استراتيجيات الأمن المحلي1
من إعداد الأستاذ كمال الزبدي
مدونة مغرب بلا حدود
يقول الإمام الشافعي رحمه الله:<< رأيك خطأ يحتمل الصواب ،ورأي صواب يحتمل الخطأ>>
الدرس الأول في حماية الحاسوب المحلي:
لحماية حاسوبنا المحلي،نحتاج لتعلم بعض المبادئ الأولية في الدفاع عن النفس،وحماية حاسوبنا دون إلحاق الضرر بالغير،فنحن في أمس الحاجة لتعلم ثقافة الهجوم عبر الدفاع عن النفس،كما هو الشأن في فنون الحرب، ولكن كيف ندافع عن النفس في غياب ثقافة تعتبر رافعة الدفاع؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تقريبا منذ 15 سنة وأنا اشتغل على الحاسوب،اكتسبت خلال هذه المدة الطويلة، مجموعة من الفوائد أجملها لكم،لعلكم تستفيدون منها،فيما سيستقبل من السنوات ،التي يعتبرها البعض سنوات المعلوميات،و التعلم التفاعلي بامتياز، فما الدروس التي تعلمت؟؟؟؟
أولا :على الشبكة ،لا تلحق الضرر،بأي كان،مهما صغر أو كبر حجمه، بل حدد له مكمن الخطأ،ربما تراجع عن هفواته،فكلما تقدمت في المعلوميات ،تتعلم الدفاع عن أمن الشبكة أولا و أخيرا، دفاعا عن الأخر/الأخرين،لأن الضواري على الشبكة من الكثرة،لدرجة،لا يستطيع أي كان، محاربتهم بأكملهم.
ثانيا:كل البرامج التي نحصل عليها بواسطة الشبكة هي من إبداع أشخاص أغيار، تعبوا كثيرا من أجل برمجتها،وإخراجها في الصورة التي نراها اليوم،فحاول أن تبدع بدورك ،برامج من اختيارك،لأن التواكل على الغير،يعلم عادة الانتظار الدائم،وعدم إعمال العقل،الذي وهبنا إياه الباري عز وجل،صحيح نحن مجتمع يعاني من الفقر،ولا نتوفر على الإمكانيات الملائمة لشراء البرامج من أصحابها، فحسب تجربتي الخاصة،تقريبا كل البرامج المجانية ،تكتنز بداخلها بريمجات مدسوسة بطرق ملتوية،تسعى أساسا للتجسس على من حملها،وأقرب مثال في هذا السياق،محرك البحث كوكل،البريء من التهمة،لأنه لا يضم سوى بريمج صغير اسمه الرانك،يسجل كل عادات الإبحار على الشبكة العنكبوتية،أما أنترنيت إكسبورر،البريء،فلا يختزن سوى بريمج أخر اسمه أليكزا،هل نتهمه بدوره؟ بالطبع نعم،توجه له العديد من الاتهامات التي تخص تسجيل كل صغيرة ،وكبيرة حول عدد الداخليين،وعاداتهم،وكل المعلومات عنهم،دون العودة للكوكيز،تلك الملفات البريئة بدورها ،لأنها لا تسجل سوى معلومات بسيطة عن عادات كل مبحر،لدرجة لا تستشيره في الحصول على المعلومات الكافية،حول عدد المرا ت التي زار فيها الموقع أو المدونة،و الأدهى من هذا و ذاك،أن البعض من هذه المواقع تبيع معلوماتنا لشركات الاستهلاك،لتوظفها في صنع منتجات تلائم المستهلك،لذا لا يستغرب أحدكم حينما تهجم عليه السبايورات من كل ناحية،تصوروا يبيعون حتى عناوين بريدنا الشخصي لهذه الشركات،فنتساءل مع نفسنا :من أعطى لهذه الشركات عناوين بريدنا؟؟؟؟؟
الجواب بسيط جدا:كل منتدى أو موقع أو بلوغ ،نشارك فيه،نجد في صفحته الأولى:مسألتان مهمتان:
_الأولى:هل تريد أن نرسل لك عبر البريد، مستجداتنا؟
وحتى لو رفضت،مدهم ببريدك الإلكتروني،لهم حيلة أخرى يحصلون بواسطتها على هذا العنوان،فقبل التسجيل يجبرونك على وضع بريدك الإلكتروني، لغاية واحدة ،التسلل لبريدك بطرق سأتطرق لها فيما بعد،للحصول على كل المعلومات التي تهمك،من أرقام سرية،لنوع البرامج التي تحمل، للكتابات التي تساهم بها في مختلف المنتديات،للرسائل التي تصلك،فبعد أحداث الحادي عشر ،أصبح لزاما على كل المواقع و المنتديات تزود،كل من طلب أي معلومة حول من دخل الموقع الفلاني، ونوع الملفات التي حملها، وكل ما يخصه،بالفعل العالم أصبح قرية صغيرة،ونجحت أمريكا في استلابنا،بل ذهبت بعيدا في تعويدنا على عاداتها التي تخص الاستهلاك اليومي،لأن الطفل المغربي مثلا،أصبح أكثر ارتباطا بالشبكة،مقارنة مع المراحل السابقة،فمن الآن علينا حماية أولادنا من هيمنة الشبكة العنكبوتية و استلابها للفرد و الجماعة على السواء،لأننا لا نحس بمدى الإدمان الذي أصبحنا نعاني منه،من جراء الولوج اليومي للشبكة،وما أخاف منه، أن تلتهم الشبكة العنكبوتية أطفالنا الصغار،وتمرر لهم قيما لا علاقة لنا بها ، وها نحن اليوم،بدأنا نلاحظ في الشارع مدى نجاح الشبكة في تمرير قيم التفتح المبالغ فيه،لبناتنا،لدرجة أصبحنا نجد الكثير من الصعوبات في التحكم في الوضع،للتقنية تبعات كما سبق أن قلت من قبل،بل لها ثمن باهظ جدا،لتأخذ ،عليك أن تدفع أولا، معادلة غير عادلة من وجهة نظر التحليل الرياضي، و المشكل أننا لا ننتج أي شيء ،بل حتى تعاملنا مع التقنية يتم بطريقة استهلاكية صرفة،فنحن مثلا في المغرب،نتوفر على التكنولوجيا،و لكن تنقصنا التقنية،وهذا هو الأهم.
كمال الزبدي
وايت هات