وكميتها وجودتها، لكونها تؤكل وتنتهي، بينما يمكن القيام بافتحاص للميزانيات المخصصة للاستثمار مثلا، والتي تخصص للتجهيز والبناء، وهي أعمال يمكن مراقبة نتائجها، بينما في التغذية، تضيف المصادر، يصعب اقتفاء تطبيق معايير الجودة فيها، إذ لا يمكن سؤال كل رجل تعليم استفاد من هذه التغذية واحدا واحدا عن مدى احترام دفاتر التحملات، ثم نظرا للتباين الواضح بين أثمنة السلع و المواد الغذائية، والتلاعب في الفواتير و جودة السلع بين بعض المقتصدين و الممونين، ودليل تقول مصادرنا، الاحتجاجات الكثيرة التي رافقت هذه التكوينات بسبب فساد بعض المواد الغذائية المقدمة، ناهيك إلى كون الجهات المسؤولة عن التكوين المستمر في الأكاديميات و النيابات لا تصرح بالعدد الحقيقي للمستفيدين من التغدية، إذ أن أغلبية هؤلاء يفضلون أخذ غذاءهم في منازلهم، وهو ما لا يؤخذ بعين الاعتبار من طرف المقتصدين، لذلك أوقف الوزير السابق عملية التكوين المستمر نهائيا، نظرا لوقف هذه التلاعبات.
يذكر أن عملية التكوين المستمر ماتزال إلى الآن متوقفة في وزارة التربية الوطنية، إذ تم تجميد نحو 4 ملايير درهم كانت مخصصة له.