يلاحظ المتتبع لملف أساتذة التعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي حاملي الشهادات العليا desa-dess-des-doctora أن المنسقية الوطنية للمعنيين بالأمر و بعد نضـال متواصل واستماتة في الدفــاع عن حقوق هذه الفئة .. قد دخلت مرحلة احتضــار بعد موافقتها العلنية على التنازلات المجانية للوزارة الوصية و القاضية بــ :
- تفييء الملف و تقسيم المستفيدين إلى 3 فئات : فئة ما قبل 01-09-2007 إذ من المفترض أن يكونوا قد تمت تسوية ملفاتهم باستثناء غير المرسمين الذين ألغيت لهم رسائل تغيير الإطار . و فئة ما بين 01-09-2007 و 31-12-2007 و الذين وعدت الوزارة - شفويا بحسب المنسقية - بعمل ما بوسعها لتمكينهم من حقهم المشروع في تغيير الإطار . و فئة 2008 و ما بعد و الذين قبلت باسمهم ما سمي بالمرسوم المعدل للمادة 108 و الذي يشترط اجتياز امتحان و الخضوع للكوطــا التي تحددها الوزارة ..
-التراجع عن حق الأثر الرجعي في التسوية المالية و ربما حتى الإدارية .
- إقصاء ما بعد 2008 من حقهم في تغيير الإطار و من الاستفادة من الرسالة الاستثنائية للوزير الأول التي لم تحدد سقفا زمنيا للاستفادة من الاستثناء .
آخر بيان رسمي للمنسقية يعود إلى أواخر شهر يونيو 2008 أي ما ينيف عن 5 أشهر و الذي يتضمن كل هذه التنازلات مقابل وعود شفوية و مقابل القبول بالتنازلات السالفة الذكر ..
و قد لقيت هذه التنازلات المجانية استهجانا و معارضة من جل المعنيين بالأمر على اختلاف درجة نضالهم .. و صرح بذلك المكتب الجهوي لجهة سوس ماسة درعة في بيان معارض لقي التهديد و التنكيل مما تبقى من أعضاء السكرتارية الوطنية المتشبتين بزلاتهم..
و قد تضمن ذلك البيان الدعوة إلى اجتماع عام لأعضاء اللجنة الوطنية في شهر أكتوبر و هو ما لم يتم .. بالطبع الأسبــــاب واضحــــة ...
النتيجة : لا أحد استفــاد من التسوية الإدارية و المالية الحقيقية لتغيير الإطار الذي ظل شكليا ينبني على إرسالية من الممكن التراجع عنها في كل حين .. و ليس ذلك بغريب عن الوزارة التي تخطب خبط عشواء في هذا الملف بسبب عدم القدرة على اتخاذ مواقف ملموســـة تجسيدا للحق الذي يؤخذ و لا يعطى ..
و بيد أن أعضاء المنسقية تفرقت أراؤهم و رؤاهم للملف لأسباب منفعية و أخرى نقابية .. فقد ذهبت ريحهم للأسف الشديد .. و من ثمـــة فقد وقعت بالملموس و بما لا يحتاج إلى برهـــان شهادة وفاتها بل ووارت التراب فوق نعشها .. ببعدها عن المســــار النضـــالي المتقظ إلى آخر رمق ، و استكانة من كانوا يحملون أبواقها عبر المنابر الإعلامية إلى أخبار هواتف و إلى تطمينات زائفة ...
فلا هم قادرون على العودة إلى ساحة النضال لتصحيح المسار و تقويم الأخطاء و لا هم يستطيعون الاعتراف بالوضع الراكد للملف أو مجرد عقد اجتماع تقييمي ..
نتأسف كثيرا أن تضيع الجهود سدى .. وأن تكون النتائج بعد كل هذه المعارك النضالية بهذه الكارثية .. و بالطبع الكل مسؤوووول عن ذلك :من المعنيين بالأمر أنفسهم إلى ممثليهم في السكرتارية الوطنية.
فلا حول و لا قوة إلا بالله .