:: دفاتري ذهبي ::
تاريخ التسجيل: 27 - 3 - 2008
المشاركات: 1,512
|
نشاط [ tijani ]
معدل تقييم المستوى:
350
|
|
22-11-2008, 21:38
المشاركة 5
الاستاذ سيفاو
مشكور على القصة المشوقة ، وان كنت لا أدري أهي حقيقية ام خيالية ، لأنه سبق لي أن سمعتها بسيناريو آخر .
على كل ، قصتك أخي جاءت تقريرية أحيانا كثيرة.. حاول التركيز اكثر ..وحاول الابتعاد عن عبارات زائدة لاتضيف الى النص شيئا ذا بال
لكن دعني اقوم بهذا التصحيح إن سمحت :
تفحص الدركي أوراق سائق التاكسي ، وألقى نظرة علينا مشهرا نور كشافه في عدائية غير مبررة .. وهمهم بعضنا بكلمات ساخطة وقد فاجأهم النور الباهر .. بينما لزم آخرون ، وبينهم أنا ،الصمت. بينما لزمت وآخرون الصمت
وأخيرا .. تحركت سيارة التاكسي الكبيرة التي تقلنا ستة من الركاب إلى أغادير .. تقلنا نحن الستة الى اغادير
كنا متزاحمين كفراخ في قفص .. لكن ذلك لم يزعجني كثيرا وقد خففت هذه الحرارة البشرية بعضا من وطأة البرد في تلك الليلة القارصة القارسة - نقول البرد قارس هذا أحسن-
لو فقط أجد حلا لروائح العرق النتنة والأفواه المنخورة التي لا تكف عن التثاؤب في إيحاء مغنطيسي
قال السائق كأنما يحدث نفسه :
- الله ياخد فيهم الحق
وأردف بابتسامة شامتة :
- لقد نال منهم قرصان تارجيست .. أكثر الله من أمثاله
كنت قد سمعت عن قرصان تارجيست .. ذلك الشاب الذي يصور الدركيين أثناء تقاضيهم الرشاوى القسرية من أصحاب السيارات والشاحنات والحافلات .. ويعرض مقاطع الفيديو تلك في موقع يوتوب الشهير .. مما أدى إلى إيقاف ومحاكمة العديد من الدركيين
أذكر بكثير من الأسف وجه سائق تاكسي متدين يفيض - وجه سائق التاكسي المتدين الذي يفيض -النور من عينيه ،و دركيا وغدا يستوقفه قائلا بوقاحة لا تتصور :
- وأنت أ اللحية ؟ .. مندوقوش فلوسك ؟
أيقضني - أيقظني - صوت السائق من شرودي وقد انتبه إلى أنني ما زلت مستيقظا :
- هل تعلم يا سيدي ؟ .. لي صديق سائق تاكسي مثلي يعمل على الخط الرابط بين أغادير ومراكش
نظرت إليه متسائلا فأردف وهو يعود ليراقب الطريق وأنوار السيارات القادمة :
- حدثني هذا الصديق عن حكاية حصلت له حين كان ينقل ركابا من أغادير
عاد يلتفت لي-الي- وقد بدأت أظهر اهتماما :
- لاحظ أن احد الركاب كان يتشبث بحقيبته بقوة بين يديه وملامحه تعكس توترا وخوفا كبيرين .. وكان لا يكف ينظر في مرآة السيارة وعبر الزجاج الخلفي
أومأت برأسي أستحثه ليكمل .. فقال :
- لما طال الأمر .. استفسره صديقي عما يحدث له .. فأخبره أن سيارة بوجو زرقاء تتبعهم مذ غادروا أغادير .. طمأنه صديقي بأنه فقط يتخيل .. إنما هي فقط سيارة لها نفس وجهتهم .. ولتأكيد فكرته .. توقف عند باحة استراحة صغيرة لدقيقة متوقعا أن تتجاوزهم السيارة الزرقاء
نظرت للسائق وقد بدأ الحديث يشدني فعلا وأردف هو :
- لكنها لم تفعل .. وتوقفت على مقربة منهم
وصمت لحظات طويلة وهو يقود السيارة ليقطع منعرجا خطيرا .. على نحو أثار في الغيظ وجعلني أتحرق لمعرفة تتمة القصة
عاد يقول :
- هنا انتقل القلق إلى صديقي فعاد إلى الطريق وهو يفكر كيف يتصرف .. أخذ يراقب راكبي السيارة الزرقاء بين الحين والآخر عبر مرآة السيارة الجانبية .. كانوا أربعا أو خمسا -اربعة او خمسة-
وعلم من الراكب الخائف أنهم كانوا يتبعونه مذ خرج من احد المصارف بمدينة أغادير حيث سحب مبلغا كبيرا من النقود،
كانت أقرب نقطة مراقبة للدرك على بعد كيلومترات لذلك ضاعف صديقي من سرعة السيارة وهو يرى بخوف أن أحد راكبي السيارة المطاردة يحمل بندقية
قلت مشدوها :
- ومن بعد ؟ .. وبعد ؟ اللهم ان تكون بالدارجة
أجاب وهو يتجاوز شاحنة تتوزع المصابيح عليها كشجرة عيد الميلاد :
- يمكنك أن تتخيل ما حدث .. السيارة الأخرى تزيد من سرعتها محاولة اللحاق بالتاكسي ..ثم تتراجع مع اقتراب التاكسي من نقطة الدرك
والتقط نفسا عميقا وهو يعقب :
- ترك صديقي زبونه عند رجال الدرك بعد أن حكى لهم القصة .. وأكمل سيره نحو مراكش وقلبه غير مطمئن تماما
نظرت له مستفسرا فأجاب :
- كان هناك ثلاثة دركيين فقط .. وتصور المعركة بين اللصوص المسلحين والدركيين .. لن ينجو زبونه حتما
حين وصل إلى مراكش بعد نصف ساعة أخطر الشرطة واصطحبهم إلى المكان على الفور
وتصور ماذا وجدوا ؟
قلت بتوتر :
- ماذا ؟
أجاب بأسف :
- وجدوا أحد الدركيين يغسل خنجرا من الدماء في ترعة صغيرة
وأردف وهو يرى علامات الهلع على وجهي :
- نعم لقد ذبحوه كالنعاج .. تصور صديقي أنه ترك الزبون المسكين في مأمن .. ولم يدرك انه تركه بين يدي شياطين فعلوا به ما لم يكن اللصوص ليفعلونه
اعتقد انك علمي ..لكن لك حس ادبي ..وبالتالي بامكانك التحسين من مستواك مع المدة
بالتوفيق
تحياتي
|