أوراق مدمر أكاديمية
لم تمض أسابيع على تعيينه ( مدمرا) بعد أن كان ( نائما إقليميا) * حتى بدأ في أنشطته ... التدميرية طبعا !
أنشأ مصلحة ( الفوطوكوبي) و بيع الكاوكاو و الفستق بأكاديميته مستغلا وجود الأوراق البيضاء في مستودع المهملات، و أضاف مصلحة ( التيليبوتيك) بعد توصيلها بالخط الهاتفي للأكاديمية. و كانت النتيجة تحقيق المصلحتين لأرباح و مداخيل خرافية.
قام ببيع جميع نسخ الباكالوريا المتواجدة لديه بثمن باهظ. و استغل فرص الامتحانات المهنية و الامتحانات الموحدة الإقليمية و الجهوية لتسريب مواضيع الامتحان مقابل مبالغ تتعدى أرقامها الأصفار الأربع عن اليسار.
و في أكاديميته، ساعد المحتاجين و المعوزين في قضاء حوائجهم و أغراضهم مقابل أموال طائلة.
في ظرف وجيز، صار رصيد زوجته بالأبناك السويسرية يحتل مراتب متقدمة في برنامج ( سباق الأغنياء).
كان أسوأ يوم عنده هو يوم نهاية خدمته بالأكاديمية، حيث أعدوا له حفلا تكريميا حضره المفتش العام السابق للوزارة. كان مجبرا على التصبب عرقا متأثرا بالكلمة التي ألقاها المفتش العام فاضحا كل تلاعباته و خروقاته، وخاصة حين أنبأه أن الوزارة خصصت له جناحا فخما يليق بمقامه في السجن المركزي.
لم يكن قادرا على الكلام حينئذ سوى أنه أخبر الجميع بوجود قنبلة في شاشة حاسوبه المحمول ستدمر الأكاديمية بعد بضع دقائق. ففر الحضور، و استغل الفرصة للهروب بعيدا... بعيدا عن قنبلة حاسوبه ( الوهمية) !
* راجع قصة( أوراق نائم إقليمي).